ننشر الأسباب والدوافع حول استقالة "خالد اليماني" من منصبه (تقرير)

تقارير وتحقيقات

الشحات غريب
الشحات غريب

كشفت قناة العربية أن وزير الخارجية خالد اليماني قدم استقالته من منصبه اليوم الإثنين.

وكان الیماني، قد أكد منذ فترة أن أزمة الیمن تقترب من مراحلها الأخیرة، وأن الأمر يتطلب بعض الحكمة.

وجاءت مقابلات وزير الخارجية في الفترة الأخيرة بوسائل الإعلام، أن  كل الأزمات عبر التاريخ انتهت وتنهتي على طاولة المفاوضات وتصل إلى حلول.

وحذر اليماني من انهيار اتفاق السوید، نتیجة لتعنت الميلیشیات الحوثية ورفضها لمبدأ الانسحاب من الحدیدة، والقبول بعودة مؤسسات الشرعیة إليها.

وكشفت مصادر " لليمن العربي" أن الدوافع التي جاءت حول استقالة وزير الخارجية" خالد اليماني" من منصبه تأتي بعد التعنت الحوثي الواضح والإنسحاب الأحادي من موانىء الحديدة.

وأضاف المصادر أن "فشل اتفاق ستوكهولم للسلام،جاء بعد اتخاذ مليشيا الحوثي المدعومة من إيران لطريق المراوغة في بنود الاتفاق.

وكان وزير الخارجية قد أكد في تصريحات صحفية بأن الآلية الثلاثية بلجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة تعني أن الجميع "الحكومة اليمنية والأمم المتحدة والحوثيين" يجب أن يتحققوا من أي عملية انسحاب، ولا يوجد في اتفاق استوكهولم، ولا في فهم القانون الدولي شيء اسمه انسحاب أحادي الجانب في الحديدة.

وأضاف: حتى وإن كانت قواتنا تنفذ أي انسحاب فمن حق الحوثيين في اللجنة الثلاثية التحقق من هذا الانسحاب.

وقال وزير الخارجية خالد اليماني: إذا كانت الانسحابات الحالية جزء من انسحابات لاحقة فسنحكم على الأشياء بعد حدوثها وسيكون لنا تقييم حول ما تم وتصنيفه.

وكان محللون سياسيون قالوا بأن اليمنيين قد فهموا مراوغات الحوثيين وأساليبهم في التملص وافراغ أي اتفاق من محتواه، وأن محاولة القفز على الاتفاق لن تخدم السلام .


وأضاف سياسيون بأن المبعوث الأممي مارتن غريفيث يقود أكبر عملية تضليل للمجتمع الدولي ومجلس الأمن، وكان أبرزها مسرحية الانسحابات الأحادية من موانئ الحديدة، والذي تم دون تنسيق أوإشراف ورقابة من الحكومة الشرعية حسب الاتفاق.

وكان الرئيس هادي عبد ربه منصور هادي قد اتهم  مبعوث الأمم المتحدة إلى بلاده مارتن غريفيث بالانحياز الى الحوثيين، وذلك في رسالة أرسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن منظمته تتصرف كوسيط محايد" في اليمن بعد اتهامات الرئيس عبد ربه منصور هادي مبعوث الأمم المتحدة إلى بلاده مارتن غريفيث بالانحياز للمتمرّدين الحوثيين.

وقال جوتيريش في رسالة إلى هادي أنه وغريفيث أيضا يأخذان "المخاوف المشروعة" التي أبدتها الحكومة الشرعية "على محمل الجد".

وأكد جوتيريش في رسالته التزام منظمته بأن تكون وسيطا محايدا وموثوقا فيه في عمليات السلام".

وبعد شكوى الرئيس هادي من المبعوث الدولي الخاص باليمن، مارتن غريفيث، بدأت الأمم المتحدة في سلسلة محاولات لانفاذ مبعوثها، ومحاولة تهدئة الأمور بينه وبين المسئولين في الحكومة الشرعية.

وقال الرئيس عبدربه منصور هادي في الرسالة التي وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة في 22 مايو إنّ غريفيث "عمل على توفير الضمانات للميليشيات الحوثية للبقاء في الحديدة وموانئها تحت مظلّة الأمم المتحدة".

وأضاف هادي في رسالته: سنعطي فرصة أخيرة ونهائية للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث لتأكيد التزامه الحرفي بالمرجعيات الثلاث في كل جهوده وإنفاذ اتفاق ستوكهولم على ضوئها“.

وتابع الرئيس هادي مخاطبًا غوتيريس أود التأكيد أيضًا أنه لا يمكن أن أقبل باستمرار التجاوزات التي يقدم عليها مبعوثكم الخاص والتي تهدد بانهيار فرص الحل الذي يتطلع له أبناء الشعب“.

ومع توضيح الحكومة الشرعية في رسالة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أوجه القصور التي رافقت أداء المبعوث الدولي منذ توقيع اتفاق استوكهولم وقبوله بمراوغات الميليشيا فقد قرر الأمين العام للأمم المتحدة إرسال وكيلته للشؤون السياسية روزماري دي كارلو، للاجتماع بالرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً لمناقشة أوجه الاعتراضات التي احتوتها رسالة الحكومة.

وكانت الأمم المتحدة، قد أعلنت أن مساعدة أمينها العام للشؤون السياسية روزماري ديكارلو ستتوجه إلى الرياض يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين لبحث الوضع في اليمن.

وتأتي هذه الزيارة بعد الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس عبد ربه منصور هادي للمبعوث الأممي إلى بلاده.

وقالت الأمم المتحدة إن ديكارلو ستلتقي خلال زيارتها إلى الرياض ”مسؤولين سعوديين ويمنيين لمناقشة قضايا السلام والأمن الإقليميين، بما في ذلك الوضع في اليمن“.

وكشف المراقبون بأن كل هذة الأسباب حول عدم الالتزام ببنود اتفاقية السويد والرضوخ لعملية السلام كان أحد المبررات وراء استقاله "خالد اليماني" من منصبة.

يذكر أن  اليماني تولى منصبه وزيراً للخارجية في الحكومة الشرعية ، بعد أن كان المندوب الدائم للأمم المتحدة لسنوات. وعيّن اليماني في 24 مايو 2018، بقرار جمهوري من الرئيس عبد ربه منصور هادي، وزيرا للخارجية، خلفا لعبد الملك المخلافي.