كيف تسعى السعودية لـ"إعادة إعمار اليمن"؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي


يواصل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن اليوم زياراته الميدانية في محافظات الجوف، وحضرموت، ومأرب، وحجة، وعقد اللقاءات مع المسوؤلين اليمنيين في هذه المحافظات للوقوف على أهم الاحتياجات الخدمية بها، وتنفيذ عدد من المشاريع التنموية.
 

وتخلل الزيارات التي قام بها الفريق الهندسي للبرنامج لقاءات مع عدد من المسؤولين اليمنيين من بينهم محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، الذي عقد مع مدير مكتب البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بمحافظة مأرب المهندس محمد الغريس لاستكمال اعمال التنسيق بين الجانبين السعودي واليمني فيما يتعلق بتنفيذ مشروع مطار مأرب الذي يعمل البرنامج على إنشائه في المحافظة لأجل الأشقاء في اليمن.
 
 
كما التقى وفد البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في محافظة حضرموت قيادة السلطة المحلية ومدراء عموم عدد من الأجهزة التنفيذية، وتم خلال اللقاء بحث احتياجات المحافظة الخدمية والتنموية، وثمن وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء عصام الكثيري الجهود السعودية الإنسانية والتنموية.
 
وأوضح ممثل البرنامج المهندس عبدالاله الوليدي، أن اللقاء يأتي لتلمس احتياجات مديريات الوادي والصحراء في القطاعات الحيوية، مشيرا إلى أن البرنامج يهدف لتحسين مستوى المعيشة للأشقاء في اليمن وتأمين الخدمات الأساسية.
 
 
وفي محافظة الجوف التقى مهندسو البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن خلال جولتهم على المحافظات اليمنية بوكيل عام محافظة الجوف في اليمن سنان العراقي، وتم خلال اللقاء بحث الاحتياجات العاجلة للمحافظة، في جميع القطاعات الزراعية والصحية والتعليمية والكهربائية.
 
وجرى خلال الاجتماع مع مدير عام المعلومات في محافظة الجوف أكرم حميد، ومدير العلاقات العامة صالح جمالة، تسليم دراسات مفصلة للمشاريع العاجلة في المحافظة.
 
وأوضح المهندس خالد المري أن الاجتماعات التي تمت في محافظة الجوف شملت جميع القطاعات الزراعية والصحية والتعليمية والكهربائية وتركزت على حاجة المحافظة إلى ترميم الآبار المعطلة وحفر آبار جديدة أيضاً إضافة إلى عمل خطة لتوصيل المياه للمستفيدين.
 
وأضاف أنه تم أيضاً مناقشة مشروع إنارة طريقي الحزم وطريق الريان، وهما من الطرق الرئيسة، إضافة إلى الطريق العام إيضاً، إلى جانب حاجة المحافظة لتقديم الدعم للمشروعات الزراعية، من بذور، وأسمدة، وبيوت محمية، كما تم الاتفاق على البدء بعمل دراسة وافية، لإعادة تأهيل المراكز الصحية في المحافظة.
 
وفي مديرية ميدي بمحافظة حجة، أشار المهندس أحمد مدخلي أن البرنامج قام بالوقوف على مشروع إعادة تأهيل وتوسعة مبنى خفر السواحل، ودراسة مشروع الخط الرابط بين الحد السعودي ومبنى خفر السواحل ومديرية ميدي.

من جهة ثانية قام فريق البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بزيارة للمستشفى العسكري في محافظة مأرب، بهدف تقييم احتياجات المستشفى والخدمات الطبية المقدمة، وذلك ضمن جولة البرنامج على المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظة.
 
وتأتي هذه الزيارات الميدانية لمهندسي البرنامج بتوجيه وإشراف مباشر من المشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن السفير محمد بن سعيد آل جابر، وبمتابعة مستمرة من سعادته لمعرفة الاحتياجات الفعلية للأشقاء في اليمن.


وأكد سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن محمد آل جابر أن الأمن بين اليمن والسعودية مشترك ولا يمكن التفريق بين الأمن في البلدين فهو مشترك.

 

جاء ذلك في الندوة التي نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالتعاون مع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مساء الأربعاء عن «الحالة الإنسانية في اليمن من الإغاثة إلى التنمية وإعادة الإعمار» بحضور وزير الإعلام معمر الإرياني، ووزير الأوقاف والإرشاد الدكتور أحمد عطية، ومحافظ البنك المركزي اليمني الدكتور محمد زمام.

 

وقال المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محمد سعيد آل جابر إن اليمن انتقلت حاليا من حالة الاغاثات وتقديم المساعدات الإنسانية إلى مرحلة جديدة وهي مرحلة الاعمار والتنمية وإعادة بناء واعمار ما خلفته الحرب ودمرته مليشيات الحوثي في المحافظات المحررة.


وأضاف السفير آل جابر "لا يمكن التفريق بين الأمن في السعودية والأمن في اليمن فالأمن مشترك بين البلدين واليمن تواجه اليوم تحديات سياسية وأمنية كثيرة أبرزها: الميليشيات الحوثية المدعومة عسكريا وسياسيا من إيران".


وأشار إلى أن " هناك تحديات اجتماعية أهمها وجود الميليشيات الحوثية التي دمرت الأعراف القبلية والنسيج الاجتماعي في اليمن، وكذلك مشكلة الجغرافيا السكانية والتنمية البشرية والتي انخفضت معدلاتها بسبب السياسات الحوثية السلبية".


وأكد السفير آل جابر أن اليمن يمر بحالة إنسانية صعبة بسبب الميليشيات الحوثية.. وهناك تزايد في إجمالي الدعم الإنساني المطلوب واستجابة لهذه الحالة أسست السعودية مبادرات وبرامج للمساعدات مثل مركز الملك سلمان للإغاثة، وخطط للعمليات الإغاثية الشاملة من أجل تحسين الوضع الإنساني الشامل.

 
وأوضح أن السعودية هي الأكثر والأسرع دعمًا لليمن.. وتقدم دعمًا شاملا لكل ما تتطلبه الحالة الإنسانية من غذاء ودواء، ودعم للبنك المركزي اليمني.


وأشار الى المانحين الدوليين يواجهون في اليمن صعوبات كثيرة في إيصال المساعدات بسبب الفساد الذي تقوم به الميليشيات الحوثية.. والسعودية تحتل المرتبة الأولى في نسبة تحويلات المغتربين اليمنيين إلى اليمن.


وأضاف "يواجه تحقيق أهداف التنمية في اليمن تحديات مزمنة مثل الفقر والبطالة وقصور عمل مؤسسات الدولة، ونسعى عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن إلى تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات، وخلق فرص العمل، وتشجيع المانحين الدوليين، وإضعاف تأثير الجماعات الإرهابية".

 

وتابع: "نركز من خلال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على دعم قطاعات التعليم والعمل، ودعم المشتقات النفطية من أجل تحسين مستوى الأمن والمعيشة.. ونعمل عبر شراكة فاعلة مع المنظمات الإقليمية والدولية، ونعمل من أجل أن يتسلح الأطفال اليمنيين بالكتاب وليس السلاح.. وخيارنا هو السلام، وليس الحرب".