هل غابات الأمازون "رئة العالم"؟ علماء يخطّئون ماكرون

منوعات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حرائق الأمازون قضية تشغل بال زعماء وقادة العالم، حيث يصفها البعض "رئة العالم" اعتقادا منهم بأنها أكبر مصدر في العالم لإنتاج الأوكسجين، فمن المسؤول عن تدمير  أكبر الغابات الاستوائية المطيرة المتبقية في العالم؟

مساحة غابات الأمازون كبيرة جدا، حيث تبلغ ما يقرب من ضعفي مساحة دولة الهند، وعبر العديد من الزعماء والقادة والمشاهير في مختلف دول العالم عن قلقهم البالغ جراء الحرائق التي ضربتها مؤخرا، وحذروا من الأضرار  الناجمة عنها.

وأكد  كل من الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، واللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم نادي يوفنتوس الإيطالي أن غابات الأمازون مسؤولة عن إنتاج 20% من الإنتاج الكلي للأكسجين في العالم، فما هي حقيقة هذه المعلومة؟، وما هو أكبر منتج للأكسجين في العالم؟ هذا ما سنتناوله في هذا التقرير.

بخصوص نسبة إنتاج غابات الأمازون من الأكسجين في العالم فقد نفى مركز "كليمات نكسس" المتخصص في شؤون البيئة، ما صرح به ماكرون ورونالدو حول إنتاج غابات الأمازون 20% من الإنتاج الكلي للأكسجين في العالم، حيث كشف عن نسبة مساهمة غابات الأمازون في إنتاج الأوكسجين في العالم والتي تبلغ 6% على أقصى تقدير - بحسب تقرير كليمات نكسس - الذي أكد صعوبة إنتاج الأمازونلمثل هذه النسبة من الأكسجين.

وكشف تقرير"كليمات نكسس"، عن أن نسب الأكسجين الحالية على الكوكب تعد تراكما لإنتاج ملايين السنين من الأكسجين، مؤكدا أن حرائق غابات الأمازون لن تؤدي إلى تقلص مستويات الأكسجين على الفور، حيث إن النباتات التي تظهر بعد الحرائق تساهم أيضا في إنتاج الأكسجين.

وعلق عدد من أساتذة علوم البيئة والغلاف الجوي حول النسبة الفعلية التي تنتجها غابات الأمازونمن الأكسجين في العالم، وجاءت النسب متفاوتة، ولكنهم جميعا اتفقوا على أنها لا تصل إلى 20% من نسبة الأوكسجين على كوكب الأرض.

"من المستحيل أن تنتج الأمازون 20% من إجمالي الأكسجين في العالم".. بهذه الكلمات نفى العالم المتخصص في شؤون البيئة الدكتور جوناثان فولي، ما تداوله بعض المشاهير حولنسبة انتاج الأمازون من الأكسجين على كوكب الأرض، مؤكدا على أن ذلك يصعب تحقيقه من الناحية البيولوجية والفيزيائية.

وفي مفاجأة كبرى، اعتبر "فولي" أن نسبة الـ 6% التي أعلن عنها مركز "كليمات نكسس" تعد نسبة مبالغا فيها أيضا، مفسرا ذلك بان إنتاج الأكسجين من نمو النباتات يقابله تحلل ناجم عن موت النباتات جراء حرائق غابات الأمازون.

"صافي إنتاج غابات الأمازون من الأوكسجين صفر تقريبا".. هكذا علق أستاذ علوم النظم الإيكولوجية في جامعة أكسفورد، يادفيندر مالهي، على نسبة إنتاج غابات الأمازون من الأوكسجين، كاشفا عن أكبر منتج للأكسجين في العالم قائلا: "العوالق البحرية هي أكبر منتج للأكسجين على كوكب الأرض".

بينما أشار جون لويد، الأستاذ في كلية لندن الإمبراطورية إلى أن غابات الأمازون تستهلك نصف ما تنتجه من الأوكسجين لعملية النمو التي تحدث باستمرار نتيجة حريق الغابات، علاوة على استخدام نسبة أخرى من الأكسجين الذي تنتجه الأمازون بواسطة تربة الغابة والحيوانات والميكروبات.

وفي تغريدة له على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أكد دكتور سكوت دنينغ أستاذ علوم الغلاف الجوي بجامعة ولاية كولورادو الأمريكية أن هناك نسبة كبيرة من الأكسجين على سطح الأرض تحتاج إلى ملايين السنين لاستهلاكها.

وقال "دنينغ": "لو توقفت كل مصادر إنتاج الأكسجين عن العمل في مختلف أرجاء العالم، فإننا سنحتاج إلى ملايين السنين لاستهلاك الأوكسجين الموجود بالفعل على كوكب الأرض".

أما كن كالديريا، العالم البيئي، فقد ذهب إلى أن الحرائق لا تستهلك الأكسجين في الحال، ولن تحرق منه كميات كبيرة كما يعتقد البعض.

وأضاف "كالديريا"، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "حرق جميع أنواع الوقود الأحفوري في العالم من شأنه أن "يستهلك أقل من 3 في المائة من الأكسجين في الغلاف الجوي".