لماذا تتبنى مليشيا الحوثي عمليات لم تقم بها؟

اليمن العربي

قبل التحليلات، ونتائج التحقيقات، يقول المنطق العسكري إن الطائرات المسيرة التي استهدفت معملين لشركة أرامكو السعودية في بقيق وخريص، السبت الماضي، لم تنطلق من اليمن، كما ادعت مليشيا الحوثي.

في وقت سابق، حدد التحالف بدقة مصادر إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي هاجمت أهدافا داخل الأراضي السعودية، وغالبا ما كانت أهدافا مدينة، كمطار أبها الدولي وغيره. انطلقت الطائرات والصواريخ من صنعاء وصعدة وشمال محافظة عمران.

إلى جانب تحديد منطقة الانطلاق أو الإطلاق، تمكن التحالف من اعتراض وإسقاط معظم الطائرات المسيرة، وكل الصواريخ الباليستية تقريبا، ونشر، خلال مؤتمرات صحفية، أجزاء من حطامها.

عمليتا بقيق وخريص كانتا مختلفتين تماما، وجاءت النتائج الأولية للتحقيقات السعودية، إضافة إلى التقارير الغربية، لتؤكد هذا الاختلاف، بينما استمرت مليشيا الحوثي بتأكيد مسئوليتها، لكن الارتباك بدا واضحا على الناطق العسكري للمليشيا هذه المرة.

هناك ما يشبه الإجماع الدولي على أن إيران تقف هذه المرة، وبشكل مباشر، وراء الهجوم على أرامكو. والمهم في الأمر هو أن انكشاف التبني الحوثي الأخير، يرجِّح أن العمليات السابقة، في الرياض والمناطق السعودية البعيدة عن الحدود اليمنية، ليست حوثية، وإن مرت على أنها حوثية، بعد تبني المليشيا لها.

تتبنى المليشيا الحوثية عمليات أكبر من قدراتها لسببين، أولهما: إيهام أتباعها، وغيرهم، أنها باتت أكثر قوة، وأنها تتقدم في المجال التصنيع العسكري بصورة تمكنها من خلق توازن ردع، وثانيهما: أن التبني إلزامي من إيران، حتى لا تدخل الأخيرة في مأزق قانوي وغيره.