احتياطي الصين من المعادن النادرة يثير مخاوف أمريكا في الحرب التجارية الدائرة

اقتصاد

اليمن العربي

تثير المعادن النادرة الضرورية لصناعة بطاريات الآليات الكهربائية وشاشات الهواتف الذكية والصواريخ الموجهة وغيرها، مخاوف الجانب الأمريكي في حرب التجارة الدائرة.

 

وأصبحت المعادن النادرة لا غنى عنها في الصناعات المتقدمة تكنولوجياً،  وتمتلك الصين أهم احتياطات المعادن النادرة بنحو 44 مليون طن، فيما تمتلك كل من فيتنام والبرازيل 22 مليون طن.

 

والمعادن النادرة هي 17 عنصراً، لا يكون الوصول إليها عسيراً بالضرورة؛ إذ أنّ بعضها موجود بوفرة ضمن القشرة الأرضية على غرار الرصاص والنحاس، ولكن "الندرة" تتأتى من واقع أنّ العثور على احتياطات ذات منافع تجارية هو أمر غير شائع، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

 

وتتواجد هذه المعادن عادةً بكميات قليلة ما يزيد من صعوبة استخراجها، وعلى سبيل المثال، يعمل معهد الجيوفيزياء الأمريكي بشكل منتظم على سبر الأراضي الأمريكية بحثاً عن حقول قابلة للاستغلال وبشكل مربح ومن دون التأثير سلباً على البيئة.

 

ولكن "المعادن النادرة (في الولايات المتحدة) تختلط في التربة والأرض مع مواد معقّدة أخرى، ما يؤدي إلى صعوبة التعامل معها"، وفق المعهد الأمريكي.

 

استخدامات المعادن النادرة

للمعادن النادرة تركيبة تمنحها خصائص فيزيائية فريدة، على سبيل المثال، يتحلى "اليوروبيوم" بوهج أحمر وهو يستخدم في صناعة شاشات التلفزيون.

 

أما "النيوديميوم"، وهو من المغناطيسيات النادرة، فيستخدم في صناعة سبائك المغناطيس المصغّرة.

 

كما يدخل معدن "اللناثانم" في تركيب البطاريات القابلة للشحن والمستخدمة بدورها في صناعة منتجات إلكترونية والمركبات الهجينة (تستخدم محركين، مثلاً واحد كهربائي وآخر يعمل على الاحتراق).

 

الصين تلوح بسلاح المعادن النادرة 

 

قالت الهيئة الحكومية المعنية بالتخطيط في الصين، خلال يونيو/ حزيران الماضي، إن بكين ستدرس تشديد الرقابة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، وهي عبارة عن 17 عنصرا كيميائيا تستخدم في الإلكترونيات الاستهلاكية ذات التكنولوجيا الفائقة والمعدات العسكرية، لحماية هذا "المورد الاستراتيجي" واستخدامه بشكل أفضل.

 

احتياطات الصين من المعادن النادرة

يقول معهد الجيوفيزياء الأمريكي إنّ الصين تمتلك أهم احتياطات المعادن النادرة بنحو 44 مليون طن، فيما تمتلك كل من فيتنام والبرازيل 22 مليون طن. وتستفيد الصين من ميزتين، وفقاً للمعهد الأمريكي، الأولى أنّ معادنها موجودة في الرواسب الطينية، ما يسهّل استخراجها، أما الثانية فإنّ المعايير البيئية أقل صرامة مقارنة بدول أخرى.

 

على النقيض، أدت صعوبات استخراج المعادن في الولايات المتحدة إلى إغلاق المنجم الأمريكي الوحيد مرتين، وهو يقع في ماونتن-باس في كاليفورنيا.

 

يشرح خبراء في "تقرير سيكلوب" أنّ "الإنتاج هناك جرى استئنافه في الفصل الأول من عام 2018"، ولكن "جزءاً كبيراً من الإنتاج كان موجهاً إلى التصدير نحو الصين".

 

ويشرح مدير الجهة المنفذة للأعمال في "ماونتن-باس جايمس ليتينسكي" في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" أنّه "لا وجود لأي مصفاة خارج الصين"، ولكنّه يقدّر بأنّ منجم "ماونتن-باس" سيكون مستقلاً على صعيد "المصافي" اعتبارا من عام 2020.

 

وغياب منشآت المعالجة خارج الصين، بالإضافة إلى قدرات هذه الدولة الإنتاجية، هما عاملان يجعلان من بكين الطرف الأبرز في أسواق المعادن النادرة.

 

 مخاوف الولايات المتحدة

يثير تفوق الصين ضمن سلسلة الإنتاج خشية في الولايات المتحدة، خاصة أنّ شركاتها التكنولوجية المتقدمة، المدنية منها والعسكرية، تعتمد بشكل هائل على المعادن النادرة، فضلاً عن أنّ الحرب التجارية بينهما لا تعطي أي مؤشر إلى توجهها نحو التهدئة.

 

تعمّقت هذه المخاوف في نهاية مايو/ أيار حين زار الرئيس الصيني شي جين بينغ في خضم الحرب التجارية مصنعاً لمعالجة المعادن النادرة، ما أثار الخشية من تهديد محتمل بعرقلة الصين صادرات المعادن النادرة التي جرت معالجتها.

 

وهذه مناورة لجأت إليها الصين سابقاً، خصوصا عام 2010، حين أوقفت بكين فجأة صادراتها من المعادن النادرة إلى اليابان في سياق الرد على خلاف حدودي.