ائتلاف الثلاث ورقات

اليمن العربي

يبدو ان البلادة وقلة الحيلة صفات ملازمة للشرعية المهترئة الظاهرة بوضوح في كل قراراتها ومشاريعها الفاشلة وهزائمها العسكرية والسياسية التي لا تحصى ..

هذا الاسبوع كانت القاهرة مسرحا لفضائح الغباء الدائم الذي يصعب وصفه مع انه من السهل تحديد مصدره وابطاله الفاشلين في كل زمان ومكان وكان من الصعب جدا ان تنطلي هكذا خديعة على دوائر صنع القرار في ام الدنيا (مصر العروبة) واجهزت الامن المصرية فتم منع انعقاد ( مؤتمر الائتلاف الوطني الموالي لحكومة لشرعية) واخطار معظم الحاضرين انهم غير مرحب بهم في مصر وان عليهم مغادرة القاهرة خلال ساعات ( منهم وزراء ومستشارين ومسئولين في مكتب رئيس الجمهورية من بينهم قيادات إخوانية تتبع حزب التجمع اليمني للإصلاح واخرى تابعه لعلي محسن الاحمر ) وهذا يعد بكل المقاييس فضيحة كبيرة للشرعية التي لا تملك اي شرعية على الارض التي تدعي انها تملك زمامها وهي تبحث عن بلد تنتج وتلملم فيها ائتلافها المزعوم.. وتخرج فيها خطط مؤامراتها الاخوانية على شعب الجنوب الحر,

كانت قبل ذلك (الزيطه والزمبليطة) تملا اعمدة صحف الشرعية وقنواتهم الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي ومادة دسمة لأقلام المنافقين من عباد الريال والدولار وهواة التضليل والمدح الكاذب وهم كثيرون في زمننا هذا ..

الاعلان الذي فشل اعلانه.. وهو تشكيل ائتلاف( جنوبي) للمكونات الموالية للشرعية التي تم تفريخها على امتداد السنوات الماضية ومعها بعض الاحزاب ذات المنشأ الشمالي المعروف (مزينة ) ببعض الوجوه الجديدة التي تم اغرائها واستقطابها مؤخرا بالمال والمناصب ،، ويتولى قيادته ايضا نفس الوجوه الذي سئم من فسادها والاعيبها شعبنا في الجنوب - معظمهم وزراء ومستشارين ومسئولين كبار في حكومة الشرعية - وان كانوا في الضاهر جنوبيين لكنهم في الحقيقة تابعين وتحت اوامر ورعاية نضام صنعاء الذي يعمل على تنفيذ اجندة إخوانية معروفة تحاول الحفاظ على الوحدة الميتة تحت مسمى الاقاليم السته ..

الى هنا والامر يبدوا عاديا ومن حق ائتلاف مثل هذا ان يعلن عن نفسه من باب تنوع الاصوات والمكونات في الساحة السياسية ولكن الجديد هذه المرة انهم يعلنون صراحة ان شعار هذا الائتلاف الذي جمع الشامي على المغربي( بناء يمن اتحادي من سته اقاليم )وهو ما يعني انهم سيعيدوننا مجددا (لليمننة) التي عانينا منها الامرين وعشنا ويلاتها لأكثر من عقدين من الزمن ,, واننا امام (ديمه قلبنا بابها ) مع انني اتحداهم ان يبينوا للناس عن اي (يمن اتحادي) يتحدثون ؟ واي اقاليم يوحدونها؟؟ فهم يعلمون حق العلم ان ذلك مجرد اضغاث احلام وكلام بلا معنى -على الاقل- في الشارع الجنوبي الذي يجب على الجميع احترام رغبته بالاستقلال ويقدر تضحياته الجسيمة .. بل الاحرى بهم ان لا يتحدثون عن اليمن الاتحادي ومشرع الاقاليم الابعد دخولهم صنعاء فاتحين منتصرين حكاما لا ينازعهم فيها عبدالملك الحوثي الايراني ..

طبعا عندما نسمع مثل هذا(المولد) يعرف الجميع ان الحكاية لا تخرج عن كونها( (طلبة الله ) سيتم فيها اخفاء وتوزيع ملايين الدولارات كما جرت العادة مع حكومة الشرعية التي تصادر لنفسها كل اموال وموارد الشعب الفقير والبائس بتمويل كيانات سياسية وهمية لاوجود لها غير في كشوفات الاكراميات والصرفيات الباهظة .. ( التسريبات الاولية تقدر ميزانية عقد المؤتمر حوالي 30 مليون دولار تقريبا وماخفي كان اعضم )

ولأنني شخصيا من المقيمين الدائمين في القاهرة فقد لمع في ذهني سؤال مثل البرق - مثلما تساءل الكثيرون مثلي - وانا المح احدهم ممن قدموا الى القاهرة لحضور هذا المؤتمر- الذي فشل طبعا - واقرأ تغريدات المطبلين وكتاباتهم

فطالما ان الجنوب كله محرر وانكم ومكوناتكم تدعون انكم جميعا جنوبيين وتعملون من اجل الجنوب وان ائتلافكم جنوبي وان تمويل المؤتمر من اعتمادات ومستحقات شعب الجنوب وان الشرعية تدعي حكم الجنوب فلماذا لا يتم عقد مؤتمركم في اي مدينة من مدن الجنوب؟؟ ما الذي يجعلكم تشهرون ائتلاف مثل هذا في عاصمة عربية مثلما تفعل تجمعات ومؤتمرات المعارضة ؟

كان الواضح فعلا والحقيقة التي لا يختلف عليها اثنين ان مثل هذه الكيانات الهزيلة لا تملك قاعدة جماهيرية وليس لها اساس شعبي تستند عليه في الداخل فهي لا تخدم الجنوب وشعبة بل تعمل لإعادة الجنوب وشعبة عبيدا لباب اليمن ,, وان مصالح افراد متنفذين معروفين هي من تحرك تلك الكيانات التي لاوجود لها في ارض الواقع

وفي الحقيقة ان تأسيسه المراد به غرضين :-

- الغرض الاول ايهام العالم ان هناك في الجنوب كيانات عديده تناضل وتحمل القضية الجنوبية وتعمل عكس الاتجاه .. وبكل تأكيد لن يقبل شعب الجنوب ان يعود مجددا لحضن اولئك القتلة تحت اي مسمى ويرفض الاستقلال والحرية واستعادة دولته ..وقد اصبح قاب قوسين او ادنى من الاستقلال المجيد

- والغرض الثاني محاولة ضرب المجلس الانتقالي الذي يسير بخطى ثابته نحوا التحرير والاستقلال ,, ولعل غبائهم او غرورهم الدائم وعدم قراءتهم للواقع في الداخل والخارج قد جعلهم اعجز من ذلك بكل تأكيد .

لقد كان الاولى للشرعية المهترئة ان تحرك جبهاتها النائمة في العسل لتمنع عنها الهزائم العسكرية المتتالية في صرواح وحجور والحشا التي سقطت مؤخر بيد مليشيات الحوثي وان تنفق ملايين الشعب والتحالف التي تعبث بها على تلك الكيانات الهزيلة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ..في تعزيز واصلاح اقتصاد البلاد المنهار وتحسين الخدمات المعدومة في المحافظات المحررة .. اما شعب الجنوب فقد خبتم وخسرتم بتآمركم علية ولن تنطلي حيلكم الدنيئة فالاستقلال قادم ان شاء الله تعالى طال اليوم او قصر .