تعز.. صراع باسم الدولة

اليمن العربي

بدأت قبل يومين حملة أمنية في تعز في المدينة القديمة للقبض على مطلوبين للدولة بعد أن تشكلت لجنة أمنية برئاسة المحافظ الجديد نبيل شمسان وتوافق على هذه الحملة جميع التشكيلات العسكرية.


كتائب أبي العباس التابعة للقواء 35 مدرع كانت حاضرة في صلب الاتفاق وأيدت العملية الأمنية وقالوا في بيان لهم بشكل واضح أننا مع السلطة المحلية في القبض على المطلوبين أمنياً.

ماذا حدث إذن، انطلقت الحملة الأمنية على المدينة القديمة وبدأت البحث عن المطلوبين الذين توافق عليهم الجميع، والقوا القبض على خمسة وبقي اثنان.

خرج الأفراد التابعين للجنة الأمنية عن سياق النص وبدأوا بتنفيذ حملات ومداهمات على منازل المواطنين وبصورة مليشياوية عكست أنها هؤلاء الأفراد خرجوا من غطاء الدولة التي تبحث عن مطلوبين إلى صورتهم الحقيقة في الاتجاه نحو تصفية الحسابات الشخصية مع خصومهم من أبناء وأهالي المدينة القديمة.


اندلعت الاشتباكات واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة إضافة إلى الصواريخ الحرارية التي كانت من المفترض أن توجه لمواقع مليشيا الحوثي ومن هناك اتضحت معالم الحملة الأمنية أو على الأقل الأفراد الذين كانوا فيها مستغلين اسم الدولة وفرض سيادة القانون ولكن فرضوا رغباتهم الشخصية في تصفية المعارضين والخصوم.



 

في الاشتباكات حرقت مستشفى المظفري، وداهموا منزل مراسل قناة أبو ظبي، ثم أعلنت نقابة الصحفيين إدانتها لاقتحام المنزل الذي لم يكن يتواجد فيه سوى أربع نساء من خواته وذلك بحجة البحث عن أسلحة!

أصدر محافظ نبيل شمسان مذكرة بانسحاب العملية الأمنية في اليوم الثاني، لكن المسلحين المنضوين تحت غطاء اللجنة الأمنية استمروا في القصف والمداهمات حتى سقط مدنيين جرحى إلى صباح اليوم الثالث، الأمر الذي يؤكد أن هذه العملية صرات متمردة على أوامر المحافظ بشكل واضح.



 
ما هو واضح أن مدينة تعز شهدت خلال الثلاث السنوات الاخيرة صراع بين فصائل مسلحة هي كانت النواة الأولى للمقاومة ضد مليشيا الحوثي الذي اجتاح المحافظة قبل أربعة أعوام.


ونتيجة للصراع بين هذه الفصائل والتي كان أبرزها مسلحين تابعين لحزب الاصلاح من جهة وكتائب أبي العباس من جهة أخرى أدت إلى القتال وسيلان الدماء وعند هذه النقطة صار مسائل الدم مواضيع معقدة وملفات أمنية يصعب حلها بشكل سريع.


والخلاصة، أن المعارك في تعز هي نتيجة لصراع بين الفصائل المسلحة الاصلاح وكتائب ابي العباس، وتعقد حلول مع استمرار فترة الصراع وحين توافق الجميع في القبض على المطلوبين أمنيا وفرض سيادة القانون كان المنفذين لسيادة القانون هم طرف في الصراع، والحل هو إخراج جميع المسلحين من المدنية وفرض قوات أمنية لم يكن لها علاقة بأي صراع مسبق، أما هكذا فستستمر تعز في مأزق الإحتراب البيني.