كيف دبت فيه الروح وتلك الطاقة المتحفزة!
أقصوه وبكلمه ألطف أحالوه إلي التقاعد ، وفقد بريق الأهتمام والحظوه والمال والندوات والسفرات وورش العمل والدعوات والمشاركات الداخلية والخارجية والأوامر والنواهي. يجلس صامتاً ولكأن هموم الكون قد تراكمت فوق رأسه ، ولكأنها نهاية العالم .. لايحلو له نوم ، ولايستلذ بطعام ، ولايقوم بأي فعاليات إجتماعية حتي لأقرب الناس ، لقد رمى بالهاتف المحمول لأنه فقد فضيلة رنينه ومات اكلينيكياً ، قطع حواراته مع ابنائه وبناته وأحفاده ، ولبس رداء الحداد ، ولكأنه في استراحة إنتظار الموت ، حاولتٌ مراراً ان أخرجه من هذه الشرنقة المؤلمه ، وأقنعهُ بأن صيرورة الحياة تحكم ذلك طبقا لقاعدة ( إن دامت لغيرك ما وصلت إليك ) ، وعلي اعتبار إن الإنسان لن يبقي في عمله طوال الدهر ، وأن الظروف تتغير والوجوه تتغير أيضاً .. لكنه لايوافقني الرأي ، ويظل يجتّر آلامه ، ويتحسر علي جهوده التي افناها مخلصاً في عمله ( بحسب زعمه ) ، مضحياً بالاوقات والليالي التي قضاها في وظيفته حتي وصل إلي أعلى هرم مؤسسته ، وينتقد ذاك ( الغدر ) الذي قُوبل به من القيادة السياسية ، كونه لايستحق ان يودع في سلة التقاعد ، وواهماً انه مازال قادراً على العطاء ، رغم بلوغه اجلين التقاعد ، ورغم إتكاءه الكلي على العصاء في الوقوف والسير ، ورغم أن ظهره احدودب علي شكل هلال ، إلا إنه يرى تبريرات إحالته إلي التقاعد غير مصنفة وظالمة ، فالقوانين هي امزجه طالما طالته ، جائرة لأنها أقتربت من موقعه ( الحصري ).
يلوذ بالصمت من جديد كلما أنهيت حواري معه ، ويظل يستحضر الأيام الماضية وقد حبست جفونه دموعاً غزيرة إلي أن يأست تماماً ان الرجل لم يستوعب نهائيا ( صدمة ) التقاعد التأمري القسري بحسب توهمه ، عندها أيقنت أن الرجل بات اسير النرجسية المرضية .
فجأة ودون سابق مقدمات وفي أحد أسواء أيام المكلا الحاره مناخاً وتحت أشعة الشمس الحارقة ، وجدته يتزعم الأعتصامات والأضرابات والمطالب الفئوية لمؤسسته التي قُعّدَ عنها وأصبح عراب طلبات وأعتصامات واضرابات مؤسيته ومؤسسات وهيئات آخري _ المؤسسات والهيئات _ التي تذكر عمالها وموظفيها فجأة أن لهم حقوقاً عند الدولة يجب أن تنتزع وإلا ( سيخلوا حياتناسوداء وسيخلوا مؤسساتهم كومه من تراااااااااب )
ماأدهشني كيف دبت فيه الروح وتلك الطاقة المتحفزة للشر بعد ان كان على وشك أن ينتقل إلي فصيل الموتى _ !!!!!