الموجة الثالثة للكوليرا باليمن بين التحذيرات والمحاولات (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي



تزداد المخاوف في اليمن من تفشي موجة ثالثة من الكوليرا خاصة بالتزامن مع هطول موسم الأمطار وتدهور الخدمات الصحية في البلاد، حيث سجّلت منظمة الصحة العالمية 2743 حالة وفاة بالكوليرا من أصل قرابة 1.4 مليون إصابة منذ انتشار الوباء في موجتيه الأولى والثانية في اليمن من أبريل 2017 وحتى نهاية عام 2018.

وقالت مصادر محلية إن الوباء انتشر في بعض قرى مديرية فرع العدين غرب محافظة إب في ظل تدهور الأوضاع الإقتصادية والإنساينة للمواطنين.

وبحسب المصادر فقد سُجلت حالتي وفاة بوباء الكوليرا الأيام القليلة الماضية بمديرية فرع العدين وتسجيل عشرات الإصابات بالوباء بعدد من القرى والعزل ، وسط شكاوى الأهالي من عدم قيادم الجهات الصحية الخاضعة لسيطرة المليشيا من أي دور وغياب المنظمات الإنسانية والإغاثية.

وأكدت المصادر وفاة إمرأة يوم أمس في قرية الشرف عزلة بني أحمد بعد أيام من وفاة مواطن في قرية المنضاح بمنطقة حذيفة بعزلة الأهمول بمديرية الفرع.

واتهم الأهالي المنظمات وسلطات الإنقلاب المتاجرة بمعاناتهم وعدم الإلتفات إليهم موجهين مناشدات للتدخل وانقاذ المواطنين من الداء الذي انتشر مؤخرا بشكل كبير ولافت.

وفي مديرية العدين غرب محافظة إب أعلن عن تسجيل حالة وفاة بوباء الكوليرا لمواطن هي الربعة في منطقة عردن المحاددة لمناطق مديرية فرع العدين في الوقت الذي انتشر الوباء بشمل مخيف في مناطق عردن وحور وعدد من البلدات بمديرية العدين.

وعلى صعيد متصل قال مصدر طبي بأنه تم تسجيل 70 حالة اشتباه بالكوليرا في قريتي الضبر_وقبال بمديرية القفر شمال محافظة إب.

و يستعد مكتب الصحة في محافظة تعز، لإنشاء 31 زاوية إرواء لعلاج مرض الكوليرا، خلال الأيام المقبلة، بعد تفشي الوباء، مؤخراً.

وقال مدير المكتب, الدكتور عبد الرحيم السامعي، لصحيفة “العربي الجديد” إن المكتب يستعد لإنشاء 31 زاوية إرواء لعلاج مرض الكوليرا في تعز، بدعم من منظمة رعاية الأطفال الدولية، إضافة إلى افتتاح مركز جديد في مستشفى الجمهوري الحكومي”.

وأضاف السامعي، أن هذه الخطوة جاءت بعد تفشي مرض الكوليرا، أخيراً، في مختلف مديريات المحافظة، مشيرا إلى أن هذه الزوايا تختلف عن مراكز العلاج، “فزوايا الإرواء تتم فيها مراقبة المريض وتزويده بمحلول إرواء، ولا يتطلب الأمر مكوثه فيها”.

وأوضح السامعي أن عدد حالات الإصابة والاشتباه بالكوليرا، منذ مطلع العام وحتى 2 إبريل الجاري، بلغ 6202 شخص، جرى التأكد من إصابة 391 شخصاً بالمرض بعد الفحص الزرعي حتى الآن كما توفيت 28 حالة خلال الفترة نفسها.

وأشار إلى أن الإحصائيات تشمل جميع مديريات المحافظة، بما فيها الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، التي ترتفع فيها حالات الإصابة بالمقارنة مع المناطق المحررة.

ولفت السامعي إلى أن مديرية التعزية تتصدر حالات الإصابة بالمرض بأكثر من ألف شخص، كما أن مديرية ماوية تتصدر حالات الوفاة بـ8 حالات. مضيفا أن زوايا الإرواء سيتم وضعها في المديريات الأكثر تضررا بالإضافة إلى مستشفى الجمهوري بالمحافظة.

و ناقش مدير عام مكتب وزارة الصحة والسكان بساحل حضرموت الدكتور رياض بن حبور الجريري، تحديات الوضع الوبائي بالمحافظة بعد ظهور حالات مؤكدة بوباء الكوليرا والدفتيريا الوافدة من خارج المحافظة.

جاء ذلك خلال الاجتماع الطارىء، الذي ترأسه الجريري وضم المعنيين من مستشفيات هيئة ابن سيناء والمكلا للأمومة والطفولة وفريق الوبائيات بالمحافظة .

وفي الاجتماع شدد الجريري على رفع الجاهزية لدى المستشفيات الرئيسية بالمحافظة بأقسام العزل المتواجدة فيها لاستقبال أي حالة قد تصل إليها، مع تفعيل دور الجهات ذات العلاقة لتحقيق التكامل مع المكاتب الخدمية منها المياه والصرف الصحي - والصندوق النظافة - البلدية - الصحة والسلامة المهنية - والتربية والتعليم – الاعلام - والأوقاف والإرشاد .

وأوضح الجريري أن قيادة الصحة بساحل حضرموتن قد أقرت عدداً من الخطوات الاحترازية لمنع انتشار الأوبئة وتكثيف التوعية والتثقيف الصحي في عموم مديريات ساحل حضرموت ، وزيادة الحساسية وفاعلية الترصد الوبائي ورفع جاهزية المختبر المركزي، مع العمل على فتح مراكز معالجة وزوايا أخرى في المناطق ذات الخطورة وعاصمة المحافظة والاستعداد بالتموين الطبي من السوائل الوريدية والأدوية الأخرى. 

وألمح الجريري أنه سيتم العمل على إنشاء مراكز عزل في المستشفيات الرئيسة وتجهيزيها بالمستلزمات الضرورية من اجل مكافحة الوباء ، داعيا المواطنين التواصل مع غرف العمليات بالإدارة العامة للصحة في حالة حدوث إعراض صحية على الأرقام التالية :