"الخليج": سلامة كوكب الأرض ومستقبله مسؤولية جميع دول العالم

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة خليجية، إن "سلامة كوكب الأرض ومستقبله مسؤولية جميع دول العالم، لكن تجّار الحروب والرأسمالية الجشعة والشركات العملاقة العابرة للقارات التي تتخفى وراء حكومات دول كبرى وتعبر عن عقيدتها الشرهة للمال، لا يؤمنون بمبدأ الحفاظ على الأرض من أجل الجميع ولأجيال المستقبل".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الأحد - تابعها "اليمن العربي" - "دشنت القمة العالمية في ريو دي جانيرو قبل نحو ثلاثة عقود العمل الدولي من أجل ضمان التنمية المستدامة والحفاظ على الأرض واستغلال مواردها الطبيعية لصالح الشعوب من دون فرط استغلال وبشكل مسؤول".

 

وبينت "وما كان العالم لينجح في التقليل من حجم ثقب الأوزون الذي كان يتسع باستمرار مهدداً البشر بالتعرض لجرعات أكبر من الأشعة فوق البنفسجية، لولا الحظر الدولي للمنتجات الصناعية التي يؤدي تراكمها في الغلاف الجوي إلى تآكل الدرع التي تقي البشر الإصابة بسرطان الجلد بسبب التعرض لتلك الأشعة".

 

وأشارت إلى أنه "منذ سنوات تقاوم الإدارات الجمهورية الأمريكية العمل الدولي المشترك من أجل درء تأثيرات التغير المناخي في كوكب الأرض. بل إن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن انسحبت من برنامج العمل الدولي الذي كانت إدارة كلينتون تقوده، من أجل إحداث تحول نحو الطاقات البديلة والنظيفة".

 

ومضت "واليوم وبفعل ضغوط الشركات النفطية العملاقة، تتجه إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى فتح المحميات الطبيعية في ألاسكا للتنقيب عن النفط والغاز، في تناس كامل للأضرار البيئية الماحقة التي تسببت بها صناعة النفط في الولاية الشاسعة".

 

ولفتت إلى أن "قمة ريو دي جانيرو قبل ثلاثة عقود ألغت أسلوب التفكير الوطني المنفرد في النمو الاقتصادي، فكل نمو غير منضبط من دون إلقاء بال للاستدامة يعني استنفاد الموارد الطبيعية والتأثير في البيئة بعناصرها الثلاثة: الهواء والماء والتربة وما يستتبع ذلك من تأثير في الإنتاج وصحة الإنسان والاستقرار والسلام والأمن".

 

وقالت "كان من نتيجة الاحتباس الحراري والتغير المناخي الظاهرة الناجمة عن تراكم غازات الدفيئة الستة المنبعثة من الأرض بسبب الاستخدام المفرط للوقود الأحفوري، أن ضربت الأعاصير والأمطار الغزيرة دولاً فيما أصيبت أخرى بموجات جفاف، مع تآكل السواحل وارتفاع مستوى سطح مياه البحار، بل إن دولاً جزرية صغيرة حول العالم باتت مهددة بما يمكن تسميته «اللجوء البيئي» بسبب استمرار غرق أراضي هذه الجزر التي باتت عرضة للابتلاع".

 

وبينت إن حرائق الأمازون المستعرة الآن في أكثر من 5 آلاف بؤرة ووصل دخانها إلى أربع دول في حوض النهر العملاق، مثال آخر على أسلوب التفكير الوطني المنفرد الذي لم يلق بالاً للعواقب. فالحكومة اليمينية في البرازيل شديدة الولاء للرأسمالية الراغبة في استغلال الغابة المطيرة البكر وفتحها للاستثمار الزراعي والحيواني، وأولى الخطوات بالطبع هي إزالة الغابات وحرق الأرض لتجهيزها للأنشطة الجديدة. وقد تسببت هذه الحرائق الصغيرة في الحرائق الأكبر. والأمازون ليست مجرد غابة برازيلية، لكنها «رئة الأرض» التي تجدد أوكسجين الكوكب مثلها مثل غابات الكونجو.. ولعل الحريق يكون تذكرة بوجوب العودة إلى العمل بالمبدأ البيئي الراسخ «العمل محلياً والتفكير عالمياً في العواقب».