عبير الحضرمي: ريشة الفنان الحضرمي مُستمرة.. لم أتأثر بـ دافنشي (حوار)

أخبار محلية

اليمن العربي

ثقافة اليمن غزيرة وغنية بمختلف الفنون الشعبية من رقصات وأغاني والزي والحلي والجنبية تختلف من منطقة لأخرى تعود بأصولها لعصور قديمة ولها دور في تحديد معالم الهوية اليمنية وقوميتها، فبدأ انتشار الرسم داخل اليمن، خاصة حضرموت، للحفاظ على كل هذه الموروثات من الاندثار، فالفنان اليمني يلعب دائماً على الحفاظ على حضارته وحضارة أجداده، حتى لا تنجح الأعمال الإرهابية فى القضاء عليها.

اليمن العربي التقى بـ عبير الحضرمي، فنانة تشكيلية، اشتهرت بالإبداع، حيث تتناول القضايا الإجتماعية المختلفة التي تشغل حال المواطن اليمني، وشاركت فى معارض باسم دولة اليمن؛ عازمة على رفع اسم دولتها، وإثبات للعالم أن الشعب اليمني قادر على الإبداع، رغم الأزمات المُتكرة، إضافة إلى أنها اهتمت بـ حضرموت، حيث قلعة الثقافة والحضارة.

بدأت مشوارى بتخييط العرائس ولدى شغف للرسم منذ الصغر
درست الفنون الجميلة وانقطعت عن الرسم فى فترة الثانوية العامة
الفنان يتأثر بالسياسة والحروب.. لدى لوحة عن عن دماء الشهيد
الفن داخل اليمن يُكافح ولا نمتلك بيوت فن
وإليك نص الحوار :-


كيف بدأتى رحلتك الفنية ؟

تعلمت فى سن الطفولة تخييط العرائس، ولم يكن الرسم أول طريقي للفن، فمثلى كالأطفال كان لدى شغف كبير بالألعاب، ومن ثم أصبحت أتابع برامج الأشغال اليديوية على القنوات اللبنانية؛ حتى تعلمت تدوير الألعاب القديمة والاستفادة منها، ولكن مع مرور الوقت اتجهت إلى الرسم ليبدأ مشوارى الفنى.

احكيلنا عن مراحل تطورك فى المهنة ؟

انقطعت عن الرسم فى فترة الثانوية العامة، إلى جانب الملل، لكنى تخصصت فى دراسة الفنون الجميلة داخل حضرموت، فكانت هذه نقطة التطور الرئيسي، نظراً لأن الرسم شغف عندى منذ الصغر، وللجامعة فضل كبير فى تكوين شخصيتى الفنية.

مَن هم أبرز الفنانين الذين تأثرتي بهم؟

هناك فنانون يمنيون تأثرت بهم فى المراحل الأولى لدخولى المهنة، من بينهم هشام بن يحى؛ كنت أتابعه منذ وقت كبير، وأتابع دافنشي لكن دون التأثر بأعماله الفنية، لأننى لا أميل إلى الواقعية فى رسوماتى الخاصة، على الرغم من أننى أرسم عناصر واقعية فى بعض الأحيان، فانا لا أستخدم الألوان الواقعية، فلكل شعور لون خاص به.

هل تحمل رسوماتك رسائل ؟ خاصة السياسية ؟

أُحب دائماً التعبير عن التراث اليمني، خاصة حضرموت، فعندما أرسم عن حضرموت لابد أن أتجه إلى الواقعية وابتعد عن السريالية والمدارس الأخرى.. لدى لوحتان عن حضرموت؛ تم إهدائهم إلى محافظ حضرموت، فهما عبارة عن تصوير للمرأة الحضرمية وفى الخلفية بعض المعالم، وفى المقابل الرجل الحضرمى.

وبالحديث عن الرسائل السياسة، فالفنان يتأثر بالسياسة والحروب وكل ما يحدث داخل الدولة، فمثلى ككثيرون تأثرنا باندلاع الحرب وأصبح لدينا رسائل قوية داخل اللوحات الفنية، ولدى لوحة عن الجندى الشهيد، أنقل خلالها كيف تتأثر الأراضي بدماء الشهيد.

إضافة إلى أننى رسمت لوحة أخرى تُعبر عن كيفية حماية الجندى الحضرمى لحضرموت، فرسمت أحد معالم المُكلا وسلاح الجندى والدروع التى يحمى بها نفسه، تعبيراً على أن الجندى هو حماية.

هل شاركتى فى معارض فنية ؟

شاركت فى 2015 بمعرض داخل إيطاليا، بلوحة صغيرة عن حضرموت، حيث يتم تجميع 50 لوحة من داخل اليمن، لعرضها بلوحة واحدة تحت شعار "الإبداع اليمني".

إضافة إلى مشاركتى فى معرض جريدة الأهرام بالقاهرة، تحت عنوان "بصمات الفنانيين السابع عشر"، حيث شاركت بلوحة تتحدث عن التراث الحضرمي، فانا دائماً أُشارك بما يُعبر عن التراث الحضرمي.

أما داخل اليمن، شاركت بأكثر من 30 معرض، بالاشتراك مع الفنانيين، وأنشأت معرض خاص بأعمالى فى أبريل الماضي داخل المُكلا، برعاية محافظ حضرموت، بعنوان "ن ولون"، وجاء هذا الاسم للتعبير عن محتويات المعرض.

ما أشهر لوحة لديكي ؟ أو بمعنى آخر هل هناك لوحة كان لها تأثير على حياتك ؟

المُتابعين لا يتفقوا على أحد، فتلقيت انتقادات كثيرة للغاية، وشعرت فى ذلك الوقت أن أعمالى ضعيفة، فبدأت اتجه قليلاً إلى الواقعية، لكننى لم أكمل هذا وتوقفت عن العمل لمدة عاماً كاملاً.

ومن ثم، تركت الانتقادات جانباً، وبدأت رحلة جديدة لرسم أشياء اقتنعت بها قناعة كاملة، فرسمت 3 لوحات صغيرة تحت عنوان "مشاعر"، فكان لذلك تأثير كبير فى انطلاقة جديدة وقوية.

برأيك.. إلى أى مدى أثر الحرب على الفن وهل الفنون داخل اليمن تتجه إلى الاندثار أم ريشة الفنان لازالت تُبدع ؟

الفن داخل اليمن يُكافح، بكل ما أوتى من قوة، فنحن الآن لا نمتلك بيوت فن، ونُحارب من أجل تدشين معارض لعرض أعمالنا الفية، إضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات عن المعتاد، ما جعل الفنان يلجأ إلى الخامات الرخيصة، والتى لها تأثير كبير على الرسومات.

لكن الحرب لم تؤثر بالشكل الواضح، لأن ريشة الفنان مُستمرة، على الرغم من الضغوط النفسية.

بما إننا عايشين داخل مصر.. ما رأيك فى الدور الذى تلعبه الحكومة المصرية تجاه الأزمة اليمنية ؟

الحكومة المصرية تلعب دوراً إيجابياً منذ اندلاع الحرب داخل الأراضي اليمنية، فمصر دائماً تُساند الشعوب العربية.