اكتشاف قد يقود لفحص دم يتنبأ بمرض السكري من النوع الأول

منوعات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

توصل فريق بحثي أمريكي من مؤسسة سكريبس للأبحاث "Scripps Research" إلى اكتشاف علامة بيولوجية قد تقود قريبا إلى الكشف المبكر عن مرض السكري من النوع الأول بواسطة فحص دم قبل الإصابة بالمرض بـ5 سنوات.

 

ويظهر هذا المرض المناعي عادة قبل سن العشرين، ويمحو قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين، وهو هرمون ضروري للحياة، وغالبا ما يأتي التشخيص بعد ظهور الأعراض، وعندئذٍ يكون المرض قد ترسخ بالجسم.

 

وفي بحث نشر في دورية علم المناعة "Science Immunology"، اكتشف العلماء بمؤسسة سكريبس ما قد يكون أقرب علامة بيولوجية ممكنة لهذا المرض قبل تطوره، وذلك في تجارب أجريت على فئران التجارب، وهو ما قد يبشر بإمكانية تكرار الدراسة على البشر.

 

ويحدث هذا المرض عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة وحدها عن إنتاج الأنسولين، وهو هرمون ضروري لا يستطيع الجسم بدونه نقل الجلوكوز من مجرى الدم إلى الخلايا، حيث هناك حاجة إلى الجلوكوز للحصول على الطاقة، ولهذا السبب يحتاج الأشخاص المصابون به إلى مراقبة مستويات الجلوكوز في الدم عن كثب وحقن الأنسولين يوميا للبقاء على قيد الحياة.

 

وعرف الباحثون منذ أكثر من 25 عاما أنه يوجد بين الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول طفرة وراثية بين فئة معينة من الجزيئات التي تنظم المناعة المعروفة باسم HLAs، وهي اختصار لـ"مستضدات الكريات البيضاء البشرية".

 

وتوجد بروتينات HLAs على سطح الخلايا، لتنظيم تدخل الجهاز المناعي في الهجوم على الخلايا الخطرة، ولكنها في مرض السكري من النوع الأول ترسل رسائل خاطئة تدفع خلايا تي (T) المناعية إلى مهاجمة خلايا بيتا المنتجة للأنسولين، ولم يكن معروفا كيف يتم جذب خلايا "T" إلى القيام بهذا الدور المدمر.

 

للإجابة عن هذا السؤال بدأ الفريق البحثي بمؤسسة سكريبس تجارب امتدت خمس سنوات على فئران التجارب، تمكنوا في نهايتها من اكتشاف آلية أطلقوا عليها "مفتاح P9"، عن طريقها تقوم خلايا "T" بالتعرف على بروتينات HLAS المتحورة ومهاجمة خلايا بيتا المنتجة للأنسولين.

 

ويقول الدكتور لوك تيتون أستاذ علم المناعة وعلم الأحياء المجهرية الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمؤسسة سكريبس للأبحاث بالتزامن مع نشر الدراسة: "إذا كان هذا الاكتشاف في الفئران قابلا للانتقال إلى البشر فإن الخلايا المناعية المجهزة بمفتاح P9 تكون قابلة للاكتشاف فقط في أولئك الذين هم في المراحل المبكرة من تطور المرض، وبالتالي فإن فحص الدم يمكن أن يكشف عن وجود هذه الخلايا ويوفر بالتالي أول إشارة ممكنة للمرض قبل تطوره بنحو خمس سنوات".

 

وفي ضوء هذه النتيجة حصل الدكتور تيتون على موافقة للمضي قدمًا في دراسة على البشر، حيث سيقوم مع فريقه البحثي بجمع عينات الدم من نحو 30 من الأفراد المعرضين للخطر سنويًا، حيث إن أولئك الذين لديهم قريب من المرضى هم أكثر عرضة بنسبة 20 مرة من عامة الناس للإصابة، ما يجعل هذه المجموعة محددة جيدًا لمراقبة المؤشرات الحيوية.

 

ويقول تيتون: "تأكيد هذه النتيجة في البشر سيسمح بالتدخلات العلاجية التي تهدف إلى منع المرض".