3 تحركات دولية ضد الكوليرا.. هل تُصلح ما أفسده "الحوثي"؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي




تشهد مناطق سيطرة المليشيات الحوثية تهاوناً مقصوداً في تقديم الرعاية الطبية للمصابين بوباء الكوليرا، الأمر الذي دفع برجال الخير إلى التحرك للقيام بدور الجهات الطبية وتقديم الأدوية والمستلزمات الطبية لقسم الكوليرا في المستشفى الجمهوري.


وتشهد مديريات الحجرية ارتفاعا سريعا في حالات الإصابة بالكوليرا، حيث سجل مستشفى خليفة زيادة كبيرة في عدد الإصابات والمرتادين للمشفى طلباً للخدمات الطبية.


افادت مصادر طبية في تعز إن ثلاث وفيات جديدة سُجلت بسبب وباء الكوليرا في تعز ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المرض إلى 33 حالة.

وقتلت الكوليرا 3 أشخاص، الخميس، في مناطق شمير مقبنة وجبل حبشي، في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية، في حدود المديريتين.


وأفادت مصادر طبية بمدينة البيضاء، وسط اليمن، أن انتشار وباء الكوليرا، مؤخراً، في المحافظة، جاء نتيجة تواطؤ المليشيا الحوثية في بيع مياه أحواض الصرف الصحي للمزارعين لري محاصيلهم الزراعية في المديريات التي لا تزال خاضعة لسيطرتها.

وقالت المصادر لـ”نيوزيمن“، إن مؤسسة المياه والصرف الصحي تقوم ببيع مياه أحواض المجاري في منطقة عزة للمزارعين لري مزارع الخضروات في ضواحي مدينة البيضاء مركز المحافظة.

وأضافت، إن مياه المجاري الملوثة والمستخدمة في ري المزروعات بضواحي المدينة، أدت إلى تصاعد أعداد المصابين بالكوليرا بشكل مخيف، واكتظاظ مراكز العلاج بمئات الحالات، لاسيما مستشفى الثورة ما يشكل عودة للوباء الذي اجتاح المحافظة في عام 2017م.

ودعت المصادر الطبية المنظمات الدولية ذات الصلة بإيقاف هذه الجريمة والضغط لمحاسبة كل من له يد في بيع واستخدام مياه المجاري لأغراض زراعية في الوقت الحالي.

وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، الأسبوع الماضي، أنها تبرعت بإمدادات طبية للمراكز الصحية في محافظة البيضاء، لتوسيع نطاق الاستجابة، ومنع انتشار الكوليرا في جميع أنحاء البلاد.

وحذرت المنظمة، في تغريدات نشرتها على صفحتها في "تويتر"، من وجود "زيادة حادة" في حالات الكوليرا بالعديد من المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية (الذراع الإيرانية في اليمن).

ووفقاً لمسوحات ميدانية أجرتها منظمة اليونيسف، فإن المياه والطعام الملوث العامل الأكبر لانتقال الكوليرا في اليمن بنسبة 90 في المائة، و10 في المائة بسبب العدوى، حيث تزيد حالات الإصابة مع حلول موسم الأمطار وانهيار الخدمات الأساسية، بما فيها أنظمة التزويد بالمياه الصالحة للاستخدام، وشبكات المياه، والأوضاع السيئة لأنظمة التخلص من مياه الصرف الصحي، واستخدام المياه الملوثة للزراعة.


وأعلنت الإمارات والسعودية، عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لليمن بقيمة 200 مليون دولار لتوفير الاحتياجات الغذائية للشعب اليمني.

وتشمل المساعدات 140 مليون دولار لتوفير الاحتياجات الغذائية العاجلة من خلال برنامج الغذاء العالمي و40 مليون دولار لعلاج سوء التغذية الحاد لدى الأمهات والأطفال والإصحاح البيئي من خلال منظمة منظمة الأمم المتحدة للطفولة(يونيسف) و20 مليون دولار لمكافحة وباء الكوليرا وتأمين المحاليل الوريدية من خلال منظمة الصحة العالمية.


وأطلقت جمعية النجاة الخيرية الكويتية ، حملة إغاثية شاملة لليمن تضم الجانب الطبي والغذائي.وتهدف الحملة لمكافحة تفشي وانتشار مرض «الكوليرا» بمخيمات النازحين اليمنيين، والذي تسبب في وفاة العشرات منهم، نتيجة لعدم توافر الرعاية الطبية اللازمة والسريعة لمكافحة هذا الوباء الخطير وفقا لما أوردته جريدة الأنباء الكويتية.

وقال مسؤول مشاريع اليمن بالنجاة الخيرية محمد القحطاني ان تكلفة الحملة تبلغ 100 ألف دينار، ونهدف من خلالها الى توفير المواد الغذائية والخيام والبطانيات والفرش، وإقامة المخيمات الطبية العاجلة للنازحين اليمنيين بعدة مدن منها عدن ولحج وأبين والضالع، والتي تشهد انتشارا «مفزعا» لمرض الكوليرا نتيجة الازدحام الكبير في المخيمات وسوء التغذية، وعدم توافر الوقاية اللازمة مما بدوره ينذر بحدوث «كارثة طبية» يصعب علاجها، حيث إن مرض الكوليرا سريع الانتشار خاصة في بيئة المخيمات العشوائية، التي لا تتوافر بها أدني مقومات الحياة الكريمة.

وتابع: نهدف من خلال المخيمات الطبية إجراء الفحوصات الطبية بجانب توزيع الأدوية وتقديم الاستشارات والتحاليل وغيرها من الأمور الطبية، مضيفا أنه شاهد المرضى يفترشون أسوار المستشفيات والمستوصفات من كثرتهم في مشهد يؤلم الإنسانية جميعا ويعكس مدى تفشي وانتشار مرض الكوليرا.

وبين أن الحملة مرخصة من وزارة الشؤون الاجتماعية، والتنفيذ باليمن يتم بالتنسيق مع وزارة الخارجية الكويتية، مؤكدا أنه رغم التحديات والصعوبات الشديدة التي يقابلها في سفره إلى اليمن إلا أنه يحرص على الإشراف الكامل على هذه المخيمات الطبية وتوثقيها وإرسال التقارير اللازمة لأهل الخير.