هل تتحول توقعات "غريفيت" بشأن الحديدة لوهم أم واقع ملموس؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي


في الوقت الذي توقعت فيه الأمم المتحدة إقرار السلام بدأت مليشيا الحوثي في الاستعداد للحرب بالحديدة، فأ كد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، الخميس، انه يتوقع أن تبدأ عملية الانسحاب من الحديدة الواقعة على الساحل الغربي لليمن، خلال الأسابيع المقبلة.

وأضاف غريفيث في مقابلة مع وكالة "رويترز"، أنه تلقى الأحد موافقة رسمية من الحكومة اليمنية الشرعية، والمتمردين الحوثيين لتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الحديدة التي تشمل نقل القوات.

ولفت المبعوث الدولي إلى أن المناقشات جارية حاليًا بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، مشيرًا إلى أنه لم يتم الاتفاق بعد على القوة الأمنية التي ستنتشر في الحديدة بعد الانسحاب، وأكد أن مراقبي الأمم المتحدة مستعدون للانتشار في الحديدة بعد إتمام عملية الانسحاب.

ورغم تصريحات المبعوث الأممي، تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية منذ عدة أيام نشر كميات كبيرة من الإطارات وسط مدينة الحديدة، وبالقرب من خطوط التماس تمهيداً لإحراقها.

وأفادت مصادر محلية، أن عشرات المركبات المحملة بالإطارات التالفة عبرت المنفذ الشمالي للمدينة، ليتم توزيعها على أرصفة الشوارع، وخاصة شارع الخمسين حي 7 يوليو ومناطق التماس.

ووفقاً لمصادر مطلعة فإن المليشيا تعد لاحتمالات عودة المعارك بإحراق الإطارات بهدف حجب الرؤية عن الطيران وقوات الجيش والمقاومة المشتركة.

فيما أكد شهود عيان استئناف المليشيا الحوثية أعمال حفر الخنادق وإقامة متاريس شرق حي الربصة باتجاه المطار.

كما نشرت المليشيا العشرات من عناصرها على دراجات نارية في نقاط تجميع وتخزين إمدادات أسلحة وذخائر قرب خطوط التماس بمدينة الحديدة تأهباً لعودة المعارك.


وكشفت مصادر عن تفاصيل جديدة في قيام المليشيات الحوثية بإدخال العشرات من المقاتلين الأجانب إلى مدينة الحديدة من الجهة الشمالية للمدينة.

وقالت المصادر إن المليشيات الحوثية أجبرت عدداً كبيراً من اللاجئين والمهاجرين القادمين من القرن الأفريقي للانخراط في معسكراتهم ومن ثم الزج بهم في المواجهات العسكرية وفي مقدمتها الدفع بالعشرات منهم إلى مدينة الحديدة لتنفيذ مهام عسكرية.

ولفتت إلى أن إدخال المليشيات لهؤلاء المقاتلين في هذه المرحلة يعود لما تقوم به الميليشيات من تحضير لعمليات عسكرية ضد المدنيين ومن يخالفها في الحديدة.

وأشارت إلى أن الهدف منها أيضاً الانقضاض على مواقع ألوية العمالقة وإعادة تموضعها في ظل انحصارها حتى تثبت أنها ما زالت موجودة على الأرض.

و أكد سياسي يمني بارز ، أن محافظة الحديدة تحولت إلى عٌقدة بدلاً أن تكون بوابة للحل السياسي.

وقال السياسي هاني مسهور بتغريدة نشرها على صفحته بموقع "تويتر": 122 يوم مرت على اتفاق السويد، صحيح لم ينفذ أي جزء من الاتفاق وتحولت الحديدة إلى عُقدة بدلاً أن تكون بوابة للحل السياسي.

واختتم قائلا: الواقع يقول أن توازنات مختلفة طرأت في المشهد اليمني تتطلب شجاعة لكسرها.