خلف الأسوار.. حكايات الصحفيين المحبوسين بـ"سجون الحوثي" (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي


سطعت في الساعات الأخيرة، حكاية الصحفيين الذي يتم إعتقالهم خلف جدران السجون الحوثية، وتعرضهم للتعذيب داخل تلك السجون.


فطالبت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، صباح اليوم الأربعاء، الحوثيين في اليمن بالإفراج فوراً عن 10 صحافيين "محتجزين تعسفيا" لديهم منذ حوالي 4 سنوات، معتبرة احتجازهم "مؤشّرا قاتما على الحالة الأليمة التي تواجهها حرية الإعلام".

ولم تستثن المنظمة الحقوقية، في بيانها، تحالف السعودية والإمارات والقوات الحكومية والقوات اليمنية المدعومة إماراتيا من الاحتجاز التعسفي.

وقالت المنظمة الحقوقية إنّ "الاحتجاز التعسّفي لعشرة صحافيين، لمدة تقرب من أربع سنوات على أيدي سلطات الأمر الواقع الحوثية، هو مؤشر قاتم للحالة الأليمة التي تواجهها حرية الإعلام في اليمن".

وإذ طالبت المنظمة "بالإفراج الفوري عنهم عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة"، لفتت إلى أنّ الصحافيين العشرة "اختطفوا منذ صيف 2015، وتتمّ محاكمتهم بتهم تجسّس ملفّقة بسبب ممارستهم السلمية لحقّهم في حرية التعبير".

وأوضحت "أمنستي" أنّه "خلال فترة احتجازهم، اختفى الرجال قسرا، واحتُجزوا بمعزل عن العالم الخارجي على فترات متقطّعة، وحُرموا من الحصول على الرعاية الطبية، وتعرّضوا للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة".

ولفتت إلى أنّه "في 19 نيسان/ إبريل دخل أحد حراس السجن زنزانتهم ليلا، وقام بتجريدهم من ملابسهم وضربهم ضربا مبرحا، وذلك وفقًا لمصادر موثوقة. وقد احتجزوا رهن الحبس الانفرادي منذ ذلك اليوم".

ونقل البيان عن الباحثة في شؤون اليمن في المنظمة، رشا محمد، قولها إنّ "الاحتجاز غير القانوني المطوّل والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة لهؤلاء الصحافيين العشرة إنّما هو تذكير مروّع بالمناخ الإعلامي القمعي الذي يواجهه الصحافيون في اليمن، ويبرز المخاطر التي يواجهونها على أيدي جميع أطراف النزاع".

وأضافت "من المشين تماما أنّ هؤلاء الرجال قد يواجهون عقوبة الإعدام لمجرد قيامهم بوظائفهم. فالتهم الموجهة إليهم زائفة، ويجب إسقاطها فورا. ويتم استهدافهم بشكل صارخ بسبب عملهم الصحافي وآرائهم السياسية".

وبحسب المنظّمة فإنّه "بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على احتجازهم، في كانون الأول/ ديسمبر 2018، وجّهت للصحافيين تهم رسمية، بعد استجوابهم بحضور محاميهم، وأحيلت قضاياهم من جهاز الأمن السياسي إلى المحكمة الجزائية المتخصّصة، وهي محكمة مخصصة تقليديا للقضايا المتعلّقة بالإرهاب".

وأضافت أنّه وُجّهت إلى الصحافيين العشرة "تهمة ارتكاب سلسلة من الجرائم، من بينها التجسس، التي يعاقب عليها بالإعدام في القانون الجنائي اليمني، ومساعدة تحالف السعودية. ولم تبدأ محاكماتهم بعد، ومن غير الواضح متى ستعقد".

وقالت أسر الصحفيين المختطفين في سجون مليشيا الحوثي إنهم تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي منذ أسابيع في سجن الأمن السياسي بصنعاء.

حيث منعت المليشيات الحوثية الزيارات عنهم خلال الأسابيع الماضية، وأخضعتهم لجلسات تحقيق تعرضوا خلالها للضرب والتعذيب بشكل فردي وجماعي وقامت بنقلهم إلى زنازين انفرادية، وصعدت من وحشية التعامل معهم حتى ملابسهم وأدويتهم قامت بمصاردتها، حسب ما ذكرته أسر الصحفيين في بلاغ صحفي.

وذكرت أن الصحفيين المختطفين الذين تعرضوا للتعذيب هم: عبدالخالق عمران وتوفيق المنصوري وحسن عناب وحارث حميد وهشام طرموم وأكرم الوليدي وهشام اليوسفي وعصام بلغيث وهيثم الشهاب وصلاح القاعدي

وطالبت أسر الصحفيين، نقابة الصحفيين اليمنيين والاتحادات والنقابات الصحفية وكل الهيئات والمنظمات الحقوقية والانسانية الدولية وكل ضمير حي في هذا العالم إلى التدخل وايقاف هذه الجرائم وانقاذ الصحفيين المختطفين منذ ٩يونيو ٢٠١٥.

فيما طالبت نقابة الصحفيين اليمنيين، بتحرك دولي لإيقاف جرائم مليشيا الحوثي الانقلابية بحق الإعلاميين المختطفين.

وقالت النقابة، في بيان صحفي، إنها تلقت بلاغا من أسر الصحفيين المعتقلين لدى جهاز الأمن السياسي بصنعاء منذ قرابة 4 أعوام يفيد فيه بتعرضهم للتعذيب والمعاملة القاسية ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية.

وأدانت النقابة ما وصفته بـ"الإجرام الذي يتعرض له الصحفيون في المعتقل الحوثي منذ سنوات، وحرمانهم من قبل المليشيا الانقلابية من حق الزيارة والتطبيب، مع إخضاعهم لظروف اعتقال قمعية".

وجددت مطالبتها بالإفراج عن الصحفيين ومحاسبة كل المتورطين بالجرائم التي ارتكبت بحقهم، محملة مليشيا الحوثي كامل المسؤولية عن هذه الجرائم بحق الصحفيين المختطفين.


ودعت نقابة الصحفيين اليمنيين كافة المنظمات الحقوقية العربية والدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، لمواصلة التضامن مع الإعلاميين المختطفين، والضغط بكافة الوسائل لإيقاف التعامل الوحشي معهم والعمل على إطلاق سراحهم.

وكان المركز الخليجي الأوروبي لحقوق الإنسان قدم بلاغا بالنيابة عن أسر 10 صحفيين مختطفين لدى مليشيا الحوثي الانقلابية بصنعاء، رصد فيه الانتهاكات التي تمارسها المليشيا في حق الصحفيين المختطفين.

وقامت المليشيا الحوثية بممارسة التعذيب الجسدي والنفسي تجاه المختطفين، خلال جلسات تحقيقات غير قانونية، تعرض فيها الصحفيون للضرب والتعذيب بشكل فردي وجماعي.