ريفي: نرفض بقوة تحويل لبنان إلى ساحة صراع لصالح طهران

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال وزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي إنه يرفض بقوة تحويل لبنان إلى حلبة صراع لصالح المشروع الإيراني مهما كلف الأمر.

 

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، دعا ريفي إنهاء سيطرة وهيمنة ما سماه "دويلة حزب الله" على القرار السياسي والعسكري بلبنان.

 

وتابع: "الكل يعرف أن حزب الله هو أهم أذرع إيران بالمنطقة، وأنI من خلال الضربات والتجاذبات الأخيرة بينه وبين إسرائيل أطاح الحزب ليس فقط بالقرار 1701 وإنما ومن قبله بهيبة الدولة واستقلالية القرار اللبناني وأثبت للجميع مصادرته الفعلية لقرار السلم والحرب".

 

وأكد المسئول اللبناني على أنه "لا خلاص للبنان طالما وجدJ بداخله جماعة أو حزب يعمل لخدمة المشروع الإيراني أو أي مشروع آخر على حساب المصلحة الوطنية".

 

وأضاف ريفي: "لا نملك إلى الآن رواية كاملة عن حادثة الطائرتين المسيرتين الإسرائيليتين وعن أهدافهما من اختراق أجوائنا، وأشك أن الدولة اللبنانية تعرف أيضا حقيقة الأمر".

 

ولفت إلى أن "كل ما لدينا هو رواية حزب الله الذي رد بطريقة معينة، الأحد الماضي، وأعطى مشاهد لإطلاق صاروخ أو صاروخين نحو سيارة عسكرية إسرائيلية، وعرض الإسرائيليون، صباح الثلاثاء الماضي، شريطا مصورا يظهر أن السيارة المستهدفة من قبل الحزب لم يصبها أي ضرر، وأن الضربة جاءت خلفها بأمتار معدودة".

 

وأوضح ريفي على أن موقفه الرئيسي كأي لبناني وطني هو "رفض العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية ورفض أي مبررات له والوقوف مع القوى المواجهة لإسرائيل".

 

وزاد: "كنا نتمنى لو كانت إيران بإمكانياتها العسكرية التي تتباهى بها قد دخلت في مواجهة مباشرة وفعلية مع إسرائيل ولو مرة واحدة، وعندها كانت ستجدنا إلى جانبها، سندعمها إن فعلتها، وسنصير جنودا بالمعركة.. ولكن إيران على كثرة تهديداتها لم تدخل فعليا في أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل منذ إقامة نظام ولاية الفقيه".

 

وقال إن طهران تستخدم القضية الفلسطينية بقداستها وأهميتها عند المسلمين والعرب كرداء تتلبس به لوضع يدها على بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء في إطار مشروعها التوسعي".

 

وبخصوص "التغطية الرسمية" من قِبل الرئاسات الثلاث بلبنان للضربات، أكد ريفي أن "حزب الله يمتلك القدرة على الرد أكثر من الجيش، ولكنه بالوقت نفسه هو المسبب الأكبر لاستهداف وضرب لبنان.. تلك هي الحقيقة".

 

وأكد وزير العدل السابق أن السلطة الحالية أضعف من أن تقف بوجه حزب الله الذي نجح وتمكن من إيصال مرشحه لرئاسة الجهورية عام 2016، ثم سنّ قانونا انتخابيا على مقاسه، هو وحلفاؤه وحصل على الأغلبية البرلمانية والحكومية.

 

ولفت إلى أن  رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يحاول الآن بكل طاقته أن يجنّب لبنان تبعات هذا الواقع المرير الذي يدرك أنه غير قادر على تغييره".

 

وأردف: "عملية إنهاء سيطرة وهيمنة دويلة حزب الله على القرار اللبناني بحاجة لقرار ودعم إقليمي دولي".

 

واعتبر حالة الاحتفاء الشعبي اللبناني بالضربات التي وجهها حزب الله لإسرائيل أنها "انفعالات عاطفية تتماهى مع الأمنيات التاريخية للشعوب العربية وتبتعد عن الواقع".

 

وألمح الوزير السابق إلى أن التوترات والتجاذبات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل تمت بشكل ممنهج بما يخدم مصلحة إيران بمفاوضاتها الراهنة مع الأوروبيين حول تخفيض تعهداتها بشأن الاتفاق النووي.

 

وذكر ريفي: "تستعمل إيران لبنان كورقة ضمن أوراق أخرى، كسلامة الملاحة وضمان إمدادات النفط بالخليج، وذلك لدعم وتقوية موقفها بالمفاوضات الراهنة مع الأوروبيين والمجتمع الدولي بشكل عام، وتريد هي التأكيد على أنها تملك التحكم بتلك الورقة وبالتالي يجب أن يكون المقابل لها كبيرا وغاليا".

 

وقال إنه "بحرب يوليو 2006 مع الإسرائيليين أيضا، تعهدت دول عربية بإعادة بناء ما تهدم ببلادنا، وبالفعل حدث ذلك.. أما اليوم فلا العالم العربي أو حتى الغربي جاهز لتكرار السيناريو ذاته، الكل منشغل بقضاياه".

 

وزاد: "ديوننا تقترب من 90 مليار دولار، وجرعات التقوية التي حصلنا عليها بمؤتمرات باريس الثلاثة الماضية أو ما قد نحصل عليه بالمؤتمر الرابع، لم ولن تسهم كثيرا في تحسين الوضع خاصة مع فساد كبار المسؤولين".

 

وتابع ريفي: "اليوم هناك تحذيرات كبيرة بانخفاض احتياطي النقد الأجنبي، فضلا عن توقيع المزيد من العقوبات الأمريكية على المؤسسات والبنوك اللبنانية مثلما وقع مؤخرا لـ(جمال ترست بنك)، الذي اتهم بتقديم خدمات مصرفية لمليشيا حزب الله".