واشطن تشك في "تحول مفاجىء" لترامب تجاه إيران

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا يخشى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجآت، لكن هل يمكن أن يقرر واحداً من أكبر التحولات في سياسته الخارجية لتخفيف العقوبات على إيران، رغم شكوك على نطاق واسع في أنه سيغير نهجه.

ويؤيد مستشارو الرئيس من المتشددين منذ فترة طويلة نهجاً صارماً يهدف إلى شل النظام في هذا البلد، إلا أن ترامب الذي أحدث صدمة في وقت سابق بلقائه زعيم كوريا الشمالية، بدا منفتحاً أول أمس الإثنين على اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعقد قمة في الأسابيع المقبلة مع نظيره الإيراني حسن روحاني.

وذكرت تقارير اقتراحاً قدمه ماكرون يقضي بتقديم خط ائتمان بـ 15 مليار دولار مقابل رهن النفط الايراني في قمة مجموعة السبع في منتجع بياريتس، وقال ترامب في هذا الصدد: "إيران قد تحتاج إلى بعض المال للتغلب على أوضاع صعبة للغاية في شكل خط ائتمان".

وقالت مديرة مبادرة مستقبل إيران في "أتلانتيك كاونسل" باربرا سلافين، إن "ماكرون كان يحاول على الأرجح كسب الوقت، وإبقاء إيران في الاتفاق عبر رسالة مفادها كذلك أن ترامب يمكن أن يخسر انتخابات العام المقبل".

ولكن إيران قللت من احتمال عقد قمة، وقال روحاني إن على الولايات المتحدة أولاً رفع جميع العقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني، وأبدت سلافين شكوكاً في نية ترامب إلغاء العقوبات، أو اتخاذ أي بادرة من شأنها أن تؤدي إلى قمة، علماً أن المكان الأكثر احتمالاً هو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في الشهر المقبل.

وقالت: "لم يلتق روحاني الرئيس السابق باراك أوباما الذي أنجز الاتفاق، كل ما تمكن أوباما من الحصول عليه، هو مكالمة هاتفية مع روحاني، لم يتصافحا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة"، وأضافت الباحثة "عاقب ترامب إيران أكثر من أي رئيس في التاريخ الأمريكي رغم امتثالها لاتفاق دولي، فلماذا يكافئ روحاني ترامب بهذه الصورة الفوتوغرافية؟".

وخلافاً لكوريا الشمالية أين كان كيم جونغ أون يستمتع بصورة الوقوف مع ترامب في محادثات بين الزعيمين، فإن الولايات المتحدة تعتبر مؤذية للسياسيين الإيرانيين منذ الثورة في 1979، وسيواجه أي تخفيف للعقوبات مقاومة شديدة من المساعدين بقيادة مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي دعا قبل تعيينه إلى مهاجمة إيران، وإسقاط نظامها.

وطالبت إدارة ترامب طهران بتغييرات بعيدة المدى تتجاوز برنامجها النووي، من ضمنها إنهاء الدعم لجماعات في المنطقة مثل ميليشيا حزب الله اللبناني، والتمرد الحوثي في اليمن.

وقال رئيس مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، المتشددة مع إيران، مارك دوبوفيتز إن "فكرة عقد قمة قد تظهر أن العقوبات دفعت النظام إلى الدبلوماسية"، لكنه حذر من خط الائتمان الذي اقترحه ماكرون  للمساعدة في استقرار الاقتصاد الإيراني.

وأضاف "هذه فكرة غبية للغاية، أولئك الذين أدانوا أوباما بحق  في 2013 و2015 لعرضه تخفيف العقوبات المبكرة على النظام في إيران، بدل زيادة الضغوط، يجب أن يكونوا في المكان".

وانتقدت سفيرة ترامب السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، ماكرون لدعوته وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لحضور قمة مجموعة السبع، لكن الدبلوماسي المخضرم الذي يعمل الآن أستاذاً في جامعة هارفرد، نيكولاس بيرنز قال، إن "جهود ماكرون، نجحت على الأقل في إحداث تغيير ما". وفي يونيو(حزيران) الماضي، سمح ترامب بشن هجوم على إيران رداً على إسقاط طائرة تجسس أمريكية دون طيار ، لكنه أوقف العملية فجأة، وأضاف بيرنز في تغريدة، أن "ماكرون على حق في محاولة المساعدة لفتح قناة بين واشنطن وطهران"، معتبراً أنها قد تسمح لهما بنقل القضية بعيداً من استخدام القوة إلى الدبلوماسية.