العثور على هيكل عظمي لإنسان نياندرتال في كهف شاندر

منوعات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعلن فريق من علماء الآثار في جامعة كامبريدج البريطانية العثور على هيكل عظمي لإنسان نياندرتال في كهف شاندر في محافظة أربيل بإقليم كردستان العراق، ويعد هذا الاكتشاف الجديد رقم 11 في سلسلة الاكتشافات المتعلقة بإنسان النيادرتال في هذا الكهف.

 

ويعد كهف شاندر الذي يقع في سفح جبل برادوست في قضاء ميركسور ١٤٥كيلومترا شمال شرق مدينة أربيل عاصمة كردستان العراق، أقدم وأكبر كهف مكتشف حتى الآن في العراق، ويقع على ارتفاع ٢٢٠٠ متر فوق مستوى سطح البحر ويطل على وادٍ عميق كثيف الأشجار.

 

وشهد الكهف أولى عمليات التنقيب عن إنسان النياندرتال خلال ١٩٥١-١٩٦٠ نفذها عالم الآثار الأمريكي رالف سلوكي وفريقه من جامعة كولمبيا، واكتشف خلالها 9 هياكل عظمية من مختلف الأعمار إلا أنه لم يتمكن من استخراج هذه الهياكل بشكل كامل فتبقت أجزاء منها مدفونة تحت التراب، فيما اكتشف فريق جامعة كامبريدج الهيكل العظمي العاشر في 2018.

 

ويقول البروفيسور جريم باركر رئيس فريق علماء الآثار في جامعة كامبريدج البريطانية لـ"العين الإخبارية": "منذ أكثر من ٣٥ عاما لم نشهد اكتشافا كهذا، ينتظر الفريق الانتهاء من عمليات التنقيب الحالية لإجراء تحليلات للهيكل العظمي المكتشف الذي يتمثل في الجزء العلوي للجسم لمعرفة أسباب موت هذا النوع من الإنسان وهل دفن أم لا وتأثيرات العوامل البيئية عليه بهدف التوصل إلى معلومات قد تؤدي إلى تغيير العديد من النظريات العلمية الخاصة بالإنسان القديم".

 

وتابع "كهف شاندر والهياكل العظمية المكتشفة فيه تساهم في الإجابة على سؤال، هو هل إنسان النياندرتال كان يدفن موتاه؟ البعض يرى أن النياندرتال لم يدفن موتاه، هذا الاكتشاف يوضح لنا أن النياندرتال كان يفكر بدفن موتاه، ويساهم أيضا في الإجابة عن سؤال آخر هو كيف انقرض النياندرتال؟".

 

وتقول عالمة الآثار البريطانية إيما ببموروين لـ"العين الإخبارية": "لدينا هنا بقايا لإنسان بالغ، وهي قفصه الصدري وعظام الكتف والعمود الفقري، وكنا اكتشفنا الجمجمة وعظام الذراعين الخاصة بهذا الهيكل العظمي في 2018".

 

وتابع: "من خلال البحث والدراسة يظهر أن هذا الهيكل العظمي لشخص بالغ وعلى الأغلب يعود لشخص مسن، ويظهر هذا من خلال أسنانه، لكن لا نعلم حتى الآن إن كان يعود لذكر أو أنثى"، لافتة إلى أن الفريق سيلجأ لفحص البروتين الموجود في العظام بالمختبر لتحديد نوع جنسه بشكل دقيق.

 

وأكد غفور أحمد، قائمقام قضاء ميركسور الذي يقع الكهف في حدوده الإدارية، وفقاً لـ"العين الإخبارية" أن الفريق سيواصل التنقيب في الكهف على مدى الأعوام الخمسة المقبلة.

 

واستكمل: "عملية التنقيب خلال السنوات المقبلة ستكون في كهف شاندر ومحيطه، فضلا عن وجود آثار قرية (زوي جم)، والمعلومات تشير إلى أن هذه القرية أقدم من قرية جرمو (أحد أقدم القرى على سطح الأرض) الواقعة في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية"، مضيفا أن "الجهات الحكومية في الإقليم تسعى إلى تنظيم مؤتمر علمي دولي عن كهف شاندر في قضاء ميركسور بهدف التعريف بهذا المعلم الأثري الكبير".