سياسيون أوربيون: الحوثي يفرّط بفرص السلام ويلتف على الحل السياسي

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال فريدرس فون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي الألماني، إن تعمد ميليشيا الحوثي نسف جهود السلام والتملص من تنفيذ اتفاق السويد والالتفاف على جميع المساعي الرامية لوضع نهاية لهذه الحرب، يؤكد ما سبق وتم طرحه خلال مفاوضات السويد في ديسمبر الماضي.

حيث أكدت أطراف الوساطة آنذاك أن الحوثي هو المستفيد الوحيد من هذه الحرب، ويسعى بإصرار لتطويل أمدها وتوسيع رقعتها، بسبب استفادته من المال والسلاح الإيراني بهدف تحقيق ثروات طائلة لقيادات الميليشيا وتكوين ترسانة من السلاح تمكنها من اختطاف اليمن لأطول فترة ممكنة وفرض سيطرتهم عليها، مهما كان الثمن ومهما طالت معاناة اليمنيين.

وأضاف، في تصريح لصحيفة "البيان" الإماراتية، أن هذا أمر كان يجب أن يوضع في الاعتبار أثناء صياغة بنود اتفاق السلام في السويد، فالأهم من بنود الاتفاقية هو شرط التزام الحوثي بها، لا سيما أن الأحداث والأيام أثبتت أنهم يتعمدون تبديد أي فرصة للتوصل لحل أو حتى التهدئة.

 

خطة إيرانية

بدوره، أوضح فرنسوا سوليه، عضو مجلس أمناء المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية بباريس، أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تسير وفق خطة موضوعة في طهران، هي نفسها التي يسير عليها حزب الله، والميليشيات والجماعات الأخرى الموالية لإيران في المنطقة.

وهذه الجماعات المسلحة هدفها الأول والأخير السيطرة بقوة السلاح، لا يهم مصالح الشعب ولا أمن الدولة ولا أي شيء، الولاء لإيران ولمصالحها، وبالتالي فإن فرص السلام العديدة التي بددها الحوثيون والتفوا حولها وماطلوا من أجل إضاعتها، كانت مثالية وبعيدة عن مصالح إيران، والحل الوحيد لفرض السلام في اليمن هو تدخل دولي إلى جانب التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن لفرض السلام.

 

السلام بالقوة

ولفت أدين كاراسكو، مستشار وزير الخارجية البلجيكي الأسبق، وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي البلجيكي، إلى أن ميليشيا الحوثي جزء من مخطط تهديد الملاحة الدولية من جنوب البحر الأحمر مروراً بمضيق باب المندب، وبحر العرب، وفي هذا الوقت تحديداً.

حيث تستغل إيران مضيق هرمز وبحر عُمان وطريق الملاحة الدولية كونه سلاحاً للي ذراع المجتمع الدولي وإخضاع العالم، ولا يمكن لها أن تتنازل عن جزء من قوتها في السيطرة على هذه المنطقة الملاحية التي تهددها عن طريق ذراعها الحوثي، وبالتالي نلاحظ أنه منذ بداية المواجهة مع الولايات المتحدة بدأت حركات التنصل والالتفاف على بنود اتفاق السويد، وبدأت مرحلة جديدة من التهديد لدول الجوار بواسطة الطائرات المسيرة.

 

تهديد

ويرى أدين كاراسكو أن التصرفات الحوثية تمثل إعلاناً من إيران أن الملاحة الدولية أيضاً يمكن أن تطولها الطائرات المسيرة، ومن ثم يصبح الحديث عن مفاوضات ومباحثات واتفاق السويد عبثاً، فإيران لن تتنازل عن هذه المنطقة الجغرافية بسهولة، والحل الوحيد هو تدخل دولي ناجع للقضاء على ترسانة السلاح، التي جمعها الحوثي من إيران، وضمان تشتيت قوته قبل الحديث عن أي مفاوضات.