باحث: على واشنطن أن تدرك بأن قطر عدو في لباس حليف

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال باحث إن ما يجري في أفغانستان تجاوز فعلياً مرحلة التفجع والحسرة. فالولايات المتحدة تفاوض طالبان، دون أن يوافق التنظيم بداية على وقف لإطلاق النار كشرط للمحادثات، ورغم أن الرئيس الأمريكي أكد عزمه على الانسحاب من ذلك البلد، ما زال جنود أمريكيون يقتلون هناك.

وبحسب الباحث فإن الإجابة ( المفاجئة) تكمن عند قطر التي أقنعت الإدارة الأمريكية بالدخول في هذه العملية من التدمير الذاتيويمكن لأي كان فهم رغبة ترامب بمغادرة أفغانستان، حسب ما كتبه، في موقع "غيتستون"، ييجال كارمون، رئيس ومؤسس معهد أبحاث وسائل الإعلام في الشرق الأوسط (MEMRI)، مؤسسة تتابع وتترجم المنشورات العربية والفارسية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية إلى عدة لغات، وتنشرها عبر الإنترنيت.

ووفق كارمون، إن كان بمقدور الولايات المتحدة الحفاظ على ريادتها الاستراتيجية والاقتصادية في سياق سياسة انعزالية، فذلك نقاش مشروع. وتلك هي وجهة نظر الرئيس الأمريكي والكونغرس. ولكن هناك وسائل للمغادرة دون فقدان أرواح وحلفاء وكذلك احترام العالم.

لكن ما يدعو للأسف وفق كاتب المقال، عوضاً عن مغادرة ترامب لأفغانستان من جانب واحد، مع تعزيز حكومة منتخبة ديمقراطياً في كابول، هو يعمل على تمكين عدوه طالبان عبر مفاوضات طويلة الأمد، تقدم فيها أمريكا تنازلات متتالية، وتتخلى، في نهاية المطاف، عن حلفائها الأفغان.

وكان مسؤولون أفغان أول من شعروا بخيانة وشيكة لحكومة كابول، وأخذوا يسارعون في الانشقاق والانضمام إلى طالبان (شهد يوليو وحده 800 حالة انشقاق).

 

هاجس وحيد

ويعتقد كاتب المقال أن بعض أعداء أمريكا ليسوا مهتمين بأي شيء سوى بانسحاب أمريكا من أفغانستان، وهم لن يتكلفوا شيئاً لتحقيق مثل ذلك الانسحاب. وعلى العكس، سوف يحققون مكاسب عن كل يوم يبقى فيه الأمريكيون هناك، إلى أن يضطروا للانسحاب. ومن الواضح أن الرئيس الأمريكي وإدارته غير مدركين لهذا الأمر. وحسب تسريبات إلى الصحافة، يحاول الأمريكيون إقناع طالبان بالدخول في حوار مع الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في كابول. ولكن حتى في حال وقع طالبان على اتفاق، فإن تجربتنا في الشرق الأوسط أثبتت أكثر من مرة أن لا سبيل لضمان أن قادة التنظيم سيحافظون على كلمتهم.

ويبدي ترامب إصرارا على تعهد طالبان بعدم مهاجمة الولايات المتحدة بعد رحيل قواتها عن أفغانستان. ويستطيع قادة الحركة التوقيع على الاتفاق، ولكن، في الشرق الأوسط، يستخدم الناس وكلاء لهم. وكما هم الإيرانيون، يستطيع قادة طالبان التظاهر بعدم التورط، ولكن أحداث 9/11 نسجت من داخل أفغانستان على يد تنظيم القاعدة.

 

إجابات مفاجئة

ويتساءل عما يدفع ترامب ودهاة من حوله لتجاهل تصريحات علنية صدرت عن طالبان كالقول إن "السبب وراء الحرب في أفغانستان هو وجود قوات أمريكية، وأنها لن تنتهي إلا بعدما تغادر القوات الأمريكية".

ويرى الكاتب أن الإجابة (المفاجئة) تكمن عند قطر التي أقنعت الإدارة الأمريكية بالدخول في هذه العملية من التدمير الذاتي. فقد جرت الإدارة إلى هذه العملية بناء على فرضية تقول إن بلداً بنى قاعدة عسكرية ويستضيف القيادة المركزية CENTCOM، هو بالتالي حليف ذو مصالح مشتركة، ويفترض أن تكون نصائحه خيرة وقدمت بنية طيبة. ولكن المسؤولين في أمريكا لا يدركون أن قطر عدو بلباس حليف، وأن مصالحها متناقضة مع مصالح أمريكا.

 

تمويل إرهابيين

ويعتقد كاتب المقال أن قطر تدعم تنظيماً إرهابياً كبيراً هو تنظيم الإخوان (وتستضيف محرضهم الرئيسي على الإرهاب، يوسف القرضاوي) وفروعهم كالقاعدة والآن طالبان، لشراء الحماية لعشيرة آل ثاني. كما تدعم قطر حكومات إسلامية معادية لأمريكا مثل الريس التركي رجب طيب أردوغان. ويملك آل ثاني شبكة الجزيرة الإخبارية التي عملت طيلة عشرات السنوات، كسلاح إعلامي يستهدف الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة وما ورائها.

ووفق ريتشارد كلارك، المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب في إدارتي كلينتون وبوش، انتزع أمير قطر السابق، والد الأمير الحالي، شخصياً من الأمريكيين إرهابياً كبيراً يدعى خالد شيخ محمد (خطط لهجمات إرهابية ضد أمريكا، وهربه خارج قطر ليمنع الأمريكيين من اعتقاله) وبهذا مكنه من التخطيط لهجمات 9/11 بعد بضع سنوات. واستنتج كلارك بأنه "لو سلمه القطريون لنا تلبية لطلبنا في 1996، لكان العالم اليوم مكاناً شديد الاختلاف عما أصبح عليه".

ويقول كاتب المقال إنه خلافاً لما يعتقد عدد كبير من الأمريكيين، لم تقدم قطر معروفاً لأمريكا عند بنائها القاعدة في منتصف التسعينيات. بل احتاجت قطر لقاعدة أمريكية لحماية كيانها، وما زال هذا الاعتماد على الحماية الأمريكية قائماً. لكن المؤسسة العسكرية الأمريكية تتجاهل هذه الحقيقة بما يضرها، وتتصرف وكأن أمريكا مدينة لقطر وليس العكس".