بعد اشتراطات "الحوثي" الجديدة.. ماذا يُنقذ الحديدة؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي



في الساعات الماضية، كشف مصدر مطلع في صنعاء وضع زعيم المليشيا الحوثية الإرهابي عبدالملك الحوثي جملة من الاشتراطات أمام مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث من أجل تنفيذ اتفاق السويد.

وقال المصدر إن الحوثي اشترط على غريفيث، خلال لقائه الليلة قبل الماضية، نقل جثمان وزير داخليته اللواء عبدالحكيم الماوري من بيروت إلى صنعاء قبل الشروع في أي نقاش متعلق بملف الأسرى، كما اشترط عودة البنك المركزي إلى صنعاء وصرف مرتبات لمليشياته ومن جرى إحلالهم بدلا عن الموظفين الرسميين بمؤسسات الدولة عقب الانقلاب وحتى اليوم ووضع الأسس الأولية لاتفاق سياسي كبداية لتنفيذ اتفاق الحديدة، مستهجنا صرف الشرعية مرتبات للموظفين الرسميين قبل الانقلاب، مؤكدا أن مليشياته لن تنسحب من الحديدة قبل تنفيذ تلك الاشتراطات.

وهو ما أكده المتحدث باسم المليشيا الحوثية محمد عبدالسلام، الذي أوضح أن اللقاء ناقش ما وصفها بـ«الأفكار والقضايا التي قد تسهم في تحريك اتفاق السويد»، مؤكدا أن مليشياته تريد تنفيذ الاتفاق وفقا لمفهومها، في إشارة إلى رفضها للمفهوم الدولي للاتفاق.


وأوضح عبدالسلام، في تغريدات على حسابه في «تويتر»، أن عبدالملك أكد أهمية تسهيل عودة جثمان وزير داخلية الانقلاب إلى صنعاء كموضوع إنساني، مشددا على أهمية تحريك الملف الاقتصادي وإيجاد حل للمرتبات، مستدركا بالقول: «شهدنا في الفترة الأخيرة زيادة من الخطوات الظالمة»، في إشارة إلى امتعاض المليشيا من صرف الحكومة الشرعية مرتبات موظفي الدولة الرسميين المعتمدين قبل 2014 في مناطق سيطرة المليشيا ورفض صرف مرتبات لمليشياته.


وهو ما اعتبره مراقبون يمنيون وموظفون في صنعاء غضبا شديدا من المليشيا لصرف الحكومة الشرعية مرتبات قطاعي الصحة والتعليم ومؤسسات حكومية أخرى، كون المليشيا تريد الاستمرار في تجويع هذه الشريحة من المجتمع اليمني وتستغل ذلك في ابتزاز المجتمع الدولي.


كما شنت الثلاثاء ميلشيا الحوثي الانقلابية قصفا مدفعيا على مواقع قوات الجيش الوطني في أماكن متفرقة من محافظة الحديدة غربي اليمن، ضمن تصعيدها القتالي الرامي إلى إفشال مساعي السلام واتفاق إعاد الانتشار الأممي.

وقالت مصادر ميدانية " إن ميلشيا الحوثي الانقلابية استهدفت بقذائف الهاون، مواقع قوات الجيش الوطني، في مديرية حيس جنوبي المحافظة".

في حين ذكرت مصادر ميدانية أخرى " أن ميلشيا الحوثي الانقلابية قصفت مواقع قوات الجيش، في منطقة الجبلية، بمديرية التحيتا، مستخدمة قذائف الهاون عيار 120 ، وقذائف مدفعية الهاوزر، والأسلحة الرشاشة".


و قال تقرير أمريكي إنه منذ اتفاق الحديدة لوقف إطلاق النار بين الأطراف اليمنية في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لم يعد الحوثيون المدعومون من إيران يتعرضون لضغط عسكري يدفع قدما بعملية السلام ويوقف الأزمة الإنسانية التي تعد الأسوأ في العالم.

وعد التقرير، الذي نشره معهد واشنطن للسياسات، نخبة من الباحثين، على رأسهم مايكل نايتس، الذي زار جبهات القتال في الحديدة مرتين خلال العام الماضي، وكينيث بولاك، وباربارا والتر.

وكشف التقرير أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحديدة كان بفعل الضغط العسكري الذي مارسه التحالف العربي، الذي أجبر الحوثيين على اختيار التوصل إلى الاتفاق قبيل استخدامها للأجزاء الواقعة تحت سيطرتها ورقة للمساومة.

وأشار التقرير إلى أن "المجتمع الدولي والأمم المتحدة فشلوا في تغيير الضغوط العسكرية على الحوثيين إلى ضغوط دبلوماسية موازية"، لافتا إلى أن "الأمور في ميناء الحديدة عادت إلى طبيعتها بعض الشيء بفضل الاتفاق، ولكن وراء مشارف الميناء يحتدم قتال شرس بين مليشيا الحوثي والقوات المشتركة".

وأوضح أنه منذ سريان وقف إطلاق النار حصن الحوثيون مواقعهم بمدينة الحديدة، في انتهاك مباشر لبنود الاتفاق، كما تخلفوا عن الموعد النهائي للانسحاب مرة تلو الأخرى، ونكثوا الالتزامات الواضحة تجاه الأمم المتحدة.

وذكر التقرير أنه ما لم يتم منح الحوثيين حافزا قويا يشجعهم على التراجع، فلا يوجد سبب وجيه يدعو إلى توقّع التزامهم بتنفيذ الخطة الأممية الثالثة.

ونبه التقرير لضرورة زيادة الدعم الأمريكي للتحالف العربي وتمكينه من السيطرة على الحديدة، كونه الحل الوحيد على المدى القريب الذي يمكن أن يُنهي الأزمة اليمنية، ويوقف أعمال القتل والحرب.

وأشار معدو التقرير إلى أن انتصار التحالف في الحديدة يبقى ممكنا إثر ما حققته القوات الحكومية من نجاحات عسكرية.

وأضاف أن "القوات الحكومية بإسناد القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف أصبحوا أكثر تمرسا، ففي غضون أسبوع قبل سريان الهدنة حررت نحو 5 كيلومترات من مساحة المدينة البالغة 27.36 كيلومتر مربع، باستخدام ذخائر دقيقة ذات رؤوس حربية صغيرة لإحباط قناصة الحوثيين المتمركزين في المناطق السكنية".


وأوضح التقرير أن "الانتصار في الحديدة وفقدان الحوثيين سيطرتهم لا بد أن يقنعهم بأنهم لا يستطيعون تحقيق أي تقدم ميداني، وإذا استمروا في القتال فقد يفقدون سيطرتهم على صنعاء وغيرها من المناطق التي استولوا عليها منذ عام 2014.