مدن بلا مياه.. العطش يحاصر أهالي اليمن (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي


تعاني عدد من مدن اليمن من عدم وجود مياة صالحة للشرب بسبب ما تمر به البلاد من حصار المليشيا الإنقلابية للبلاد وافتقار الخدمات بها.

تنبأت وكالة المساعدات ميرسي كوربس بأن اليمن يمكن أن يجد نفسه “على شفا المجاعة” في أي وقت من الأوقات.

وقال موقع “لوب لوغ” الأمريكي، إن الحرب الدائرة في اليمن منذُ أكثر من أربع سنوات أدت إلى ندرة حادة في المياه.

وأفاد أن شبكات إمدادات المياه المتوترة أصلاً في البلاد تجف، وأدى الجمود المستمر في ساحة المعركة إلى حجب حقيقة ينبغي أن تهم جميع اليمنيين: انه كلما طال أمد الصراع ، زاد خطر أن يتسبب التصحر والجفاف والمجاعة في إلحاق الضرر باليمن دون إصلاح.

وأكد الموقع أنه في عام 2013 ، قبل عامين من بدء الحرب بشكل جدي ، توقع بعض الخبراء أن العاصمة اليمنية صنعاء ستفقد إمداداتها المائية في غضون 10 سنوات، ومنذ ذلك الحين ، أدى مزيج قاتل من تغير المناخ والعنف السياسي إلى تفاقم ندرة المياه في البلاد.

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن مدينة تعز اليمنية ، المحاصرة من قبل الحوثيين منذ عام 2016 ، هي الأخرى تعاني من شح المياه منذ عقود.

وكان البنك الدولي قد لاحظ “حالة المياه المتدهورة والمتفاقمة” هناك منذ عام 2000. وقد أدى هذا الحصار إلى تأجيج هذه المشكلة ، مما أجبر سكان تعز على شراء المياه من السوق السوداء.

 وبين أن الجفاف أدى في مناطق أخرى باليمن إلى تقويض الزراعة في العام 2018 وهي المهنة التي كان يعمل في نحو  نصف اليمنيين.

وأوضح الموقع الأمريكي أن الحرب تسببت  في تعليق العديد من المشاريع التي تهدف إلى معالجة ندرة المياه”.

وتفيد تقارير حقوقية يمنية أن الأطفال الصغار في تعز تحولوا للعمل في جلب المياه، فيما تعرضت تجمعاتهم حول الصهاريج الخيرية المتنقلة باستمرار لهجمات حوثية إرهابية؛ حيث قتلت وأصابت العشرات منهم.

ومنذ أبريل 2015، تعرض العديد من الأطفال وهم في طريقهم للحصول على المياه، للقتل والإصابات برصاص قناصة الحوثيين أو بشظايا القذائف المدفعية التي تنهال على أحياء المدينة المحاصرة.

ويفتقر 50% من اليمنيين للمياه النظيفة، لكن تعز تعد أكبر مناطق اليمن ندرة في المياه؛ حيث عطّل حصار الحوثيين آبار المياه الجوفية التابعة للمؤسسة الحكومية.

وضمن أسلحتهم الفتاكة لإرهاب المدنيين وبشكل متعمد هاجم الحوثيون بالقذائف صهاريج المياه، وفي تكتيك حربي آخر منعت المليشيا وصول المياه من الآبار الواقعة في الأجزاء الشرقية لتعز إلى سكان المدينة المحاصرة.

الحصار الحوثي خلق أزمة خانقة في أحياء تعز المحررة؛ حيث ارتفعت صهاريج المياه التجارية أو ما يعرف بالـ"وايت"(سعة 6 آلاف لتر) لضعفي ثمنها؛ حيث وصل سعر الواحد منها لقرابة 50 دولاراً أمريكياً.

 وقالت مصادر إن هجمات مليشيا الحوثي أسفرت عن تدمير خزانات المياه وأضرار بالغة بالآبار الارتوازية الأساسية، شملت مدينة "الدريهمي" ومدينة "حيس" و"التحيتا" جنوب الحديدة قبيل أن يعمل التحالف العربي إلى بنائها وتأهيلها بعد التحرير.

كما استهدفت قناصة الحوثيين خزانات المنازل، وقصفت المشاريع وعمدت إلى تخريب البنى التحتية للمياه، كسياسية عقاب جماعية ضد السكان، تركزت في"عدن" قبل التحرير وأحياء من "مدينة الحديدة" و"تعز" و"حجور"؛ حيث شهدت الأخيرة قبل أيام تدمير عشرات الصهاريج الخاصة بالمدنيين بعد حصارها.