بعد الانسحاب الأحادي.. ماذا ينتظر الحديدة؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي




في الأيام الماضية، نفذت مليشيا الحوثي مشهدا هزليا جديدا لعملية إعادة الانتشار في موانئ الحديدة، وذلك بعد تسليم المواقع لعناصرها فيما يسمى قوات "خفر السواحل" وبحضور مراقبين دوليين، في عملية وصفت بأنها مسرحية، كتبت فصولها في طهران، الدولة الراعية للإرهاب والتي تعمل على إرباك خطوات السلام باليمن.

ووافق الحوثيون على بدء الانسحاب من الموانئ - السبت الماضي - وتسليم المسؤولية الأمنية فيها إلى خفر السواحل، في ظل توجس الحكومة الشرعية من تلاعب يشوب عملية الانسحاب، خصوصا أنها تعتبر خفر السواحل مقربًا من الميليشيات.


أكد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتين جريفيث تمسكه بالحل السياسي الشامل في اليمن، مشيرًا إلى أن اليمن لا يزال على مفترق طرق بين الحرب والسلام.


ودعا جريفيث - خلال جلسة لمجلس الأمن حول اليمن، وفقا لقناة (العربية الحدث) الإخبارية اليوم الأربعاء- الطرفين باليمن للعمل على تنفيذ المرحلة الثانية بالحديدة، معتبرًا أنه يجب اتباع عملية الانتشار بالحديدة بخطوات لاحقة من الطرفين.


وأوضح أن خطوة إعادة الانتشار في الحديدة مهمة ويجب البناء عليها من الطرفين، لافتًا إلى أن هناك تقدمًا في تنفيذ اتفاق الحديدة، معتبرًا أن الحوثيين امتثلوا للانسحاب من الحديدة.


وأشار المبعوث الأممي إلى استعداد الأمم المتحدة لتحسين وتطوير ميناء الحديدة، مؤكدًا أنه ابتداء من السبت المقبل سيتم توظيف أكثر من 4 آلاف شخص للعمل بالحديدة، مشددًا على أهمية المناقشات الدائرة في عمّان حاليًا بشأن عائدات موانئ الحديدة.


جدد مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي، رفض حكومة بلاده لأي إجراء أحادي من جانب المليشيات الحوثية لا يتفق مع اتفاق ستوكهولم.. مشيرا إلى أنه "من غير الممكن الوثوق بالحوثيين".


وقال السعدي - خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة لمناقشة الوضع في اليمن- إن "الحكومة الشرعية تتمسك بحقها في مراقبة الانسحاب من موانئ الحديدة"، مجددا رفض الحكومة لأي إجراء أحادي من جانب المليشيات الحوثية لا يتفق مع اتفاق ستوكهولم.


وتابع مندوب اليمن -وفقًا لقناة (العربية) الإخبارية مساء الأربعاء- أن "المليشيات تحاول كسب الوقت لإطالة أمد الحرب في البلاد"، داعيًا مجلس الأمن إلى الضغط على الحوثيين لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والمختطفين، وأشار إلى أن "المليشيات الحوثية نهبت مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الطبية والغذائية".

وفي أول البشائر بشأن عدم استقرار الأوضاع بالحديدة، اندلعت معارك بين القوات الموالية للحكومة اليمنية، والمسلحين الحوثيين، في مدينة الحديدة الساحلية (غرب) أمس الأربعاء، ما يمثل انتهاكاً لوقف إطلاق النار وتعقيداً لاتفاق ترعاه الأمم المتحدة.

وقال الطرفان إن الاشتباكات تجددت يوم الأربعاء، بعد أيام من إعلان الحوثيين انسحابهم من موانئ في المدينة.

وقالت وسائل إعلام يديرها الحوثيون إن قوات موالية للحكومة ضربت أجزاءً عديدة من الحديدة، من ضمنها المطار، بأسلحة ثقيلة ومتوسطة.

في حين ذكرت قوات الحكومة أن المقاتلين الحوثيين حاولوا التسلل إلى الحديدة ومنطقة الدريهمي (جنوب المدينة)، لكنها تمكنت من إحباط عملية التسلل.