محللون: إيران ستدفع الفصائل الفلسطينية إلى الواجهة إذا اندلعت الحرب

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثارت الأحداث السريعة في إسرائيل، وعلى الجبهة الشمالية مع جماعة حزب الله اللبناني، الذي تلاه إطلاق صواريخ من غزة على مدن وبلدات محاذية للقطاع، موجة من السيناريوهات التي قد تتطور سريعاً وفقاً لمعطيات الميدان.

 

وأثار إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل بعد تهديد زعيم حزب الله، حسن نصرالله، بالرد على استهداف الضاحية الجنوبية في بيروت بطائرة دون طيار مفخخة، احتمال دخول الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، على خط النار إذا تطور مواجهة بين حزب الله وإسرائيل.

ونقلت وسائل إعلام عربية عدة تصريحات عن مصادر في الفصائل الفلسطينية لم تسمها، ما مفاده أن الفصائل الفلسطينية ستدخل على خط المواجهة، إذا نشبت مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحزب الله.

 

الجهاد الإسلامي

وعن هذا الملف، قال الكاتب والباحث السياسي عزيز المصري: "لا يخفى على أحد التواصل بين إيران وحزب الله، وبعض الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مثل الجهاد الإسلامي".

 

وأضاف "كان هناك حديث إسرائيلي أكثر من مرة، أن الجهاد الإسلامي يعمل بأوامر من إيران، و قد ينجر لمواجهة عسكرية مع إسرائيل من قطاع غزة بأوامر من إيران، كما أن هناك تماهياً في المواقف بين بعض القيادات في حركة حماس وإيران، مثل نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، ورئيس الحركة في غزة يحيى السنوار".

 

وتابع "ما يعزز هذه الفرضية هو إطلاق 3 صواريخ مساء الأحد، ورغم أنها صواريخ بلا تأثير عسكري، لكنها أعطت إشارة لإسرائيل، على أنه يمكن استغلال ساحة غزة إذا نشبت مواجهة عسكرية بين حزب الله وإسرائيل".

 

 

ولفت الباحث الفلسطيني، إلى أن هذا التطور الخطير ربما هو الذي دفع المخابرات المصرية لطلب زيارة وفد من حماس للقاهرة، قبل زيارة مماثلة مرتقبة لوفد من حركة الجهاد الإسلامي لمتابعة هذا الملف.

 

 

وقال المصري، إن "بعض المواقع الإسرائيلية والمحللين الإسرائيليين ألمحوا لفرضية وقوف الجبهة الشعبية -القيادة العامة، وراء إطلاق الصواريخ من غزة، وهو المعروف بقربه من محور إيران وحزب الله، لذلك استهدف موقع للجبهة في البقاع اللبناني، وهو أمر لم يكن مستغرباً، لأن هذه المواقع هي بالفعل تحت تصرف مسلحي حزب الله".

خط المواجهة

وأيد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، عبدالستار قاسم، الحديث عن تأثير إيران على قرار الفصائل الفلسطينية، دخول لخط المواجهة، بعد تصعيد محتمل بين إسرائيل وحزب الله.

وقال قاسم: "إذا حصل صدام عسكري بين حزب الله وإسرائيل، هل ستقف غزة متفرجةً؟، هذا القرار يعود لقيادة الفصائل الفلسطينية، وإيران، وسوريا، وإذا نشبت الحرب فهذه الجبهات ستفتح، وبالتالي إسرائيل أمام حالة خطيرة".

 

وأضاف قاسم "مصر ستطلب من الفصائل الفلسطينية الهدوء، وعدم إطلاق النار فإذا اندلعت مواجهة عسكرية بين لبنان وإسرائيل، ما يفسر الزيارة العاجلة لوفد من حماس لمصر، وربما أوصلت إسرائيل رسالة لمصر تطالب فيها بألا تتدخل الفصائل الفلسطينية إذا قام صراع ضد حزب الله".

 

وتشير تقديرات المراقبين، لاستغلال إيران لنفوذها في قطاع غزة ولعلاقاتها الجيدة مع عدد من الفصائل الفلسطينية المسلحة، للزج بالقطاع في أتون مواجهة عسكرية مقبلة بين حزب الله وإسرائيل، بعيداً عن اعتبارات الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتدهورة في القطاع.

 

وعن قصف موقع تنظيم فلسطيني في البقاع اللبناني، قال قاسم: "من المحتمل أن يكون في قصف البقاع إشارة على مسؤولية الجبهة الشعبية القيادة العامة، عن إطلاق الصواريخ من غزة، لكن تقديري أن الغارة على موقع الجبهة الشعبية القيادة العامة، رد على خطاب حسن نصرالله، إذ أراد نتنياهو أن يوصل رسالة لسكان إسرائيل، بألا تكترثوا لتهديداته، ونحن أيدينا قوية ونستطيع أن نصل للمكان الذي نريد".

دعوة نتانياهو

وحول دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لزعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس الأركان السابق بيني غانتس، للقاء موسع لبحث الأوضاع الأمنية، أشار قاسم، إلى أن هذه الخطوة المتمثلة في لقاء رؤساء الحكومة الإسرائيلية المتعاقبين بالمعارضة في إسرائيل، ارتبطت بأحداث أمنية كبرى، مثل قصف المفاعل النووي العراقي في 1981، واستهداف المنشأة النووية السورية في 2007.

وقال قاسم: "نتانياهو يستدعي زعيم المعارضة في أوقات الشدة، عندما يتوقع أحداثاً خطيرة، وتقديري أنه سيتشاور معه، حول ما إذا رد حزب الله على ما حصل في الضاحية الجنوبية، وأن إسرائيل سترد، والرد سيجلب رداً، وبالتالي قد نكون على شفا حرب في المنطقة".

 

ومن جانبه، قال الباحث عزيز المصري: "في كل الأحوال فإن اللقاء بين نتانياهو وغانتس تطور كبير، خاصةً أنه اجتماع أمني، وصرح غانتس بأنه ليس من عادته أن يفصح عن فحوى الاجتماعات الأمنية".

 

وأضاف "يبدو أن نتانياهو يريد وضع جميع الأطراف الإسرائيلية في صورة الوضع الأمني، ما يعطي مؤشراً على أن إسرائيل تحضر لضربة قوية على جبهة الشمال، وحشد دعم داخلي، إذا شن حزب الله هجوماً على إسرائيل رداً على هذا القصف".