قراءة في إحاطة غريفيث .. تفاؤل وخيبة أمل وقلق وتجاهل لقضية الجنوب 

أخبار محلية

download
download

حملت إحاطة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن، مارتن غريفيث التي قدمها إلى الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين، العديد من التعابير أهمها تفاؤله بما أسماه التقدم في ملف الحديدة وخيبة الأمل بشأن الأسرى .

وكان لافتاً خلال الإحاطة إعرابه عن قلقه جراء هجوم ميليشيا الحوثي الإنقلابية على مطار أبها الدولي في المملكة العربية السعودية، والذي أعتبره إمتداد للقلق الذي أبداه مجلس الأمن .

وكعادته إلتزم غريفيث بعدم توجيه أي إتهام للميليشيات الإنقلابية بعرقلة مسار تنفيذ إتفاق السويد، فذهب نحو تفنيد نقاط الإتفاق من خلال الحديث عما أسماه التقدم الملموس في تنفيذ بنود الإتفاق المتعلقة بالحديدة والتي زعم أنها شهدت تخفيض لحالة العنف وإنخفاض لمعدل الضحايا بنسبة 67 بالمائة، على الرغم من الإنتهاكات المتكررة للميليشيات وخروقاتها الدائمة لإتفاق الهدنة في الحديدة والتي كان أخرها الهجوم العنيف على مواقع قوات ألوية العمالقة في في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا جنوب الحديدة والذي أستمر لقرابة يوم ونصف يوم .

وبرغم حجم التفاؤل الذي أبداه، إلا أنه عاد ليعرب عن قلقه من استمرار العنف وما ينتج عنه من سقوط مزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، دون الإشارة إلى الجهة التي تقف وراء إستمرار العنف .

وما يؤكد تعنت ميليشيا الحوثي في الحديدة والذي يرفض غريفيث الإعتراف به، هو قوله أن الجنرال لوليسغارد يشعر بالتفاؤل بإمكانية الوصول إلى اتفاق حول مرحلتي إعادة الانتشار وفقاً لما اتفق عليه الطرفان في إستكهولم، وعلى الأخص ما يتعلق بآلية الرصد الثلاثية الأطراف، والتأكيد أنه فور حل المشكلات العالقة، يمكن البدء بعملية التنفيذ المشترك التي ستتيح للطرفين إمكانية التَّحَقُّق الكامل من تنفيذ جميع عناصر إعادة الانتشار بما فيها تلك العناصر التي سبق تنفيذها. 

وأعترف غريفيث في إفادته بتعثر تنفيذ بنود إتفاق السويد فيما يتعلق بفك الحصار عن تعز، واعرب عن خيبة أمله لعدم تحقيق أي تقدم في مساءلة تبادل الأسرى والمعتقلين، لكنه كعادته رفض الحديث عن الطرف المعرقل لتنفيذ هذه الإتفاقات، خاصة وأن الجميع يعلم أن تعز محاصرة من قبل الميليشيات وأن الممرات الإنسانية إليها بقبضة الميليشيات التي ترفض حتى الآن الرد على إستفسارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر المشرفة على عملية تبادل الأسرى بين الجانبين .

وأختتم غريفيث إحاطته بالتأكيد على إلتزامه الشخصي بالمضي قُدُماً في عملية سلام محايدة وشاملة تقوم على حس الملكية الوطنية والاحترام الكامل لسيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، متجاهلاً القضية الجنوبية التي تغنى بها في إحاطته السابقة وشدد على ضرورة إشراك الجنوبيين في أي مفاوضات سلام قادمة بإعتبارهم طرف رئيسي لحل الأزمة اليمنية .