فتوى وتهديدات إيرانية تضعان العراق على فوهة بركان

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

باتت بوادر الأزمة بين الحكومة العراقية ومليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران تلوح في الأفق بسبب تهديدات أطلقتها الأخيرة ضد القوات الأمريكية، ما يضع العراق على فوهة بركان.

 

المليشيات هددت باستهداف القنصليات والقوات والسفارة الأمريكية في حال عدم الانسحاب من العراق خلال وقت قصير.

 

وحذرت الخارجية الأمريكية من التعرض لسلامة أي أمريكي، وأكدت أنها "ستعتبر إيران مسؤولة بشكل مباشر أو غير مباشر عن تعريض سلامة أي أمريكي للخطر".

 

وأجاز المرجع الموالي لإيران كاظم الحائري في فتوى، الجمعة الماضي، محاربة الوجود الأمريكي في العراق، معتبرا أن هذا الوجود حرام شرعا.

 

وقال الحائري التابع للمرشد الإيراني علي الخامنئي، في فتواه التي أصدرها من مقر إقامته في إيران: "أُعلن من موقع المسؤوليّة الشرعيّة عن حرمة إبقاء أيّ قوّة عسكرية أمريكيّة وما شابهها، وتحت أيّ عنوان كان من تدريب ومشورة عسكريّين، أو ذريعة مكافحة الإرهاب".

 

ويعتبر الحائري مرجعا لغالبية مليشيات الحشد الشعبي التي تتلقى الأوامر من الحرس الثوري الإيراني، خصوصا المليشيات الرئيسية المتمثلة بعصائب أهل الحق والنجباء وكتائب حزب الله العراق وكتائب سيد الشهداء وكتائب الإمام علي، وبدر والخراساني.

 

وهذه المليشيات أنشأت خلال السنوات الماضية ترسانة عسكرية كبيرة من خلال استحواذها على أموال العراق وأسلحة الجيش العراق، إلى جانب إمكانياتها الاقتصادية الكبيرة، الأمر الذي يعتبره مراقبون سياسيون خطرا على الدولة العراقية والجيش العراقي.

 

ولم تمض سوى ساعات على فتوى الحائري حتى هددت مليشيا عصائب أهل الحق التي يتزعمها الإرهابي قيس الخزعلي المصالح الأمريكية في العراق.

 

 وشدد حسن سالم، النائب عن كتلة "صادقون" النيابية الجناح السياسي لمليشيا عصائب أهل الحق في مجلس النواب العراقي، في بيان، على أنه "بعد فتوى الحائري أصبح لزاما العمل على إخراج القوات الأمريكية من العراق وعلى الحكومة إنذارها بوقت زمني قصير لإجلاء معداتها وإخراج جنودها، وإلا فإنها ستكون في مرمى السلاح ابتداءً من السفارة الأمريكية وقنصلياتها وكل قواعدها في العراق".

 

وبحسب معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها السياسية في بغداد، عمقت الغارات الجوية التي استهدفت معسكرات المليشيات وفيلق القدس الإيراني في العراقي من الانقسام بين صفوف مليشيات الحشد.

 

وانقسمت المليشيات إلى قسمين، الأول موالٍ لطهران يشرف عليه الإرهابي أبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة مليشيات الحشد الشعبي زعيم كتائب حزب الله الذي يطالب بالتصعيد ضد التحالف الدولي والولايات المتحدة في العراق ضمن مشروع طهران لنقل معركتها إلى العراق.

 

أما القسم الثاني فهو مؤلف من فصائل أخرى قريبة من مرجعية النجف تطالب بانتظار نتائج القنوات الحكومية الرسمية التي وعدت المليشيات بتوفير الحماية لها مقابل التزامها بعدم التصعيد ضد التحالف الدولي وواشنطن ضمن محاولات رئيس الوزراء العراقي لإرضاء كافة الأطراف.

 

وقال السياسي العراقي، مثال الآلوسي، رئيس حزب الأمة العراقية لـ"العين الإخبارية": "يجب أن يؤخذ تهديد مليشيات العصائب والنجباء وغيرها من المليشيات الأخرى بمحمل الجد، هذه المليشيات وما تمتلكه من قدرات قادرة على إيصال الأذى للعراق وشعبه وضيوفه وحلفائه، وهي غير مهتمة بوجود الدولة العراقية بالأساس، وتعتقد بوجود العراق ضمن دولة إيران".

 

ودعا الآلوسي رئيس الوزراء العراقي إلى حل مليشيات العصائب والنجباء وغير من المليشيات الأخرى.

 

وأضاف: "إذا كانت الدولة جادة في حماية نفسها وحماية مصالحها يجب إحالة هذه المليشيات إلى الادعاء العام".

 

وأكد أن "قادة العصائب والنجباء ومن خلفهم الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس وجماعته في إيران يريدون مقاتلة أمريكا وغيرها بالجسد العراقي وبالأرض العراقية، وعلينا أن نحمي الأمن القومي العراقي من مثل هذه المهاترات الخطرة التي يدفع ثمنها المواطن العراقي".

 

وأشار الآلوسي إلى أن "طائرات حربية إسرائيلية نفذت طلعات عديدة على الأراضي الإيرانية مؤخرا".

 

ويسعى الحرس الثوري الإيراني ومليشياته إلى نقل الحرب بين نظام طهران والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إلى الساحة العراقية لتجنيب إيران ومليشيا حزب الله اللبنانية الإرهابية الحرب وحماية نظام ولي الفقيه كي يتمكن من مواصلة مشروعه الإرهابي في الشرق الأوسط وتدمير العراق بالكامل، وإحلال الحشد الشعبي محل مؤسسات الدولة العراقية.

 

واعتبر السياسي العراقي انتفاض قنبر، رئيس حزب المستقبل العراقي، في تغريدة على "تويتر" أن "العراق دخل رسميا الحرب، وإيران نقلت معركتها إلى بغداد".

 

وشهد العراق خلال الأسابيع الأربعة الماضية غارات جوية استهدفت 4 قواعد تابعة لمليشيا الحشد الشعبي، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 مسلح من مليشيات الحشد وضباط في فيلق القدس، ودمرت العديد من معامل الصواريخ الإيرانية ومخازنها.

 

وكشف مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع العراقية وفقا لـ"العين الإخبارية"، رفض ذكر اسمه خشية تعرضه للاغتيال على يد المليشيات، عن مخطط إيراني لإسقاط العملية السياسية في العراق.

 

وأوضح المسؤول: "لدينا معلومات استخباراتية عن مخطط إيراني لإسقاط الحكومة ومؤسسات الدولة، وسيطرة مليشيات الحشد الشعبي على مفاصل الحكم عبر انقلاب عسكري بحجة أن النظام السياسي الحالي والجيش العراقي تابع لأمريكا".

 

وحذر من نشوب حرب أهلية ودخول العراق في نفق مظلم فيما إذا تمكنت إيران ومليشياتها من تنفيذ مخططها.

 

‏من جهته، أشار الخبير الاستراتيجي والأمني العراقي، هشام الهاشمي إلى أن "فتوى الحائري قد تلقى استجابة بعض الفصائل المسلحة العابرة للحدود"، مشيرا إلى أن "هذه الفتوى قد تشكل تحولا كبيرا بالنسبة لعلاقات هذه الفصائل مع حكومة بغداد وتهديدا وجوديا لمصالح ورعايا أمريكا في العراق".