هل فقدت سيطرتها.. ما وضع المليشيات الحوثية في الحديدة الآن؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي


عدة مؤشرات كشفت الوضع الذي يبدو عليه الحوثي في مدينة الحديدة خلال الفترة الحالية، وذلك وفقًا لتقارير إعلامية ودولية.


أفادت مصادر يمنية لصحيفة«الشرق الأوسط» بأن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أخفق في إقناع الميليشيات الحوثية في صنعاء، بالسماح لرئيس «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» وكبير المراقبين الدوليين مايكل لوليسغارد، بالوصول إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية في الحديدة للقاء الفريق الحكومي المشارك في اللجنة.


وأوضح المتحدث باسم «عمليات تحرير الساحل الغربي» العقيد وضاح الدبيش لـ«الشرق الأوسط» أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث أخفق في إقناع الحوثيين بالانسحاب من الحديدة وموانئها، كما أخفق في دفع الميليشيات لرفع القيود عن حركة كبير المراقبين الدوليين مايكل لوليسغارد.

وأكد الدبيش أنه تعذر لقاء الفريق الحكومي برئيس «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» لوليسغارد، بسبب عدم السماح له من قبل الميليشيات الحوثية بالعبور من المناطق التي تسيطر عليها في مدينة الحديدة باتجاه المواقع المحررة جنوب المدينة.

وكشف المتحدث العسكري لـ«الشرق الأوسط» عن أن التعنت الحوثي دفع بالجنرال لوليسغارد إلى إرسال خطاب إلى رئيس الفريق الحكومي اللواء ركن صغير بن عزيز، يطلب فيه اختيار مكان آخر للقائه سواء أكان في عدن أو في الرياض يومي الأحد أو الاثنين، وذلك لرفض الحوثيين مرور الجنرال الأممي باتجاه المواقع الحكومية الواقعة جنوب الحديدة.

ورجح الدبيش أن رفض الميليشيات الحوثية السماح للوليسغارد بالعبور إلى المناطق المحررة سببه أنها لا تريد أن تنزع الألغام والعبوات الناسفة من الطرق والممرات التي كان سيسلكها موكب الجنرال الأممي من شارع «الخمسين» باتجاه المواقع الحكومية جنوباً.

وقال الدبيش: «يبدو أن عملية تفكيك الألغام الحوثية والعبوات الناسفة من طرق الجنرال الأممي تأخذ وقتاً طويلاً وجهداً من الميليشيات، لذلك رفضت نزعها، خصوصاً أنها ستقوم مجدداً بإعادة زرعها بمجرد عبور موكب لوليسغارد».

واتهم المتحدث العسكري باسم «عمليات تحرير الساحل الغربي» الجنرالَ الأممي بالعجز، وقال إنه «لم يعد يملك إلا كتابة التقارير المضللة وغير الصحيحة عن حقيقة الأوضاع في الحديدة دون التطرق إلى عدم جدية الميليشيات الحوثية في تنفيذ الاتفاق».

وأشار إلى أن الحكومة الشرعية والقوات في الساحل الغربي، «ستتخذ بعد 15 مايو (أيار) الحالي، قراراً ستحدد فيه مساراً جديداً ضد التراخي الأممي المستمر ضد الميليشيات».

كما أفادت مصادر محلية، أن مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران طالبت شركات الصرافة والصرافين بالحديدة بدعم جبهات القتال لصالح المليشيات.

وأضافت المصادر، أن محمد قحيم القائم بأعمال محافظ الحديدة لمليشيا الحوثي طالب صيارفة المحافظة في مناطق سيطرة الانقلابيين بدعم جبهات القتال وأسر قتلى المليشيات.

وأكدت المصادر، أن قحيم طلب خلال اجتماعه، اليوم الأربعاء، مع مدير الغرفة التجارية محمد عبدالواحد ومدير جمعية الصرافين جميل الصيفي وعدد من التجار الصرافين بدعم جبهات المليشيات بمبالغ ضخمة.

وأضافت المصادر، أن الاجتماع ضم مشرف المليشيا بالحديدة أحمد البشري، وأبو علي الكحلاني المعين مدير أمن الحديدة من المليشيا.

وأشارت المصادر، إلى أن قحيم شكل لجنة لجمع الدعم المالي لدعم الجبهات برئاسة المدعو عبد الجبار أحمد محمد "أبو يونس".

وخلال الاجتماع بحسب المصادر، دعا القيادي الحوثي أحمد البشري إلى دعم جبهات القتال بالمال قائلاً: "إن دعم الجبهات صار أمراً ضرورياً وأن أموال الزكاة، أحق بها من هم في الجبهات".


في حين قال معهد واشنطن لسياسيات الشرق الأدنى، إن الانتصار الذي حققه التحالف العربي في الحديدة أفقد الحوثيين سيطرتهم على المدينة الساحلية ولابد أن يقتنعوا أنهم لن يستطيعوا تحقيق أي تقدم ميداني.

وأشار التقرير، إلى أن المليشيات الحوثية اذا استمرت في القتال في الحديدة سيفقدهم ذلك السيطرة على صنعاء وغيرها من المناطق التي استولوا عليها منذ انقلابهم.
وأكد التقرير، أن إيران هي الوحيدة التي ستستفيد من إطالة أمد الحرب وأنها ستشجع مليشيا الحوثي على مواصلة القتال في معركة الحديدة الخاسرة وهو ما قد يساعدهم على الفهم بأن مصالح طهران ليست مصالحهم".

وأشار التقرير إلى أن تجدد العملية العسكرية في الحديدة يمهد الطريق للتوصل إلى تسوية تفاوضية حقيقية، حيث سيكون الحوثيون أكثر تقبلا لعرض سخي بعد خسارتهم للمدينة المطلة على البحر الأحمر".

وشدد التقرير على ضرورة زيادة الدعم الأمريكي للتحالف العربي وتمكينه من السيطرة على الحديدة، كونه الحل الوحيد على المدى القريب الذي يمكن أن يُنهي الأزمة اليمنية، ويوقف أعمال القتال والحرب.

وكشف التقرير، أن التوصل إلى وقف إطلاق النار في الحديدة كان بفعل الضغط العسكري للتحالف العربي، الذي أجبر الحوثيين على قبول الإتفاق، مشيراً إلى أن "المجتمع الدولي والأمم المتحدة فشلوا في تغيير الضغوط العسكرية على الحوثيين إلى ضغوط دبلوماسية موازية".