إبحث عن الحوثي.. الكوليرا تنتشر في اليمن بـ"فعل فاعل" (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي


كل المؤشرات التي ظهرت خلال الفترة الأخيرة، كشفت أن وباء الكوليرا ينتشر في اليمن بفعل سياسات مليشيا الإنقلاب بالبلاد.

ويقول تقرير صادر حديثا عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن وباء الكوليرا يتركز في المحافظات الواقعة تحت سلطة الحوثي وهي "صنعاء، وجزء من الحديدة، وإب، وعمران، وذمار".

وفقًا، للمعطيات التي تم جمعها من الميدان فإن أحد أسباب تفشي هذا المرض هو التدمير الذي أحدثه الحوثيون في القطاع الصحي، والتلاعب الذي حل بالتوظيف في الوظائف الصحية، وحجز المستشفيات الحكومية لصالح علاج جرحى الميليشيا، وحرمان المرضى من العلاج فيها؛ كونها أقل تكلفة من المستشفيات الخاصة التي لا يستطيع التداوي فيها إلا من كان ميسور الحال، في ظل ارتفاع رقعة الفقر والبطالة وغياب الأعمال، وانقطاع رواتب الموظفين منذ عامين بسبب ممانعة الحوثي من دفعها وتوريد عائدات الدولة إلى البنك المركزي في عدن.

و كشف تحقيق صحفي نشرته وكالة "أسوشيتد برس" عن تعمد ميليشيات الحوثي الموالية لإيران منع شحنة محملة بلقاحات الكوليرا من الوصول إلى صنعاء، بينما كان الوباء يفتك باليمنيين في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.

وذكر التحقيق أن طائرة تابعة للأمم المتحدة محملة بنصف مليون جرعة من لقاح الكوليرا حطت في أحد مطارات القرن الأفريقي، في يوليو 2017، ظلت تنتظر إذن من الحوثيين لتسليم الشحنة لكن دون جدوى.

وأوضحت الوكالة أن مسؤولين دوليين كشفوا أن عرقلة شحنة اللقاحات سببه تعنت الحوثيين بسبب رفض مطالبهم الحصول على سيارات إسعاف ومستلزمات طبية طلبوها من الأمم المتحدة من أجل ميليشياتهم، فيما يطلقون عليه المجهود الحربي.

كما أكدت الوكالة في تحقيقها الموسع أن الميليشيات الحوثية قامت باختلاس أموال مخصصة لمكافحة وباء الكوليرا، الذي كان قد تسبب في وفاة أكثر من 3 ألف مواطن يمني ما بين 2017 و2018.

و قال مصدر مطلع، إن ھناك مصادر متعددة لانتشار المرض في داخل صنعاء تعمد الحوثیون تركھا دون أي تحرك مثل بعض المستنقعات وغیرھا من أجل تفشي الأمراض والإقبال الكبیر على نقاط بیع الحوثیین تلك الأدویة.

مبینا أن ھناك مشكلة كبرى لا یعیھا الكثیر من المواطنین، وھي بیع أدویة لا علاقة لھا بالمرض ولجھل الناس یضطرون لشرائھا، بینما یواصل الحوثیون بحثھم عن الأموال بشتى الطرق حتى وإن كان ذلك یمثل خطورة على حیاة الناس.

وقال المصدر في تصريح نشرته صحيفة «الوطن» الصادرة اليوم الجمعة - تابعها "اليمن العربي" - " إن الحوثیین أصدروا تعمیما سریا یقضي بقصر بیع أدویة علاج الكولیرا على المستشفیات التابعة للانقلابیین فقط، مشیرا إلى أن ھذه الخطوة تستھدف نشر المرض، وكسب مزید من الأموال خلال المتاجرة بالمعدات والأدویة.

كشف مصدر طبي في أحد مستشفیات العاصمة صنعاء، أن الحوثیین یتعمدون انتشار مرض الكولیرا من أجل كسب المزید من الأموال والمتاجرة بأرواح المرضى.

مشیرا إلى أنھم یتخذون ھذه الخطوة في إطار اعتیادھم على خلق الأزمات، واستغلال نشر المرض في توجیھ الاتھامات بحصارھم، إضافة إلى كسب المزید من الأموال من خلال المتاجرة بالمعدات وأدویة العلاج.

وقال المصدر للوطن، إن الحوثیین ومن خلال خطاب سري مما یسمى بوزیر الصحة في حكومة الانقلاب، طھ المتوكل، أصدروا تعمیما سریا یقضي بمحاسبة ومعاقبة كل من یبیع أدویة تتعلق بعلاج المرض في المستشفیات الخاصة وإغلاق المنشأة الطبیة ومنعھا من مزاولة العمل مستقبلا، وحصر علاج الكولیرا في المستشفیات التي تم تحدیدھا من جانب وزارة الصحة الحوثیة، وبأسعار باھظة جدا.