عناصر "داعش" توجّه الأوامر لمسؤولي السجون في قطر

عرب وعالم

اليمن العربي

روى كاتب فرنسي، تفاصيل قيام عناصر قاتلوا مع "داعش"، بتوجيه الأوامر لمسؤولي السجون في قطر.

وبحسب وسائل إعلام تابعها "اليمن العربي"، ففي أكتوبر 2017، كشف رجل الأعمال الفرنسي جان بيير مارونغي، المحكوم في قطر بالسجن سبع سنوات، بتهمة إصدار شيكات بلا رصيد، لمجلة «لو بوان» الفرنسية الأسبوعية أنه قيد الاعتقال مع 20 من أفراد آل ثاني، العائلة الحاكمة في قطر.

ويوجد على لائحة كبار المعتقلين طلال بن عبد العزيز آل ثاني، صاحب الترتيب الخامس في خلافة العرش حسب النظام البروتوكولي. ومع أن السلطات القطرية نفت الأمر على الفور، إلا أن التكذيب ورد ضمن ملف رسمي صادر عن وزارة الداخلية أكّد صدور حكم بحق ابن عمّ الأمير الحالي بالسجن 25 عامًا بتهمة التخلف عن دفع الديون، علمًا أنه فاحش الثراء، فيما أكدت مصادر مطّلعة أن طلال آل ثاني يدفع، في الواقع، باهظًا ثمن تقاربه مع المملكة العربية السعودية.

وخصصت المجلة مقالين تابعت فيهما القضية، حيث أكدت على أن جان بيير مارونغي معتقل بالغ الأهمية، ففي كتابٍ له صدر في 14 من مارس بعنوان «معتقل. رحلة إلى نهاية الجحيم القطري»، يروي السجين مارونغي أنه غداة انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين كل من قطر وجيرانها، أي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، أقدمت الدوحة في 27 يونيو 2017 على اعتقال 25 قطريًا متهمة إياهم بالضلوع «والمشاركة في القتال في سوريا مع البغدادي».

ومن بين هؤلاء «أبناء بعض الوزراء من أفراد العائلة الحاكمة بقطر» على حدّ قول الكاتب، الذي أضاف أن تلك الاعتقالات «ليست إلا تغطيةً لذرّ الرماد في عيون الصحافة الغربية».

علمًا أن أولئك «المتطرفين» لا يدخلون السجن ويخرجون منه كيفما يشاؤون وحسب، بل يوجهون الأوامر للمسؤولين فيه كذلك. 

وكتب المؤلف الفرنسي يقول إن أحد المعتقلين الأردنيين المعترضين على الأمر «تعرّض للضرب حتى الموت أمام الجميع، وبقيت جثته عدة أيام حتى سدّت رائحتها الأنوف».

متطرف تولوز

وذكر مارونغي أن جيرار، أحد المقاتلين من أصل فرنسي الذي تحول إلى أبو وحيد تواصل معه ذات مرة «طالبًا إليه استخدام مهاراته»، وأشار عليه «بمتابعة المحطات التلفزيونية العالمية ووضع تقارير حول المزاعم التي توردها فيما يخص (داعش)».

وكتب مارونغي إن مسؤول السجن أبو نايف شرح له بأن عمله ذاك سيكسبه نوعًا من الأمان النسبي الذي يعفيه من دفع ضريبة الحماية المفروضة على غير المسلمين. كما أكد عليه وجوب عدم التطرق في أي حال من الأحوال إلى حالة التساهل التي يتمتع بها أفراد «داعش» في قطر.

وفي مقطع من الكتاب عقّب مارونغي بالإشارة إلى حديث لمسؤول السجن الذي قال له: «لا تنسَ أبدًا أن جماعة جيش محمد موجودة حيثما كان في فرنسا، حتى في متز»، المدينة التي تقيم بها عائلة مارونغي.

ويشير التقرير في مجلة «لو بوان» إلى أنه بعد أن تجاهل الدبلوماسيون الفرنسيون جان بيير على نحو هائل منذ بداية فترة الاعتقال، اتصل به عقيد في الدرك موكل بالشؤون الأمنية للسفارة الفرنسية في الدوحة. وتبين أيضًا أنه أحد أفراد جهاز الاستخبارات المهتم بـ «المعتقلين الخطيرين». ولم يأتِ العقيد فارغ اليدين، على حدّ قول مارونغي، حيث قدم له علبةً من الشوكولا، وبعض الروايات.