صالح أبوعوذل لـ"اليمن العربي": حسابات إقليمية خاطئة والدعم القطري وراء سقوط اليمن بيد حلفاء إيران (حوار)

أخبار محلية

صالح أبوعوذل
صالح أبوعوذل

قال الصحفي الجنوبي، صالح أبوعوذل، إن "حسابات إقليمية خاطئة والدعم القطري وراء سقوط اليمن بيد حلفاء إيران". 

 

وبين في حوار خاص أجراه معه "اليمن العربي" -  أن "هادي عقبة امام الجنوب والشمال وازاحته شرط أساسي للسلام، مشيراً إلى أن تحالف هادي الإخوان فضل تسليم ميناء الحديدة للحوثيين نكاية بطارق صالح".

 

وتساءل قائلا "من حرف مسار الحرب ضد الحوثيين إلى آخر ضد الجنوب"، مشيراً إلى أن "الجنوب كان دولة والوقوف ضد تطلعات شعبه مغامرة كارثية ".

 

وأشار إلى أن "الجنوب كان دولة والوقوف ضد تطلعات شعبه مغامرة كارثية ".

 

وفيما يلي ينشر "اليمن العربي" نص الحوار كاملاً:

 

*اعطنا نبذة مختصرة عن الوضع العام - حالياً - في عدن بعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي؟

 

- أشكرك أستاذ علي على الاستضافة في هذا اللقاء، عدن بخير وأهلها بخير، وفي أمن واستقرار بفضل الله ثم بفضل التضحيات الكبيرة التي بذلت في سبيل تحقيق ذلك، وبفضل أيضا الدعم السخي من الأشقاء في التحالف العربي.

وللإجابة على سؤالك، لم يكن المجلس الانتقالي الجنوبي أن يدخل في معركة داخل عدن مع بعض الفصائل المسلحة، لولا المخطط الخبيث الذي نفذ بتعاون بين تنظيم الإخوان الإرهابي ومليشيات الحوثي الإرهابية، فقد كان المخطط الذي نفذ في الأول من أغسطس، في أن يقصف الحوثيون قاعدة معسكر الجلاء بالتنسيق مع مليشيات موالية لتيار الإخوان، التي تكفلت برسم الاحداثيات للقصف الحوثي، بصاروخ كان موجه على منصة الاحتفال والتي كانت تتواجد فيها قيادات جنوبية رفيعة، هم قادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وكان المخطط بعد أن تضرب المنصة وتقتل القيادات التي حضرت حفل التدشين تبدأ مليشيات الإخوان بالانتشار في عدن وإسقاطها لمصلحة النفوذ القطري والتركي، الدولتان بداتا المخطط منذ وقت مبكر، وتحديدا منذ ما قبل انعقاد البرلمان اليمني في سيئون، والتي أعلن فيها الرئيس اليمني المؤقت وبشكل رسمي مد يده للسلام مع الحوثيين، حينها بدأ الحوثيون بالهجوم على الضالع، وسلمت بعض الالوية والمعسكرات أسلحتها للحوثيين، في مؤامرة واضحة، قبل ان يظهر موالون للحكومة المؤقتة للحديث على ان الحرب التي شنها الحوثيون تندرج في اطار استراتيجية "ضرب الضالع ويافع لتحقيق دولة الأقاليم الستة".

 

وبالعودة لسؤالك والايضاح أكثر، لم يحدث أي تغيير في عدن، فعدن منذ التحرير وهي في قبضة القوات الجنوبية وهي المسؤولة عن تأمين العاصمة ومحاربة الإرهاب، كانت هناك محاولة انقلابية خبيثة بالتحالف مع الحوثيين، فكان لزاما على شعبنا ان يتصدى لهذه المؤامرة الخبثة، خاصة بعد أن اعتدت تلك المليشيات على موكب تشييع شهداء معسكر الجلاء، وقتل متظاهرين بينهم قائد عسكري رفيع قتل وهو لا يحمل أي سلاح، الجميع كان سلمي ويرفع علم الجنوب وصور الشهداء.

 

*كيف ترد على من يقول أن تحركات المجلس الانتقالي الأخيرة تخدم جماعة الحوثي الانقلابية؟

 

لم يجبر المجلس الانتقالي لواء المدفعية في الجوف وكتائب مأرب وصرواح وقيادات الإخوان على الانشقاق من ما يسمى بالشرعية وانضمامهم إلى الحوثيين، فإذا كان هو المسؤول عن هذا الانشقاق، فهو بكل تأكيد يخدم الاجندة الإيرانية، كما أن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يعلن من سيئون أنه يمد يده للحوثين، فاذا كان عيدروس الزبيدي هو من قال ذلك، فبكل تأكيد المجلس هو يخدم أجندة طهران، من يخدم الاجندة الإيرانية هو من يعمل على تسليم الألوية والمعسكرات للحوثيين.

 

الانتقالي حامل القضية

 

*كيف تقيم التحركات العسكرية والسياسية للمجلس الإنتقالي وما مدى إنعكاسها على القضية الجنوبية ؟

 

التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي جاءت بعد أن تم الاعتداء على الشعب الجنوبي، وقد رأينا في شبوة تحالفا حوثيا اخوانيا قاعديا، رأينا هذا التحالف مدعوم من اطراف إقليمية تدور فيما بينها حروب شرسة، الأمر الذي يؤكد ان هذه الأطراف الإقليمية بما فيها ايران وقطر تقاطعت مصالحها في شبوة، لم نر الخطاب الإعلامي المتبادل بين اقطاب هذه الأطراف ، بل رأينا اخطابا موحدا ضد الجنوب.

 

المجلس الانتقالي الجنوبي هو مفوض الشعب وهو حامل القضية الجنوبية، لكن الهجم الإعلامية والسياسية منذ ان تأسس تؤكد رفض هادي وحلفائه من تيار الاخوان كل اشكال الحوار مع المجلس، بل ان حكومة الرئيس اليمني المؤقت اشترطت قبيل حوار تسليم ميناء الحديدة للحوثيين في السويد، عدم مشاركة الانتقالي في المشاورات، بل انها فضلت ان يذهب الميناء للحوثيين على ان لا يذهب لما تصفه بعائلة صالح، وهي تقصد بذلك قوات طارق صالح التي تقاتل في الحديدة، وفضلت الحكومة بقاء الحوثيين في الحديدة على ان يتم تسليمه لقوات صالح التي كانت مع العمالقة الجنوبية والقوات التهامية على مشارف الميناء.

 

يجب إزاحة حكومة هادي

 

*كيف تنظر إلى حوار جدة الذي دعت له السعودية، وما النتائج المرجوة من هذا الحوار برأيك ؟

 

 لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجلس الحكومة اليمنية للحوار مع الجنوبيين، هي ترى ان هذه فئة يجب سحقها، كما جرى في العام 1994م، فحتى لو جلست للحوار فلن تلتزم بما قد يتم الاتفاق عليه، فاتفاق العهد والاتفاق 1994م، شاهد على انقلاب القوى اليمنية الشمالية على كل الاتفاقات، بل أن حلفاء النظام اليمني "نظام هادي حاليا"، أصدروا فتوى تكفير شهيرة اعتبر الجنوبيين بأنهم ليسوا مسلمين وأحلت أموالهم واملاكهم/ فلا يمكن لأي حال من الأحوال ان يقبل هادي بأي حلول ما لم تكن حلول عسكرية على الأرض، لكن المجلس الانتقالي الجنوبي كما يؤكد في أدبياته ملتزم بدعوة السعودية وهو مؤيد وشريك في التحالف العربي لمحاربة الحوثيين، لكن حكومة هادي سوف تتنصل من أي اتفاق ما لم يكن الجنوب تحت سيطرة قواته، لكن أحداث شبوة نسفت أي اتفاق، بل هي مؤشر خطير على أن الحرب قد أصبحت أكثر وضوحا أنها حرب يمنية جنوبية، فالإخوان الذين يسعون للسيطرة على الجنوب يرفعون شعار الدفاع عن الوحدة اليمنية، وذلك لكسب الأطراف الشمالية الأخرى التي ترى في الوحدة حياة وفي استقلال الجنوب موت وجوع وفقر، دون تدرك ان استمرار هذا الخطاب يعزز من الكراهية وربما قد يفجر قتالا جهويا قد لا نحمد عقباه.

 

هادي يشكل عقبة أمام الجنوب والشمال وازاحته شرط أساسي للسلام، فحكومة هادي يجب إزاحتها، فالرجل الذي دفعت به المبادرة الخليجية رئيس مؤقت لعامين، يرى أن إطالة أمد الصراع يعني بقائه في الحكم، وبالتالي الناس لا يمكن أن تقبل استمرار الحرب، والكثير خاصة في الجنوب يرون أن إزاحة هادي هو الطريق السليم للوصول الى سلام، إزاحة الرئيس المؤقت ومنح الجنوب حكما ذاتيا ودعم الأطراف الوطنية اليمنية في الشمال لاستمرار الحرب ضد الحوثيين باعتبارها حرب وطنية ضد جماعة متمردة، فالتحالف العربي لا يحتاج اليوم الى غطاء من الرئيس الشرعي، فاعتقد ان إزاحته مهمة أولا لتهدئة الغضب الجنوبي ومنع الإخوان من استغلال شرعيته لضرب الجنوب واستهداف قضيته، فقد رفض الجنوبيون انتخابه لأدراكهم انه فقط رئيس ضعيف لا يمكن أن يلعب اكثر من دور المشرعن للاحتلال العسكري الشمالي لبلادهم، الجنوب كان دولة مستقلة، ومن حق شعبه ان يعود دولة مستقلة كاملة السيادة، فالوقوف ضد تطلعات الشعب مغامرة كارثية، فالأموال التي تضخ هنا وهناك لا يمكن بكل الأحوال ان تشتري ذمم الشعب كله.

 

 

حضرموت وتحريرها 

 

*ماذا عن حضرموت هل  تستقل تحت سيادة ذاتية مستقبلا؟

 

- حضرموت هي الهوية الجامعة لكل جغرافية الجنوب، وهي الهوية المستقبلية في ظل اجماع جنوبي على التخلي عن هوية السياسية اليمنية كهوية للبلد المنشود، فاليمن عبر التاريخ لم يكن هوية سياسية واحدة، هو جهة مثل الشام في شمال الكعبة، لكن دولة حضرموت هي الدولة المنشودة والتي تمتد من المهرة الى باب المندب.

 

*لماذا لم يتحرك الإنتقالي صوب وادي حضرموت لتحريره من العناصر الإرهابية؟

 

- المجلس الانتقالي الجنوبي يحظى بدعم إقليمي ودولي كبيرين في الحرب ضد الإرهاب والنجاحات التي تحققت خلال الثلاثة الأعوام الماضية، أكدت صدق وجدية المجلس في مقارعة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وحققت قوات المجلس انتصارات ساحقة من عدن مرورا بحج وابين وشبوة وساحل حضرموت، وبكل تأكيد تحرير الوادي وتأمينه مهمة وطنية اعلن المجلس الانتقالي عنها، لكن هناك أولوية كبيرة للحرب، وطالما وهناك حرب اخوانية واضحة فالحرب ضد الإرهاب سوف تتضاعف والمجتمع الدولي يعول على القوات الجنوبية في محاربة مليشيات التطرف التي يرعاها الاخوان وتمولها بعض الأطراف الإقليمية.

 

 

مصير من تعاون بعد فك الارتباط

 

* هل ستعود مصافي عدن للانتاج بقدر استيعابية أكبر لتلبة احتياجات الجنوب النفطية؟

 

- مصفاة عدن هي واحد من أعرق المؤسسات الأيرادية في الجنوب، وقد تعرضت للاحتلال وسلمها الاحتلال لاحد التجار الموالين للتنظيم الإخواني لاحتكار التصدير، ولكن حتما المصفاة ستعود "مصفاة حكومية"، بعيدا عن تجار الفساد والافساد.

 

* ما هو مصير المسؤولين المتمسكين بالشرعية في المناطق الجنوبية عقب إعلان فك الارتباط اليمني؟

 

- سيحال الى القضاء كل من تعاون او يتعاون مع قوى الإرهاب، وسوف يأخذ القضاء مجراه في شخوص ارتكبوا خيانة بحق شعبهم وتعاونوا مع الغازي، لن يتنازل الجنوبيون عن حقهم في استعادة دولتهم المنشودة، انخرطوا في النضال السلمي ولم يسمع لهم أحد، واليوم بعد أن حملوا السلاح، لا اعتقد ان أحد بمقدوره منع الجنوبيين في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم على كامل ترابها الوطني بحدود العام 22 مايو.