بين التهديد والتصعيد.. الحوثي يعبث في الحديدة (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي



بدأت مليشيا الحوثي في العبث في منشأت الحديدة اليمنية خلال الساعات الأخيرة، في ظل عناد في تطبيق الاتفاقيات التي خرجت من مشاورات السويد.

وظهرت أمس مؤشرات جديدة إلى اندفاع حوثي لتفجير الأوضاع في الحديدة عبر تكثيف الهجمات وقصف المواقع الحيوية وأماكن تمركز القوات الحكومية شرق المدينة وجنوبها.

وهدد «وزير الدفاع» في «حكومة» الانقلاب، محمد العاطفي، في تصريحات أمس، بتصعيد القتال في مختلف الجبهات، وقال إن لدى جماعته منظومة أسلحة جديدة لم تستخدمها وسيتم استعمالها في الأيام المقبلة وفي الوقت المناسب. ويرجح مراقبون أن الجماعة الحوثية قد تكون حصلت أخيراً على أنواع جديدة من الصواريخ الإيرانية.

وبث وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، على صفحته في «تويتر» تسجيلاً مصوراً يوثق حريقاً كبيراً في مجمع «إخوان ثابت» الصناعي شرق مدينة الحديدة الذي يقع في نطاق سيطرة القوات الحكومية، بسبب القذائف الحوثية على المجمع. وحذر الإرياني من نفاد صبر الحكومة الشرعية، ودعا الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث وكبير المراقبين الدوليين، مايكل لوليسغارد، إلى اتخاذ موقف واضح من تعمد الميليشيات تأجيج الأوضاع في الحديدة وخرق الهدنة.

وجاء تهديد الجماعة الحوثية بعد أيام من إبلاغها مسؤولين أمميين في صنعاء تمسكها بوجودها الأمني والإداري وأجهزتها الانقلابية في الحديدة وموانئها وعدم تسليمها للقوات الأمنية التابعة للحكومة الشرعية أو للسلطات المحلية التي كانت قائمة في المدينة وموانئها قبل الانقلاب.


وأفادت مصادر يمنية، بأن ميليشيات الحوثي، نفذت أكبر محاولة تسلل جنوبي مدينة الحديدة غرب اليمن، في تصعيد عسكري جديد لسلسلة خروقاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة بموجب اتفاق السويد.


وأكدت المصادر في تصريحات أوردتها قناة (العربية الحدث) الإخبارية - أن الميليشيات الحوثية قصفت مجمع إخوان ثابت التجاري والصناعي جنوبي مدينة الحديدة بعدد من قذائف الهاون مما أدى إلى نشوب حريق هائل في منشأتين بالمجمع، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ التابعة للمقاومة اليمنية المشتركة هرعت على الفور إلى موقع المجمع للمشاركة في إطفاء الحرائق الناجمة عن القصف.


كما تصدى الجيش اليمني لهجوم شنته ميليشيا الحوثي على مواقعه في منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا جنوب الحديدة، بالتزامن مع هجوم آخر شرق مدينة الدريهمي، والذي تم التصدي له وأسر أحد المهاجمين.


ويأتي هذا التصعيد العسكري الجديد لميليشيات الحوثي بالتوازي مع استمرار رفضها الانسحاب من موانيء ومدينة الحديدة تنفيذا لاتفاق ستوكهولم، حيث تجمدت أعمال اللجنة الأممية المشتركة في المدينة، بعد حوالي ثلاثة أشهر من التوقيع والمحاولات الأممية لإحراز تقدم في بنود الاتفاق.


وأفادت مصادر عسكرية وسكان محليون، باندلاع اشتباكات وقصف مدفعي وصاروخي متبادل عند الأحياء الشرقية والجنوبية الغربية للمدينة، في وقت أعلنت فيه القوات الحكومية وحلفاؤها، تصديها لهجوم مباغت شنه المقاتلون الحوثيون نحو مواقع هذه القوات، في محيط مدينة الحديدة، وأنحاء متفرقة من المحافظة.

وأبلغت مصادر عسكرية أن مليشيا الحوثي واصلت استهداف مواقع القوات المشتركة في مدينة الحديدة وضواحيها الجنوبية، حيث قصفت بالمدفعية مجمع إخوان ثابت الصناعي، الذي تعقد فيه اجتماعات لجنة تنسيق إعادة الانتشار، والتي يرأسها الجنرال مايكل لوليسغارد، ما تسبب في اندلاع حريق هائل في المجمع، وذكرت المصادر أن فرق الإنقاذ التابعة للقوات المشتركة، هرعت إلى المجمع للمشاركة في إطفاء الحرائق التي سببها القصف.

وحسب المصدر، فإن المليشيا نفذت أكبر محاولة تسلل داخل مدينة الحديدة، لكن القوات المشتركة تصدت للمحاولة وأفشلتها، وفي جنوب المحافظة، ذكرت المصادر أن مواقع قوات العمالقة في منطقة الجبلية، التابعة لمديرية التحيتا، تعرضت للقصف بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة بشكل كثيف.