مبادرات وجهود الشيخة فاطمة في تمكين المرأة مسيرة من العطاء النوعي

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عاشت الشيخة فاطمة بنت مبارك حياتها من أجل تمكين المرأة بالمجتمع، وتشجيعها على التعلّم والمشاركة في مختلف الشؤون المحلية والمدنية والوطنية، حيث استطاعت أن تمنح المرأة الإماراتية فرص متكافئة مع الرجال، ومهدت لها الطريق في مختلف المجالات، وبمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يصادف 28 أغسطس (آب) من كل عام، أعد 24 تقريراً حول أبرز إنجازاتها وجهودها التي جعلت الإمارات تتبوأ تتصدر دول العالم في تمكين المرأة.

تصدرت رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات" الشيخة فاطمة بنت مبارك، ريادة العمل النسائي بدولة الامارات وعلى الصعيدين العربي والعالمي لدعمها الثابت للمرأة أينما كانت وإتاحة الفرصة لها لتأخذ دورها الطبيعي في مسيرة تنمية البلاد، وكذلك في دعمها ومساندتها المرأة أينما كانت.

 

منذ بداية سبعينيات القرن الماضي عملت أم الإمارات على توظيف الفرص المتاحة لدعم المرأة وكانت أول خطواتها توحيد شؤون المرأة على مستوى الدولة تحت مظلة واحدة وهي الاتحاد النسائي العام في 28 أغسطس (آب) 1975 ليكون بذلك الممثل الرسمي للمرأة المواطنة، وقد نجح الاتحاد في تقديم كل الدعم والرعاية للإماراتيات وكان بوابة نحو فتح آفاق النجاح والتقدم في كافة المجالات.

شهدت الإمارات نقلة نوعية على صعيد تمكين المرأة بإعلان الشيخة فاطمة بنت مبارك إطلاقها الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة 2015 – 2021، حيث سعت الاستراتيجية إلى تمكين وبناء قدرات المرأة الإماراتية وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في المجالات كافة لتكون عنصراً فاعلاً ورائداً في التنمية المستدامة ولتتبوأ المكانة اللائقة بها ولتكون نموذجاً مشرفاً لريادة المرأة في كافة المحافل المحلية والإقليمية والدولية وذلك من خلال تحقيق جملة من الأولويات أولها البناء على الإنجازات المتحققة للمرأة في الدولة والحفاظ على استدامة تلك الإنجازات والمكاسب والاستمرار في بناء قدرات المرأة بما يضمن توسيع نطاق مشاركتها التنموية، إلى جانب الحفاظ على النسيج الاجتماعي وتماسكه من خلال تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواكبة التغيرات المستجدة.

وشملت الأولويات توفير مقومات الحياة الكريمة والآمنة والرفاه الاجتماعي بأسس عالية الجودة للمرأة، وتنمية روح الريادة والمسؤولية وتعزيز مكانة المرأة الإمارتية في المحافل الإقليمية والدولية.  

اتبع الاتحاد النسائي العام منهجاً علمياً وتشاركياً في إعداد وتطوير الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات 2015-2021 تم من خلاله إعداد دراسات مرجعية قطاعية لكل محور من محاور الاستراتيجية الوطنية للوقوف على الوضع الراهن وتقييم الإنجازات التي تحققت، ومن ثم تحليل الواقع والسياسات والتشريعات والخدمات الموجهة للمرأة في الدولة باستخدام منهجية التحليل الرباعي الداخلي والخارجي ومنهجية تحليل تأثير العوامل الخارجية والبيئة المحيطة على تمكين المرأة بهدف معرفة الثغرات والتحديات ومواطن التحسين المطلوبة بما يتوافق مع مرتكزات الاستراتيجية وتبع ذلك عقد ثماني ورش عمل لمناقشة نتائج الدراسات المرجعية مع الشركاء المعنيين في ثمانية قطاعات رئيسية هي: التعليم والصحة والاقتصاد والمجال الاجتماعي والتشريع والبيئة والإعلام والمشاركة السياسية واتخاذ القرار.

وبعد مراحل من الإنجازات أصبح الاتحاد النسائي العام بمثابة الآلية الوطنية المعنية بالمرأة ويحرص دائماً على أن يكون الكيان الفاعل والمهم في تنفيذ رؤية الحكومة الاتحادية 2021 والمساهم الرئيسي في المكاسب والإنجازات التي حققتها المرأة في دولة الإمارات حيث أخذ الاتحاد على عاتقه مهمّة النهوض بقضايا المرأة وتضمين أفضل الممارسات العالمية في مجال تمكين وريادة المرأة والتي تلبي الاحتياجات المستجدة للمرأة في دولة، حيث قام بتبني العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات منها.

مسيرة عمل الاتحاد النسائي العام حافلة بالأنشطة والبرامج الموجهة لبناء قدرات المرأة أهمها إطلاق مبادرة كوني جاهزة في 19 يونيو (حزيران) 2013 بالتعاون مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وتنفذ من قبل مكتب الدعم النسائي بالاتحاد الذي رأى ضرورة تمكين العناصر النسائية وتطوير مهاراتهن في مجال ادارة الطوارئ والازمات والكوارث .

كما أطلق الاتحاد النسائي الاستشارات الأسرية وذلك انطلاقاً من توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك، حرصاً منها على تحقيق الاستقرار الأسري والنفسي لأبناء الدولة بما يكفل لهم التنشئة السليمة وقد أخذ الاتحاد النسائي على عاتقه مسؤولية تنظيم اللقاءات بين الأبناء وذويهم في الأسر التي تعاني من وجود خلافات ومنازعات أسرية انتهت بها إلى الطلاق. الطوارئ والسلامة

كما انطلقت مبادرة " في بيتنا مسعفة" بداية عام 2013 بالتعاون مع إدارة الطوارئ والسلامة العامة التابعة للقيادة العامة لشرطة أبو ظبي ويتضمن برنامج المبادرة شرحا نظريا وعمليا حول المبادئ الاساسية للإسعافات الأولية وكيفية اسعاف المصاب بالحروق والجروح والنزيف والكدمات وكذلك اسعاف المصابين بالاختناق للكبار والصغار كما يتضمن شرحا وافيا حول كيفية طلب سيارة الاسعاف.

وتنفيذاً للاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات أطلق الاتحاد النسائي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 ، وبتوجيهات أم الإمارات مشروع "اعرفي حقوقك" بهدف توعية المرأة بالقوانين والتشريعات المحلية والاتحادية وتعريفها بالحقوق التي كفلها دستور وقوانين دولة الامارات، ومن ثم تعزيز قدرة النساء على الدفاع عن حقوقهن، كما دشن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 مشروع المرأة والتكنولوجيا بهدف تمكين المرأة في مجال تقنية المعلومات، ويعمل البرنامج على تنمية قدرات النساء وتأهيلهن للتعامل مع ثورة المعلومات سواء على الصعيد الشخصي أو الأسري أو المهني. المشاركة السياسية وفي مجال تمكين وتأهيل المرأة الإماراتية للمشاركة السياسية وجهت الشيخة فاطمة الاتحاد النسائي لتنظيم عدد من المؤتمرات والندوات المتخصصة في هذا المجال والتي أتاحت للمرأة الإماراتية فرصة الاطلاع على تجارب الدول العربية، خاصة في فترة الانتخابات، ويعتبر مشروع تعزيز دور البرلمانيات منذ عام 2004 أحد أهم مبادرات الاتحاد النسائي العام في هذا المجال. وبفضل الدعم المتواصل من الشيخة فاطمة بنت مبارك تمكنت المرأة الإماراتية من تحقيق أعلى المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية مقارنة بغيرها في الدول الأخرى، واستطاعت المرأة أن تصل الى أعلى المراكز الوظيفية واتخاذ القرار وأن تحافظ على الهوية وبهذا التميز والمبادئ الإنسانية الرائعة تواصل المرأة مسيرتها في كافة جوانب العمل الاجتماعي. وكان دور أم الإمارات بارزاً في توجيه المرأة لإثبات وجودها والاستفادة من الفرص المتاحة للمشاركة في التنمية المستدامة جنباً إلى جنب مع الرجل، وبفضل ذلك أصبحت المرأة الإماراتية تتبوأ اليوم أعلى المناصب في جميع المجالات وتسهم بفعالية في قيادة مسيرة التنمية والتطوير والتحديث من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ومختلف المواقع القيادية في اتخاذ القرار بالدولة. الاقتصاد المعرفي ويعد دور المرأة الإماراتية في الاقتصاد المعرفي هاماً حيث فتحت أمامها جميع السبل وسهلت لها جميع الصعوبات ويأتي دعم الشيخة فاطمة للمرأة دافعاً أساسياً للمشاركة في جميع المجالات، حيث يعمل الاتحاد النسائي العام من خلال استراتيجية تقدم المرأة في دولة الإمارات إلى ادماج قضايا المرأة في التنمية بالتعاون مع الجهات المعنية بالمرأة داخليا وخارجياً، ويعمل على استهداف المرأة على مستوى الدولة من خلال بناء قدراتهن وتنظيم ورش العمل الخاصة بأعداد القيادات وتأهليها لتكون مشاركتها مشاركة إيجابية.

ومكنت أم الإمارات المرأة في التعليم، حيث بلغت نسبة الطالبات في برامج التعليم الحكومي، رياض أطفال، حلقة أولى حلقة ثانية، ثانوية، بدون حلقة 52% من إجمالي الدارسين في القطاع الحكومي في العام الدراسي 2012/2013 وحافظت على هذه النسبة ايضاً في العام الدراسي 2017/2018، بينما ارتفعت نسبة الطالبات في القطاع الخاص من 47% في العام الدراسي 2012/2013 الى 48% في العام الدراسي 2017 / 2018.

وبلغت نسبة الإناث في برامج التعليم العالي 74% من إجمالي الدارسين في الجامعات الحكومية و52% من الدارسين في الجامعات والمعاهد الخاصة في العام الدراسي 2016 / 2017، وتمثل المرأة نسبة 41 % من أعضاء الهيئة التدريسية في قطاع التعليم العالي الحكومي /جامعة الإمارات وجامعة زايد وكلية التقنية العليا/ خلال العام الدراسي 2016/2017.  

وارتفعت أعداد الطالبات في مؤسسات التعليم العالي من 67,226 ألف طالبة في العام الدراسي 2012-2013 الى 81,183 ألف طالبة في العام الدراسي 2016/2017. وبمقارنة أعدد الطلبة في مؤسسات التعليم العالي حسب النوع (ذكور وإناث) في العام الدراسي 2016/2017، تظهر نسبة الذكور انها بلغت 41 بالمائة من إجمالي أعداد الطلبة في مؤسسات التعليم العالي بينما بلغت أعداد الإناث في مؤسسات التعليم العالي 59 % من إجمالي أعداد الطلبة في مؤسسات التعليم العالي في نفس الفترة الزمنية.

واهتمت الشيخة فاطمة بالرعاية الصحية للمرأة فتم إنشاء كلية فاطمة للعلوم الصحية التي تخرج الممرضات والمتخصصات في عدد من العلوم الصحية التي تحتاج إليها الدولة.  

وسعت الشيخة فاطمة بإنساب المواطنات إلى مهنة التمريض بكثافة، معتبرة أنها هنة رئيسية في المجتمع وقد اجلها الاسلام وقدرها وكذلك إلى كل التخصصات التي تقدمها الكلية خاصة في مجال الصحة والتنمية والرعاية الاجتماعية لاستكمال حلقات النهضة الشاملة التي تنعم بها الدولة.

أما بالنسبة دور الشيخة فاطمة بتمكين المرأة في المشاركة السياسية، فقد تبوأت المرأة الإماراتية أرفع المناصب السيادية والتنفيذية والتشريعية ومختلف المناصب القيادية العليا التي تتصل بوضع الاستراتيجيات واتخاذ القرار، كما تشكل المرأة مكوناً مهماً في خريطة القوى البشرية العاملة في القطاع الحكومي، حيث وضعت الإنجازات التي تحققت في مجال تمكين المرأة خلال فترة وجيزة الدولة في مراتب عالمية متقدمة. المجلس الوطني وبالنسبة لدور المرأة في المجلس الوطني الاتحادي، فقد خطا تمكين المرأة في الإمارات خطوة كبيره بتولي مواطنة رئاسة المجلس الوطني الاتحادي، وهي خطوة تدل على مدى الالتزام والاهتمام الذي توليه القيادة السياسية لتمكين المرأة، والنتائج الكبيره التي أسفرت عنها جهود أم الإمارات في دعم المرأة. وشهد الحضور النسائي في المجلس الوطني الاتحادي تغيرات منذ عام 2006 حيث كان في ذلك العام نسبة تمثيل المرأة في المجلس نحو 2.22 % ثم انخفضت النسبة إلى 17.5 % في العام 2011 وارتفعت النسبة الى 22.5 % في العام 2015 ثم إلى 20 % في العام الحالي 2019. مناصب وزارية وبالدعم المتواصل من الشيخة فاطمة بنت مبارك، ارتفعت أعداد النساء اللاتي تقلدن مناصب وزارية من وزيرة في عام 2014 إلى 9 وزيرات في عام 2019 ويشكلن نسبة 28 % من إجمالي الوزراء البالغ عددهم 32، حيث يدرن ملفات مهمة ومستحدثة مثل السعادة، والعلوم المتقدمة، وشؤون الشباب، وملفات مهمة أخرى مثل تنمية المجتمع، والثقافة وتنمية المعرفة، وشؤون التعليم العام، وشؤون التعاون الدولي، والثقافة وتنمية المعرفة، والأمن الغذائي. سفيرات الدولة

دخلت المرأة الإماراتية في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي حيث تم تعيين سبع سفيرات في بعثة الدولة في نيويورك وإسبانيا والدنمارك ولاتفيا والبرازيل وفنلندا بالإضافة إلى قنصل في الصين، حيث بلغت نسبة العاملات في السلك الدبلوماسي والقنصلي ما يقارب 30% من إجمالي العاملين في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي وفي سفارات الدولة في مختلف دول العالم.

وانخرطت المرأة الإماراتية بشكل واضح وفاعل في العمل العسكري حيث وصلت إلى رتب متقدمة بالقوات المسلحة، كما تم اختيار دولة الإمارات المقر الإقليمي للشرطة النسائية العربية من قبل الجمعية العالمية للشرطة النسائية ومقرها الولايات المتحدة الامريكية وحصولها على العضوية العالمية في الجمعية العالمية للشرطة النسائية كأول دولة عربية تنضم لها. يذكر أن دولة الإمارات احتلت الثانية عربياً في تقليص الفجوة بين الجنسين، فيما حصلت على المرتبة الأولى في مؤشر غياب الفجوة بين الجنسين في الالتحاق بالتعليم الثانوي تحت سن 15 عاما، في حين احتلت الدولة المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر أغلاق فجوة الأمية بين الجنسين، وحصلت دولة الامارات على المرتبة الأولى في مؤشر معدل الولادة بحسب النوع ضمن محور الصحة والسلامة، وما كانت لكل هذه الإنجازات أن تتحقق لولا دعم الشيخة فاطمة وجهودها المستمرة في تمكي المرأة وانصافها وتفعيل دورها وتعزيز حضورها في كل المجالات.