ابحث عن خروقات "الحوثي".. اتفاق السويد "في غرفة الإنعاش" (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي



يبدو أن الخروقات الحوثية، تسببت في مقتل اتفاقيات السويد الذي تم توقيعها بين الأطراف المتنازعة باليمن.


فتجددت المواجهات، مساء أمس الثلاثاء، بين الجيش اليمني المدعومة من التحالف، وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في محافظة الحديدة غرب اليمن.


وأفاد مصدر عسكري يمني لوكالة "سبوتنيك" بأن اشتباكات عنيفة تدور باتجاه منصة العروض وأطراف منطقة الربصة جنوب مدينة الحديدة، بالتزامن مع اشتباكات أخرى في مواقع في مناطق التماس شرق المدينة.

وأضاف أن جماعة "أنصار الله" شنت قصفا مدفعيا على مواقع متفرقة للجيش اليمني شرق وجنوب مدينة الحديدة.

واتهمت قوات العمالقة اليمنية المدعومة من التحالف، "أنصار الله" باستهداف المستشفى الميداني في مدينة التحيتا جنوب الحديدة بالأسلحة الثقيلة، وإطلاق قذائف صاروخية آر بي جي على مواقع شرق مدينة الصالح شمال شرقي مدينة الحديدة.

و عرقلت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، رئيس بعثة المراقبين الدوليين في الحديدة على الساحل الغربي لليمن، الجنرال مايكل لوليسغارد، من الانتقال إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية في مدينة الحديدة، أمس.

ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن الميليشيات رفضت السماح لموكب لوليسغارد بالمرور باتجاه مناطق سيطرة القوات الحكومية، وكان الحوثيون قد عرقلوا منذ ثلاثة أيام وصول لوليسغارد إلى مقر الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار، ما أدى إلى تأجيل الاجتماع. 

وأوضحت المصادر أنه وبموجب اتفاق مع لجنة تنسيق إعادة الانتشار ورئيسها لوليسغارد وقع يوم 30 مارس الماضي، كان يفترض أن يحضر إلى منطقة القوات المشتركة الجنرال لوليسغارد وموظفو برنامج الغذاء العالمي، أمس، إلا أن الميليشيات منعت الجنرال، وأيضاً الموظفين من الانتقال.وطبقاً للمصادر تواصل الفريق الحكومي مع الجنرال لوليسغارد الذي أبدى إصراراً على الوصول إليهم، وبعد وقت سمحت الميليشيات الحوثية بمرور لوليسغارد، الذي حضر إلى مقر الفريق الحكومي، لكنها لم تسمح لموظفي برنامج الغذاء العالمي، بالوصول إلى مطاحن البحر الأحمر، شرقي الحديدة، لتشغيلها. 

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن الميليشيات أطلقت النار على الفريق الأممي، ونهبت عدداً من المعدات الثقيلة والخفيفة بينها سيارة إسعاف، كما قصفت المطاحن بعدد من قذائف الهاون، مضيفاً في تغريدات على «تويتر»، أمس، أن هذا التطور الخطر هو امتداد لمسلسل الاعتداءات التي تعرض لها الفريق الأممي والمنظمات الدولية العاملة في اليمن من قبل ميليشيات الحوثي، وتأكيد على نيّة الميليشيات تصعيد الأوضاع في الحديدة. 

ومن جانبه، قال وكيل أول محافظة الحديدة اليمنية، وليد القديمي، إن فرصة نجاح اتفاق السويد، غير واردة، بسبب عرقلة الميليشيات وتعنتها وتجاوزاتها في الخروقات منذ اللحظة الأولى لإعلان الاتفاق. 
وأكد القديمي في سلسلة تغريدات له على موقع «تويتر»، أن الجميع يدرك هذا الأمر، بما في ذلك المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ومبعوثه الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، ورئيس لجنة المراقبة الأممية.

واستشهد القديمي بقيام الميليشيات بمنع العاملين في برنامج الغذاء العالمي من الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر، والتهديد بقصف المطاحن مجدداً، بينما وافقت الحكومة اليمنية على تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، وفتح الممرات الإنسانية لتشغيل المطاحن وتوزيع الغذاء على المستفيدين من أبناء الشعب اليمني. وفي فبراير الماضي، تمكن فريق من الأمم المتحدة من الوصول إلى مخازن القمح في مطاحن البحر الأحمر، وذلك للمرة الأولى منذ سبتمبر 2018، لكن الميليشيات استهدفت مخازن القمح في مطاحن البحر الأحمر مرات عدة، وهو ما تسبب في إتلاف مخزون كبير كان مخصصاً لأكثر من ثلاثة ملايين محتاج.


وكان من المقرر عبور فريق فني تابع لبرنامج الغذاء العالمي خط الجبهة بين قوات الحوثي المتحالفة مع إيران، وقوات الحكومة اليمنية المدعومة من قبل التحالف العربي على المشارف الشرقية لمدينة لحديدة لتبخير القمح المخزن في مطاحن البحر الأحمر.

غير أن الحوثيين قالوا للفريق إنه لا يمكنه مغادرة المناطق التي يسيطرون عليها داخل الحديدة "لأسباب أمنية"، مطالبين الأمم المتحدة بدلاً من ذلك بالتحقيق في الهجمات على المطاحن.

وحسب مصدر مطلع على المناقشات "قال الحوثيون إن قوات الحكومة ستستهدف الأمم المتحدة ثم تلقي باللوم عليهم بعد ذلك". وأضاف "لكن إذا لم يتم تبخير القمح فسوف يتلف".


وقال وزير الخارجية اليمنى، خالد اليماني، اليوم الأربعاء، إن اتفاق السويد حول الحديدة يحتضر، مشيرا إلى أن الحوثيين لم ينسحبوا من المدينة رغم مرور 4 أشهر على توقيع الاتفاق.


وأوضح اليمانى فى تصريحات صحفية أوردتها قناة "العربية الحدث"، أن ميليشيات الحوثى ذهبت إلى محادثات السويد بهدف وقف معركة الحديدة، ووقف تلك المعركة دفع الحوثيين إلى رفض تنفيذ الاتفاق.

بدوره، قال رئيس الوزراء اليمنى معين عبد الملك، إن مليشيات الحوثى تسعى إلى تعميق المأساة الإنسانية واستخدامها كورقة سياسية. مطالبا المجتمع الدولى والأمم المتحدة بموقف حازم تجاه الحوثيين.