تحركات سريعة لـ"إنقاذ اتفاق الحديدة".. هل يستجيب الحوثي؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي


في ظل العناد الذي يمارسه جماعة الحوثيين الإنقلابية في اليمن، بدأت الأمم المتحدة والحكومة الشرعية وكذلك التحالف العربي، في التحرك من أجل محاولة إنقاذ اتفاق الحديدة من الضياع.


وكانت الجماعة الحوثية قد رفضت الانسحاب من الموانئ بموجب خطة لوليسغارد أكثر من مرة، بينما اعتبر سياسيون يمنيون أن اتفاق السويد بات في حكم الميت، بعد أن مضى عليه نحو ثلاثة أشهر.


وعلى وقع التصعيد الحوثي المستمر لإفشال اتفاق السويد، يستأنف الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، رئيس لجنة المراقبين الأمميين لإعادة تنسيق الانتشار في الحديدة، لقاءاته مع لجنة ضباط عمليات الارتباط غداً.


وذكرت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن لوليسغارد سيعقد اللقاءات في الحديدة، لوضع آلية تنفيذ إعادة الانتشار بموجب اتفاقية السويد، ومتابعة كيفية المراقبة والانسحاب من الموانئ.


وبث وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، على صفحته في «تويتر» تسجيلاً مصوراً يوثق حريقاً كبيراً في مجمع «إخوان ثابت» الصناعي شرق مدينة الحديدة الذي يقع في نطاق سيطرة القوات الحكومية، بسبب القذائف الحوثية على المجمع. 


وحذر الإرياني من نفاد صبر الحكومة الشرعية، ودعا الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث وكبير المراقبين الدوليين، مايكل لوليسغارد، إلى اتخاذ موقف واضح من تعمد الميليشيات تأجيج الأوضاع في الحديدة وخرق الهدنة.



ولم تنجح حتى الآن المساعي التي يبذلها الجنرال الدنماركي في الحديدة، في إقناع الجماعة بتنفيذ اتفاق الحديدة، والبدء في عملية إعادة الانتشار من الموانئ، بسبب أن الجماعة تحاول تفسير الاتفاق كما يروق لها، عبر زعمها أنه لم يشر إلى الانتشار الأمني، وإنما اقتصر على الانتشار العسكري، وهذا في نظرها يبقي على وجودها الأمني والإداري في الحديدة وموانئها.


ورأت صحيفة اليوم السعودية، أن الميليشيات الحوثية الانقلابية لا شك أهدرت الفرصة الأخيرة للسلام من خلال نقضها ورفضها لاتفاق السويد رغم توقيع وفدها عليه بما يدل بوضوح على أنها الطرف المعرقل لأي اتفاق يتم مع الشرعية اليمنية لتسوية الأزمة القائمة سلما، وهو أمر يستدعي بالضرورة اتخاذ المنظمة الدولية لإجراءات ضاغطة على تلك الميليشيات انطلاقا من مسؤولياتها الدولية، ولابد أن تكون تلك الإجراءات أكثر شدة وصرامة وتأثيرا تحول دون مماطلات الانقلابيين وألاعيبهم المكشوفة.

وختمت: لقد تأكد للمجتمع الدولي أن الحكومة اليمنية الشرعية تجدد دائما في كل مناسبة ومحفل التزامها المطلق بخيار السلام، فهو هدف رئيس من أهدافها تبلور بوضوح من خلال موافقتها على جميع المبادرات الداعية للسلام وآخرها مبادرة اتفاق السويد رغبة منها في حقن دماء اليمنيين والوصول إلى تسوية سياسية سلمية تنهي الحرب القائمة بطريقة جذرية، غير أن الميليشيات الحوثية ماضية في ممارسة مماطلاتها المعلنة رغبة في كسب مزيد من الوقت لتأجيج الموقف وابقاء فتائل الحرب مشتعلة إلى ما لا نهاية رغم هزائمها الأخيرة في مدينة الحديدة وغيرها من المدن اليمنية.