بالأرقام.. تعادل مؤقت في الحرب التجارية بين أمريكا والصين

اقتصاد

اليمن العربي

فيما يشبه المباراة بين فريقين يمتلك كل منهما أدوات الفوز، وصل طرفا حرب التجارة إلى نقطة تعادل بعد تهدئة وهدنتين على مدار أكثر من 18 شهرا، فالأرقام أثبتت أن لا فائز إلى اليوم.

 

واشنطن التي أصبحت تعاني من عجز تجاري حاد وصل إلى أعلى مستوى في 10 سنوات في 2018، ليسجل 621 مليار دولار العام الماضي، تقابلها بكين التي واصلت وارداتها في التراجع خلال أغسطس/آب الماضي، حيث سجلت سالب 5.6% على مدى عام.

وتخوض الصين والولايات المتحدة منذ العام الماضي مواجهة تجارية تتمثل في تبادل فرض رسوم جمركية على سلع تتجاوز قيمتها 360 مليار دولار من التبادل التجاري بين البلدين  

 

وفي قمة مجموعة العشرين التي عقدت في مدينة أوساكا اليابانية الشهر الماضي، اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ على إعادة إطلاق المفاوضات التجارية، لكن الهدنة ما لبثت أن تزعزعت، ففي 1 أغسطس/آب الماضي، أعلن ترامب نيته فرض رسوم جمركية جديدة على سلع صينية بقيمة 300 مليار دولار.  

 

وفي 23 أغسطس/آب، ردت بكين بالإعلان عن فرض رسوم انتقامية على منتجات أمريكية بقيمة 75 مليار دولار، دخلت حيّز التنفيذ اعتباراً من 1 سبتمبر/أيلول الجاري.  

 

ورداً على ذلك، قررت الإدارة الأمريكية رفع الرسوم التي أعلنتها في مطلع أغسطس/آب من 10 إلى 15%.

 

العجز التجاري

صادرات الدولة الآسيوية العملاقة التي تعد من أهم محاور اقتصادها، تراجعت بنسبة 0.1% في أغسطس/آب الماضي، على مدى عام وكانت الصادرات قاومت بشكل جيد في يوليو/تموز حيث ارتفعت 3.3% على الرغم من الخلافات التجارية مع الولايات المتحدة.

 

أما الواردات الصينية فقد واصلت تراجعها في أغسطس/آب سجلت سالب 5.6% على مدى عام، بوتيرة لم تتغير بالمقارنة مع يوليو/تموز، في أجواء من تراجع الطلب الداخلي.

 

 على الجانب الآخر ارتفع العجز التجاري في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى في 10 سنوات في 2018، ليسجل 621 مليار دولار العام الماضي.

 

بينما سجل العجز في الميزان التجاري ذي الحساسية السياسية مع الصين مستوى قياسياً بلغ 419 مليار دولار لصالح بكين، على الرغم من فرض إدارة ترامب رسوماً على نطاق واسع من السلع المستوردة في مسعى لتقليص الفجوة.

 

وحسب "رويترز"، قالت وزارة التجارة الأمريكية إن العجز التجاري سجل قفزة بنسبة 18.8% في ديسمبر/كانون الأول 2018، أسهمت في تسجيل عجز إجمالي قدره 621 مليار دولار العام الماضي.

 

والعجز المسجل في 2018 هو الأعلى منذ عام 2008، وأعقب عجزاً بلغ 552.3 مليار دولار في 2017.

 

وطبقاً لتقرير World Economic Prospects الصادر عن Oxford Economics في يناير/كانون الثاني 2019، فمن المحتمل نمو الواردات السلعية والخدمية الأمريكية بمعدل يزيد على نظيرة الخاص بالصادرات السلعية والخدمية بقيمة 1.6 نقطة مئوية عام 2019 مقارنة بحوالي 0.6 نقطة مئوية عام 2018، وتوقع التقرير أيضاً استمرار الارتفاع في عجز الميزان التجاري السلعي الأمريكي ليصل إلى 929.7 مليار دولار أمريكي عام 2019.

 

وأزعجت أرقام التبادل التجاري بين البلدين الرئيس الأمريكي، ودفعته لإعلان فرض رسوم وضرائب على واردات قادمة من الصين بنسبة وصلت إلى 25%، في يونيو/ حزيران 2018. 

 

حرب الرسوم تخلف خسائر مليارية

ومع تفاقم الخلافات التجارية مع الصين، فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية إضافية على ما تبلغ قيمته مليارات الدولارات من السلع الصينية المستوردة، دخلت حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر/أيلول.

 

وبحلول نهاية العام الجاري، ستكون كل الواردات الأمريكية القادمة من الصين (حوالي 540 مليار دولار استنادا إلى أرقام 2018) تخضع لرسوم إضافية إذ إن الحزمة الأخيرة من هذه الرسوم ستدخل حيز التنفيذ في 15 ديسمبر/كانون الأول.

 

وردت الصين بفرض رسوم جمركية على بضائع أمريكية بقيمة 75 مليار دولار مما يكبد الصادرات الأمريكية خسائر تقارب ما تكبدته نظيرتها الصينية جراء رسوم ترامب الجمركية.

 

توتر مفاوضات التجارة  

 

على الرغم من تبادل فرض الرسوم الجمركية، تؤكد واشنطن مواصلة الحوار ويفترض أن يلتقي مفاوضو البلدين في بداية أكتوبر/تشرين الأول في الولايات المتحدة.

 

وفي آخر مفاوضات مباشرة في شنغهاي في نهاية يوليو/تموز اتفق البلدان على الاجتماع في سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة، بدون تحديد موعد دقيق لمحاولة إيجاد حل لوضع حد لحربهما التجارية.

 

وقالت الخبيرة الاقتصادية تاو وانغ من مصرف "يو بي إس" في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المالية بلومبرغ "نواصل التفكير بأنه لن يبرم أي اتفاق تجاري هذه السنة ولا في 2020".

 

وحذرت من أن ما يحدث هو العكس، قائلة "نواجه خطر تصعيد إضافي في الحرب التجارية".