حوار | المستشار الإعلامي لبن لادن آل الأحمر تجسسوا علينا لصالح أمريكا.. وأنظمة عربية ضغطت لإشراكنا بحرب 1994

تقارير وتحقيقات

أيمن الفايد
أيمن الفايد

لم يكن أيمن الفايد رجل عادي، بل كان لسان المطلوب رقم واحد في العالم، حيث كان يلاحقه الجميع، لاسيما الدول الغربية بوكالات أنبائها وصحفها قبل حتى أجهزة مخابراتها، وأقام عمله في ظروف معقدة بين جبال ووهاد أفغانستان والدول الأخرى التي إنتقل إليها تنظيم القاعدة، حيث عمل المستشار الإعلامي للشيخ أسامة بن لادن مؤسس القاعدة، ليتحدث اليوم وبعد 18 عام على حادثة 11 سبتمبر التي هزت الدنيا كلها وأصابت أعظم دول العالم وهي الولايات المتحدة في مقتل، ليفجر حقائق جديدة تكشف لأول مرة ولكن تلك المرة عن الدور اليمني في تنظيم القاعدة وأسباب مشاركة بن لادن في حرب 1994 على الجنوب، وإلى نص الحوار:

هل إشترك تنظيم القاعدة في أحداث 11 سبتمبر؟

لا لم نشترك فيها، وأمريكا أصطنعت عملية 11 سبتمبر لتصفية طالبان والقاعدة في أفغانستان، وذلك بعد طرد القاعدة من البلاد العربية وإضطرارها للذهاب إلى أفغانستان، فكانت عملية 11 سبتمبر مبرر للولايات المتحدة لدخول أفغانستان وبعدها العراق.

هل خان حزب الإصلاح وإخوان اليمن تنظيم القاعدة أثناء جهاده في أفغانستان؟

أسرة الأحمر كانت معانا في أفغانستان، وهم كانوا يورد الناس لأفغانستان، عبد الله بن حسين شيخ مشايخ حاشد ، وحميد كان معانا في أفغانستان وأخوه الأصغر ووالدهم كان يأتي في زيارات متقطعة، كما أن الشيخ عبد المجيد الزنداني وأبنه وأخو زوجته الثانية، وكنا ندخل الشيخ الأحمر إلى غرفة قيادة العمليات، ولكنهم كانوا إخوان مسلمين صرف يبيعون أي شئ بالمال، وغدروا بالشيخ أسامة بن لادن نفسه وغدروا بالقاتلين أنفسهم، وكانوا يتجسسوا علينا لصالح كل من أمريكا وإيران والسعودية، ووجدنا كثير من المعلومات المنقولة عن طريقهم، ووصلوا بعد ذلك أنهم كانوا يكفرونا ويكفرون أسامة بن لادن وكل مقاتلي القاعدة

. كيف ترى تجربة إخوان اليمن في افغانستان؟

كانوا موجودين برواتب من تنظيمهم وليسوا متطوعين، وكانوا لا يشتركون في المعارك، بل ويجاهرون أن لديهم فتوى شرعية بعدم الإنخراط في القتال، بل وحتى المساعدات الطبية كانوا يقصرونها على المناطق الآمنة ويرفضون إسعاف الجرحى في الجبهات والمناطق المشتعلة، بل وكانوا بارعين في الكلام بحيث أي أزمة أو مشكلة تحدث للمقاتلين يبادرون إلى الهجوم على القيادة ويبررون بها موقفهم بعدم الإشتراك في تلك المعركة.

وبالنسبة لقيادات الإخوان اليمنيين وطقوسهم الدينية؟

 على غير ما يعتقد الكثير من العرب فإخوان اليمن وخاصة قياداتهم معظمهم ينتمون للمذهب الزيدي وليسوا سنة، وكانوا يقولوا لنا ونحن في المعسكرات نحن زيود وأقرب مذهب لأهل السنة ولا تستطيع أن تفرق بيننا وبين السنة، واتضح أن المسألة ضحك على اللحى، خاصة بعد أن انكشفت حقيقتهم حيث فرقوا القضية وكفروا المقاتلين

. لماذا اشتركت القاعدة وأسامة بن لادن في حرب 1994 في اليمن؟

علي عبد الله صالح أوهم أناس كثيرين من العرب والمسلمين ومنهم الشيخ أسامة بن لادن، اوهمهم ان الحرب في 1994 مع الجنوبيين هي حرب ضد الشيوعية وأن الشيوعية ستعود بعد أن اختفت مع الوحدة الطوعية مع الشمال في 1990، ولكن عودة الإنفصال سيعيد الشيوعية، وذلك بعد أن ذاق الأمرين من تلك الوحدة، حتى حسني مبارك سمى حرب 1994 بإحتلال، على عبد الله صالح استغل تجربة الجنوب العربي مع الإشتراكية بعد الإستقلال في تجربته ضدهم، ولا سيما أن الإسلاميين وعلى رأسهم المقاتلين في أفغانستان كانوا أكثر ناس يعلمون خطر الشيوعية وتمددها وحاربوها في أفغانستان، سواء الأفغان العرب من كل مكان أو القاعدة التي كانت جزء من الأفغان العرب.

هل هناك ظروف دولية أدت إلى انتقال التنظيم من أفغانستان إلى اليمن؟

الإستخبارات الغربية علمت أن المنتسبين للقاعدة بعد إنتهاء الجهاد في أفغانستان سيذهبون إلى القدس، فقامت أمريكا برفع يدها عن القاعدة ، وأوعزت لبعض منتسبي الجماعات من المجاهدين مثل عمر عبد الرحمن وأيمن الظواهري وعبد المجيد الزنداني، أن يعيدوا بناء تنظيماتهم من هناك ليقوموا بضرب أنظمتهم الحاكمة خاصة بعد وفاة الرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق جاءت بناظير بوتو ذات الأصول الشيعية الإسماعيلية، وبدأت تضيق الخناق علينا هي وأمريكا والدول العربية التي أرسلتهم للقتال إلى هناك، عدا علي عبد الله صالح الذي فتح لهم الباب، ويضاف إلى ذلك أن الأنظمة العريبة من تحت المنضدة تدعم ذهابنا لليمن.

هل كان هناك بعض القيادات التي عارضت فكرة الإشتراك في الحرب ضد الجنوب؟

عرض أخونا أسامة الفكرة على المقاتلين ، ولكن هناك مجموعة وكنت أحدهم قلنا لأبو عبد الله أنه من الصعب على القاعدة أن تخوض تلك المعركة، وذلك لعدة أسباب أولاً لأنه في أفغانستان واجهنا جيش منظم، ولكن الموجود في الجنوب هي حرب عصابات، وثانيًا لوجود فتاوى شرعية تجيز القتال ضد الروس في أفغانستان، على عكس ما يزعمه علي عبد الله صالح عن حربه في الجنوب ضد الشيوعيين كان إدعاء لم يثبت بعد، وقد تكون لعبة من علي عبد الله صالح، ورأينا أنه من الأفضل البدء بجبهات أخرى مثل الفلبين والسودان وخاصة جنوب السودان والصومال.

هل وجدت أسباب داخل تنظيم القاعدة إضطرت الشيخ أسامة لقبول عرض علي عبد الله صالح؟

أن اعضاء القاعدة من سوريا والأردن وفلسطين أرادوا أن يذهبوا بعد انتهاء القتال في أفغانستان إلى القدس، وعبد المجيد الزنداني وأبو برهان الضابط السابق في الجيش السوري والأخ نور الدين الفلسطيني الأصل المتجنس أردنيا رأوا ان القتال يبدأ من اليمن، وأعضاء الجماعة الإسلامية قالوا أن الجهاد يبدأ من مصر، بينما البعض اقترح السودان لأنها مهيأة، فكل مجموعة دول متقاربة من بعضها في المصالح أرادت أن تبدأ الجهاد من أراضيها، وكان الشيخ أسامة يرى أنه بدلأ من 1200 مقاتل في القاعدة و 30 ألف مقاتل من الأفغان العرب أن يتفرقوا، يجب أن يجد لهم عدو قوي يحاربوه وهذا كان متوفر في اليمن، يذهبوا لإعادة الوحدة بين الجنوب والشمال، وكانت هذه من السقطات التي تورط فيها الشيخ أسامة بن لادن.

 هل هناك شخصيات معينة أثرت على رأي الشيخ أسامة بن لادن في حربه في 1994؟

كان هناك شخصيات شمالية مثل عبد المجيد الزنداني، وجنوبية مثل طارق الفضلي، قامت بتهيأة أرضية لإقناع الشيخ أسامة بالنزول لليمن كيف مهد "علي عبد الله صالح" لنزول القاعدة إلى اليمن؟ كان ينزل أفراد من القاعدة إلى اليمن ، وكان هناك تحالف بين الدول العربية التي شكلت الحلف المقدس وتواطئوا مع علي عبد الله صالح على ذلك، و قام علي عبد الله صالح، بإعطاء جوازات لأفراد القاعدة وبعضهم أعطاهم رتب عسكرية، واعتقد الشيخ بن لادن أن كل يمني شمالي أو جنوبي عندما يأوي مقاتل ستنتهي المشكلة، فما بالك برئيس جمهورية تسانده أنظمة عربية أخرى من تحت المنضدة .

كيف ترى نتائج إشتراك القاعدة في حرب 1994؟

نفس الأخطاء التي كان يحذر منها بن لادن أرتكبت، حيث أنه قتل عدد من المقاتلين وتفرق عدد أخر هناك في اليمن، وبعضهم تزوج من القبائل اليمنية في الجنوب، وتعقب علي عبد الله صالح الباقي وقام بإعتقالهم وتعذيبهم هناك.

إلى الجزء الثاني من الحوار