إهانة من الأمم الحوثيين للأمم المتحدة.. ماذا حدث؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي



في مشهد يعد إهانة للأمم المتحدة، أقامت ميليشيات الحوثي الانقلابية عرضا عسكريا أمس، في شوارع مدينة الحديدة، استخدمت فيه السيارات الممنوحة من الأمم المتحدة، فيما وضعت عددا من المدنيين دروعا بشرية لحماية العرض.

وقالت مصادر عسكرية: الميليشيات الحوثية المدعومة من ملالي طهران استخدمت السيارات التي منحتها لها الأمم المتحدة قبل أيام، في استعراض عسكري بالحديدة في مناسبة «إيرانية خالصة» درج الانقلابيون على إقامتها سنويا تحت مسمى «يوم القدس»، لافتة إلى أنهم جمعوا عددا من السكان على جانبي الشارع الرئيس بالمدينة كدروع بشرية لحماية العرض من هجمات الشرعية أو التحالف.

و رغم الانتقادات اليمنية الرسمية للأمم المتحدة وحملات الناشطين اليمنيين، على خلفية تسليم البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة 20 سيارة رباعية الدفع للميليشيات الحوثية، فإن الصمت الأممي لا يزال هو المسيطر على مسؤولي المنظمة، دون إبداء أدنى توضيح.

وفيما بدأت الجماعة الحوثية، أمس، الاستفادة العملية من السيارات الأممية في نقل وحشد المسلحين، والبدء في زراعة المزيد من الألغام بامتداد المناطق الخاضعة للجماعة في الساحل الغربي، كثف قادتها في صنعاء اللقاءات مع الموظفين الأمميين، بحثاً عن المزيد من الدعم الأممي لمشاريع الجماعة.

وفي حين شاهد اليمنيون، ومعهم الأمم المتحدة، الجماعة الحوثية وهي تتباهى في تظاهرتها المسلحة بالسيارات الأممية الجديدة، كانت مدرعاتها وعرباتها العسكرية الأخرى في الوقت نفسه مغطاة بصور الخميني وحسن نصر الله والعلم الإيراني.


و قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، مساء السبت، إن جماعة أنصار الله الحوثية، استعرضت عناصرها بمدينة الحديدة غربي البلاد، بمركبات سلمت من الأمم المتحدة بهدف نزع الألغام.

وأوضح الإرياني في تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن المليشيا الحوثية استعرضت عناصرها داخل مدينة الحديدة، بمشاركة سيارات دفع رباعي سلمت من الأمم المتحدة، لنزع الألغام.

ولفت الوزير اليمني إلى أن عناصر الحوثي، رفعت على هذه المركبات صور الخميني وعلم حزب الله اللبناني.

وقال الإرياني إن هذا التصرف الحوثي، جاء بعد 5 أشهر من اتفاق السويد الذي نصت بنوده على وقف إطلاق النار وكل أشكال التعزيزات العسكرية، مع إنهاء المظاهر المسلحة في الحديدة.

وأردف الوزير اليمني أن" الصور تثبت أن ما يسميها المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث، شرطة محلية وقوات خفر السواحل في الحديدة، هي عبارة عن مليشيات حوثية".

وواصل حديثه بالقول إن" ذلك يؤكد تضليل جريفيث للمجتمع الدولي في جلسة مجلس الأمن الأخيرة ومساعيه لتحقيق إنجازات شخصية بعيدة عن الواقع على الأرض الذي يشهد مزيدا من التصعيد والانخراط الحوثي في الأجندة الإيرانية".

ويقدر خبراء عسكريون عدد الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية بمليون لغم في الوقت الذي لا تتوقف فيه الميليشيات عن زرع المزيد من تلك الألغام كل يوم وتفخيخ السهول والهضاب والوديان لإزهاق أرواح المدنيين العزل، فيما عززت الامم المتحدة سخط اليمنيين من ممارساتها الداعمة للحوثيين من خلال تقديم مزيد من الدعم والاسناد لهم لزراعة حقول الموت ولمزيد من قتل الأبرياء.



ووصل عدد ضحايا ألغام الحوثي في الساحل الغربي إلى 2500 شخص – وفقا لإحصائية حديثة - أغلبهم من الأطفال والنساء والكهول أي ما نسبته 60 في المائة من إجمالي عدد الضحايا في مختلف المناطق اليمنية.