قطر ترعى حملات من حماس وإخوان اليمن ضد السعودية 

أخبار محلية

تميم
تميم

سلطت صحيفة لندنية على الحملات الإخوانية باليمن ومن حماس ضد السعودية.

 

وبلغت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وحركة “حماس”، أسوأ مراحلها، بعد إعلان الأخيرة عبر بيان أن الرياض تعتقل أحد قادتها، المدعو محمد الخضري، في وقت تقول فيه أوساط فلسطينية مطّلعة إن حماس تنخرط في حملة تشويه إخوانية ضد السعودية، وأن قضية الاعتقالات لا تعدو أن تكون مبررا ثانويا.

 

ووفق صحيفة "العرب" الصادرة الخميس - تابعها "اليمن العربي" لفتت مصادر فلسطينية إلى أن حماس سكتت عن اعتقال الخضري لمدة تجاوزت أربعة أشهر، ولم تتحرك إلا ضمن سياق يرتبط بالموقف السعودي من قطر وما يجري في اليمن، لافتة إلى أن حزب الإصلاح، الذي يمثل فرع الإخوان في اليمن بدأ في الأيام الأخيرة حملة إعلامية على الرياض، خاصة على تويتر، بسبب رفضها الانسياق وراء خطة الحزب لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي وإجباره على وضع قواته تحت سيطرة الحكومة اليمنية التي يهيمن عليها الإخوان بشكل جلي.

 

وكان حزب الإصلاح يخطط لإرباك التحالف السعودي الإماراتي، لكن البيان المشترك الذي صدر الأحد الماضي من البلدين لتأكيد وحدة الموقف بشأن أحداث جنوب اليمن، أطاح بحساباته ودفع قياداته في الدوحة وإسطنبول إلى التحرك لاستهداف السعودية إعلاميا في مسعى لابتزازها.

 

ويعتقد متابعون للشأن الفلسطيني أن حماس لم تكن لتصدر تصريحات ضد السعودية لولا وجود ضغوط خارجية عليها، خاصة من قطر، فحماس تجنبت طيلة تاريخها الاحتكاك بالمملكة أو التشكيك في دعمها للقضية الفلسطينية، ويعود ذلك بالأساس إلى أنها تحصل على جانب كبير من تمويلها من التبرعات التي تأتي من الخليج، وخاصة من السعودية.

 

وتسيطر قطر على قرار حماس خلال السنوات الأخيرة، خاصة في فترة قيادة خالد مشعل للمكتب السياسي للحركة الفلسطينية ذات الهوية الإخوانية، وكان لقطر دور في تغيير حماس موقفها من النظام السوري في ذروة الحرب الأهلية الداخلية.

 

ويعزو المتابعون التحول المفاجئ في خطاب حماس ضد السعودية إلى كونه يأتي استجابة لأوامر قطرية بعد البيان القوي الذي أصدرته المملكة السبت، والذي أحبطت فيه مساعي قطر لإعادة فتح كوة في جدار المقاطعة الرباعية لها بالرهان على موقف سعودي متفهم لها.

 

وأكدت السعودية أنه لن يكون هناك حلّ للأزمة الخليجية إلا عبر استجابة قطر لمطالب الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) وتوقّفها عن دعم الإرهاب واحتضان المتطرفين وكفّ تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول الأربع لتصبح جارا وشريكا وثيقا.

 

وقال البيان السعودي إن الدوحة عملت سرا وعلنا منذ عام 1995 ضد السعودية، أي منذ 27 يونيو 1995 عندما انقلب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على والده، مشيرا إلى أن الرياض اتخذت قرار المقاطعة نتيجة الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، والدعوة إلى الخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية، منها جماعة الإخوان وداعش والقاعدة، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم.

 

وتعتقد أوساط فلسطينية أن حماس فتحت على نفسها بابا لا يمكن إغلاقه، فاستهداف السعودية لا يمر بسهولة ونتائجه ستكون عكسية، خاصة أن الرياض تمتلك مفاتيح كثيرة لإرباك حماس وعلى رأسها مفتاح التمويل المالي.

 

 

وقالت حماس، الإثنين، إن جهاز مباحث أمن الدولة السعودي، يعتقل منذ 5 أشهر القيادي محمد الخضري (81 عاما) ونجله، موضحةً أن المذكور كان مسؤولا عن إدارة “العلاقة مع المملكة على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة”. وقال القيادي في الحركة، موسى أبومرزوق، في تغريدة له على موقع تويتر، إن الخضري هو أول ممثل للحركة في السعودية.

 

ولم تذكر حماس تفاصيل حول عدد المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، فيما لم تعقب السلطات السعودية على بيان الحركة. وقال عدد من قادة حماس إن تأسيس تنظيم الحركة خارج فلسطين كان داخل الأراضي السعودية. وذكر القادة -ومنهم إبراهيم غوشة، الناطق السابق باسم الحركة- أن علاقات الرياض بحماس كانت طيبة، قبل نحو عقدين من الزمن.

 

وتأسست حركة حماس نهاية عام 1987 في قطاع غزة، على يد تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. ولاحقا، شكّل قادة تنظيم الإخوان “الفلسطينيين”، مكتبا سياسيا خارج فلسطين، اتخذ من العاصمة الأردنية، عمان، مقرا له. ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن صمت الحركة على اعتقال الخضري، وغيره من الأفراد التابعين لحماس، جاء من باب إفساح المجال لدبلوماسيتها من أجل حل القضية، والإفراج عن المعتقلين.

 

ويقول الصواف إن السعودية لم تعر الجهود الدبلوماسية التي بذلتها حماس في ذلك الإطار أي أهمية، ما دفع الحركة أخيرا إلى إصدار البيان كي تعبّر عما يجري داخل الأراضي السعودية. وتابع  “الحركة كانت تريد أن تحل القضية بعيدا عن الإعلام، الأمر الذي استغرق شهورا عدة، لكن إفشال المساعي دفعها للحديث عبر الإعلام”.

 

ويتفق معه المحلل السياسي تيسير محيسن الذي يقول إن السعودية، وأغلب دول الخليج، تعمل وفق نظرية “تجفيف المنابع (المالية)”، وذلك لحصار الحركة وقطع الإمدادات والمساعدات التي تمثّل العصب الرئيسي لبقائها.