تعرف على حقيقة ترسانة إيران الحربية بعيدا عن ضوضاء طهران الوهمية

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جرت العادة في إيران على أن يطلق الجيش الإيراني بين حين وآخر إصداراً عسكرياً جديداً ضمن جهوده التسويقية لدخول معترك الدول العسكرية الكبرى، ومحاولة لإثبات النفس في الساحة الدولية، ويعرف أيضاً عن الإعلام الإيراني اتباعه أسلوب الترويج لتلك الآليات العسكرية واستعراضها بطريقة تظهر أنها تنافس آليات حربية عالمية.

 

يوم الخميس الماضي، حاولت إيران إطلاق قمر صناعي على متن صاروخ باليستي، وكانت المفاجأة أن انفجر الصاروخ على منصة الإطلاق، الواقعة في مركز الخميني الفضائي في شمال إيران، وزعم مسؤول إيراني رفض كشف هويته، أن السبب وراء فشل إطلاق الصاروخ هو بعض المشكلات الفنية.

 

شكل ذلك الفشل صفعة لإيران، بعد أن وضعها في موقف محرج، خاصة بعد تداول وكالات تصوير دولية لصور توثق الحادثة، وكانت شركة "بلانيت لابز" لتصوير الأرض ومقرها ولاية كاليفورنيا كشفت عن صور تظهر حجم الخراب الذي لحق بمنصة الإطلاق وعن وجود دخان كبير لحظة الانفجار.

 

لم يكن ذلك الحادث هو الوحيد في تاريخ إيران العسكري السيء، وقبل عدة سنوات زعمت إيران انتاجها طائرة حربية مقاتلة، أطلقت عليها اسم "قاهر أف 313"، وكشفت الستار عنها بحضور الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وبعد ساعات من نشر الصور قوبلت بسخرية عالمية وانتقادات واسعة من قبل خبراء الدفاع والفضاء في جميع أنحاء العالم.

 

ويشير تقرير نشرته "ناشونال انترست"، إلى أن الجميع خارج إيران عرف أن الطائرة هي مهزلة إعلامية لا أكثر، وأصبحت مادة سخرية لكثير من رواد الإنترنت، لكن الحكومة الإيرانية أصرت على أن الطائرة ذات الشكل الغريب، تتفوق بقدراتها على طائرة "لوكهيد مارتن إف 22 رابتور" وطائرة "أف 35" زاعمة أنها ستصبح جاهزة للعمل في المستقبل القريب، ومنذ ذلك الحين لم يسمع شيئاً عن المشروع، واختفى عن الساحة الإعلامية الإيرانية تماماً.

 

ويؤكد التقرير، أن مشروع طائرة "قاهر أف 313" هو مجرد خدعة، ويدرك ذلك من خلال الصور التي عرضتها إيران، ويتضح فيها أن حجم الطائرة يبدو أقل من حجم أي طائرة حربية مقاتلة، ويؤكد الخبراء، أنه ذلك الحجم لا يستوعب الأنظمة الإلكترونية المعقدة، وخزانات الوقود الكبيرة، وأمكنة الأسلحة والصواريخ الموجهة المتطورة، مشككين في إمكانية اتساع الطائرة لمحرك ضخم يستطيع التحليق بها، قائلين باستهزاء على إيران أن توجد محرك صغير يكفي لهذه الطائرة، مع تخصيص فتحات تهوية كافية في المحرك خوفاً من احتراقه قبل التحليق بالطائرة.

 

يوضح خبير التكنولوجيا العسكرية، ميغيل ميراندا، في تقرير نشرته شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، في يونيو (حزيران) الماضي، أن ترسانة إيران العسكرية قديمة لكنها فعالة، وتضم المروحية "CH-47" أمريكية الصنع والخاصة بنقل الجنود والمركبات الخفيفة، إلى جانب الدبابة، "إم-60 باتون"، وتعود هذه الأسلحة الأمريكية إلى ما قبل الثورة عام 1979.

 

وقال الخبير، إن قطاع التصنيع العسكري، الذي تملكه الدولة الإيرانية، أحرز منذ التسعينيات تقدماً في مجالات عدة، خصوصاً في مجال الأسلحة الخفيفة والمدفعية والصواريخ الباليستية، لكنه لم يصل أبداً لحجم التطور الذي يظهره الإعلام الإيراني.

 

ويؤكد التقرير، أن إيران تعتمد في صناعة أسلحتها على نماذج أجنبية، تطورها داخلياً، لتقول إنها إيرانية خالصة، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.

 

وفي تقرير نشرته في مايو (أيار) الماضي كشفت الخارجية الأمريكية، أن المقاتلة "كوثر" التي قالت طهران إنها إيرانية الصنع، ليست سوى المقاتلة "إف- 5" الأمريكية، مع بعض التعديلات.

 

ويشير الناشط الحقوقي المهتم في قضايا إيران الدكتور كريم عبديان بني سعيد في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" نشر اليوم الإثنين، إلى أن إيران تعاني من ضعف ونقص كبيرين في القدرات العسكرية في 3 تصنيفات من قواتها المسلحة، أي الجوية والبرية والبحرية، فالقوات البرية الإيرانية تعاني من الضعف بسبب صعوبة النقل اللوجيستي، حيث إن غالبيتها فرق مدرعة ثقيلة وبالتالي بطيئة الحركة. كما أن البحرية الإيرانية صغيرة جداً ومحدودة في الأسلحة والسفن التكتيكية. أما قواتها الجوية فتكاد تكون شبه معدومة وغير موجودة تقريباً.

 

ويؤكد الكاتب، أن الطائرات العسكرية الإيرانية تتكون من 130 إلى 150 فقط - معظمها من الجيل الثاني - علماً بأن كل جيل هو نحو 20 عاماً، بينما دخلت الخدمة حالياً الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس من قِبل الأمريكيين والروس والفرنسيين.

 

ويقول الناشط الحقوقي، إن القوة الجوية الإيرانية تمتلك 25 طائرة من طراز "ميغ 29" بينها 5 طائرات مسروقة من العراق، ولديها 55 طائرة من طراز "إف 4"، و16 طائرة من طراز "إف 5"، و10 من طراز "سوخوي 22 و24" الروسية، ونحو 20 طائرة من طراز "ميراج إف 1" الفرنسية، ونحو 50 طائرة من نسخ قديمة غير متطورة.

 

ويوضح الكاتب، أن جميع صواريخ إيران الحالية مثل "صاعقة، وقادر، وشاهين، وشهاب، وفجر، وسجيل، وخرمشهر، وشهاب 1 و2 و3" هي أشكال مختلفة من منظومات الصواريخ الروسية والصينية والكورية الشمالية. أي لا شيء أهلياً محليَّ الصنع كما يدعي الإيرانيون.

 

وبالنسبة لأحدث طائرة مقاتلة إيرانية فهي "إف 14 تام كات" صناعة شركة "غرومان" التي لم تعد موجودة بهذا الشكل، حيث أصبحت "نورثروب غرومان" ذات أجنحة متعددة الأوضاع وبإمكانها تصغير حجمها على متن حاملة الطائرات. بالطبع كل هذه الطائرات تم شراؤها في عهد الشاه محمد رضا بهلوي.

 

ويوضح الكاتب، أنه لدى إيران بعض الطائرات من دون طيار (درون) لكنها غير متطورة بمهام محدودة لأهداف تكتيكية وتجسسية قصيرة المدى.

 

من ناحية أخرى، فإن منظومات الصواريخ الإيرانية ليست محصنة أمام تهديدات الحرب الإلكترونية لأنها تُطلق من منصات أرضية، وهو ما يمثل نقطة ضعف كبيرة، حيث من المعروف لدى الخبراء العسكريين أن الصاروخ يتم إطلاقه وفق مبدأ "Fire & Forget"، أي أطلق وانسَ، وذلك على عكس الطائرات التي يمكن تغيير مهماتها وخططها وأهدافها والقابلية للإدارة والسيطرة.