هذه أبرز الأدلة.. كيف عرقل "الحوثي" اتفاق الحديدة؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي



هناك عدد من الدلائل كشفت مدى عرقلة الحوثي لتنفيذ اتفاق الحديدة بسبب اختراقه للهدنة عدة مرات، فضلًا عن وضع قيود على عملية سحب القوات.

وبحسب صحيفة "الشرق الاوسط" أفادت مصادر سياسية مطلعة في صنعاء بأن الجماعة الحوثية عقدت اجتماعا في صنعاء ضم كبار قادتها في حكومة الانقلاب غير المعترف بها بحضور نائب رئيس البعثة الأممية للحديدة يانز توبارك فرانديز ومديرة مكتب المبعوث الأممي نيكولا ديفيد، حيث أبلغوا المسؤولين الأمميين رفضهم التعاطي مع أي خطة لإعادة الانتشار من الحديدة وموانئها الثلاثة إذا كانت تقضي بإنهاء وجودهم الأمني والإداري في المدينة.

وقالت المصادر لـلصحيفة إن قادة الجماعة أبلغوا المسؤولين الأمميين أنهم سيلجأون إلى المواجهة العسكرية من أجل تثبيت وجودهم في الحديدة، بما في ذلك استعادة السيطرة على مطاحن البحر الأحمر الخاضعة حاليا لسيطرة القوات الحكومية.

وتمسكت الجماعة الحوثية خلال الاجتماع الموسع لقادتها – بحسب المصادر – بالفهم الخاص من قبلها لاتفاق السويد الخاص بالحديدة، حيث أكدوا للمسؤولين الأمميين أن مهمة إعادة الانتشار المنصوص عليها في اتفاق استوكهولم لا تعني أبدا تسليم المدينة والموانئ الثلاثة لقوات الشرعية، مشيرين إلى أن السلطات الحالية الموالية لهم هي التي تمثل القانون اليمني الذي أشار إليه اتفاق السويد وليس سلطات الحكومة الشرعية.

وأفاد تحالف دعم الشرعية في اليمن بارتكاب الميليشيات الحوثية 65 خرقا لوقف إطلاق النار بالحديدة، وذلك خلال الساعات الـ 24 الماضية، شملت تلك الخروقات الرماية بمختلف الأسلحة الخفيفة وقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا نجم عنها وفاة مدني وإصابة 12 آخرين.

وفي السياق، كانت بريطانيا قد كررت مطالبتها بانسحاب الميليشيات الحوثية من مدينة الحديدة وتنفيذ اتفاق إعادة الانتشار، الذي اتفق عليه في ديسمبر الماضي في السويد.

وأكدت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية، أليسون كينغ، أهمية حل الأزمة اليمنية عبر الحوار السياسي.

وقالت: "إننا نحاول تشجيع ودعم الحوار، ونعتقد أنه على الحوثيين مغادرة ميناء الحديدة، وإذا لم يحدث ذلك، فإن العمليات القتالية سوف تتجدد، وهذا خطير جداً على الشعب اليمني"، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

وذكرت المتحدثة البريطانية أن لدى بلادها مخاوف قديمة بشأن دور إيران في اليمن، لافتة إلى أن "توفير الأسلحة للحوثيين يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي، ونحن نشعر بقلق عميق أمام التقارير التي تفيد بأن إيران زوّدت الحوثيين بصواريخ باليستية، ما يهدد الأمن الإقليمي ويطيل الصراع".


وأكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث أدرك أن الحوثي هو المعرقل للحل السياسي في اليمن، مشيراً إلى أن مبعث القلق الرئيسي هو مصير إطار استوكهولم ومستقبل العملية السياسية.


وقال الدكتور أنور قرقاش في تغريدة على حسابه في تويتر: «اكتشف المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبكراً أن الحوثي هو المعرقل للحل السياسي في اليمن، واليوم يدرك المبعوث الحالي مارتن غريفيث هذه الحقيقة. مبعث قلقنا الأساسي هو إطار استوكهولم ومستقبل العملية السياسية واتفاق انسحاب الحوثي من الحديدة والمؤانئ».

بالتزامن حمل محللون يمنيون الميليشيا الحوثية مسؤولية ما اسموه بالموت السريري لاتفاق الحديدة، الذي مضى على توقيعه 85 يوماً، لافتين إلى أن الحوثيين سعوا إلى إفشال الاتفاق بشتى السبل، وفي مقدمتها العمل على استفزاز قوات الشرعية اليمنية عبر الخروقات المتكررة للهدنة، لإشعال فتيل الحرب في المدينة من جديد، والمماطلة السياسية في إنفاذ البنود المنصوص عليها.