"الخليج" تصف «خطة» ترامب بأنها «خدعة» تظهر انحيازاً كاملاً ل«إسرائيل» 

عرب وعالم

ترامب
ترامب

قالت صحيفة خليجية، "كما كان متوقعاً، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تأجيل الكشف عن الشق السياسي لخطته للسلام بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين، مراعاة لحسابات انتخابية لصالح حظوظ رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، في الاقتراع لاختيار نواب «الكنيست».

وأضافت صحيفة" الخليج" الصادرة اليوم الاثنين - تابعها "اليمن العربي" - "تم إرجاء الإعلان عن الخطة مرتين من قبل للأسباب نفسها التي برر بها سيد البيت الأبيض قراره الأخير بالتأجيل، ما يعني أن توقيت الإعلان عن تفاصيل الخطة المنتظرة يُستثمر لصالح نتنياهو وحزبه اليميني، وحلفائه من الأطياف السياسية والدينية اليهودية المتطرفة والمتشددة. إذا كان مجرد توقيت الإعلان تُراعى فيه مصالح سياسية لليمين، فما بالك بمحتوى الخطة نفسها. فالخطاب واضح من عنوانه ومن مرسله ومن الساعي به". 

وأشارت إلى أن "كل المقدمات تشير إلى نتيجة واحدة؛ «خدعة» لا «خطة»، منحازة بالكامل للادعاءات والمطالب اليمينية «الإسرائيلية» لمصادرة الحقوق الفلسطينية، وضرب عرض الحائط بكل القرارات الدولية المتراكمة منذ سبعة عقود، ومن بينها القرار نفسه الذي نشأت بموجبه «إسرائيل».

وتابعت" قبل أن يكشف ترامب أن لديه خطة كما يسميها، ويحق لنا أن نصحح عنوانها إلى «خدعة»، أظهر انحيازاً كاملاً ل«إسرائيل» وسلم برغباتها المخالفة للسياسة الأمريكية المتبعة في عهود كل الإدارات السابقة، فاعترف عملياً بالقدس عاصمة ل«إسرائيل»، وأصدر أوامره بنقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المحتلة، وافتتحت الممثلية الدبلوماسية في أقل من ستة أشهر على قرار نقلها، وفي تأريخ ذي معنى يتوافق مع الذكرى السبعين لإعلان دولة «إسرائيل»، ولم يكن الوفد الذي افتتح السفارة ممثلاً لوزارة الخارجية الأمريكية؛ بل للشق اليهودي من أسرة الرئيس الأمريكي (ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر)، ومستشاره اليهودي للشرق الأوسط جيسون جرينبلات، ووزير الخزانة مينوشين (أعلى مسؤول يهودي في الحكومة الأمريكية).

ومضت الصحيفة "واستتبع ذلك بسلسلة قرارات تصب في الاتجاه نفسه، مثل إلغاء القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، ووقف المساهمة الأمريكية في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تخدم أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا، ووقف المساعدات الأمريكية الاقتصادية والفنية والإنسانية للشعب الفلسطيني، والانسحاب من بعض وكالات الأمم المتحدة بزعم فقدانها للمصداقية، لتبنّيها قرارات تُثبت الحق الفلسطيني وتدعمه، وتدين سياسات وجرائم «إسرائيل»، وليس آخراً إلغاء مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن، والحديث علناً في مجلس الأمن الدولي عن إلغاء وكالة «أونروا»، والمغالطة في تعريف اللاجئ، والتشكيك في عدد اللاجئين الفلسطينيين، لشطب حق العودة المنصوص عليه أممياً، وإيجاد مبرر لتوطين اللاجئين حيث هم الآن. مثلما قدم التأجيلان السابقان دفعة انتخابية لنتنياهو وأحزاب اليمين المتطرف، إضافة إلى الهدايا الانتخابية الموقوتة مثل الاعتراف بسيادة «إسرائيل» على الجولان السوري المحتل، ها هو نتنياهو يأخذ لنفسه هدية أخرى لدعم موقفه الانتخابي، بإعلانه السيادة «الإسرائيلية» على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، ما يعني عملياً ضم أجزاء واسعة من الأرض الفلسطينية المحتلة، وخلق واقع قانوني جديد، لكنه ليس بعيداً عن عين الرضى الأمريكية، وليس غريباً على خطة السلام المنتظرة؛ بل هو جزء منها".

واختتمت "ويقوي هذه الفرضية أن جرينبلات وسفير الولايات المتحدة في «إسرائيل» ديفيد ليبرمان سبق وأن تحدثا صراحة عن حق «إسرائيل» في ضم أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة".