الخارطة السياسية للسودان خلال أسبوع.. البشير ينفتح على المعارضة

عرب وعالم

اليمن العربي

شكّل تفويض الرئيس السوداني عمر البشير سلطاته وصلاحياته الحزبية إلى نائبه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم أحمد هارون، العلامة الأبرز بين الأحداث المتلاحقة في البلاد خلال الأسبوع المنصرم. 

وقال تقرير نشره موقع العين إن خطوة البشير التي قال محللون إنها تمهد لتنحيه عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أعقبتها تحركات وانفتاح من الرئيس السوداني على قوى المعارضة طلبا للجلوس إلى طاولة حوار للتوصل إلى تفاهمات تنهي حالة التوتر السياسي في البلاد.

ويأتي ذلك وسط استمرار الاحتجاجات الشعبية التي بدأت منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي ضد تردي الأوضاع الاقتصادية وتطالب بتنحي الحكومة السودانية بقيادة البشير.

انفتاح على الحوار مع المعارضة
وقال نائب رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، الدكتور محمد المصطفى الضو، إن الحوار الذي دعا له الرئيس البشير سيكون في إطار "وثيقة الحوار الوطني" المتوافق عليها مسبقا ولكن بصورة أكثر انفتاحا بحيث يتم استيعاب رؤى الفصائل السياسية الأخرى حول مجمل قضايا الوطن.

وأضاف الضو، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "دعوات الرئيس البشير المستمرة للحوار مع المعارضة تؤكد أنه خياره الاستراتيجي لتسوية الخلافات السياسية في البلاد بصورة سلمية، ويثبت حرصه على استقرار السودان وتجنيبه الانهيار كما حدث في دول أخرى".

لقاء سابق بين البشير والمعارضة

وشهد الأسبوع الماضي، إقالة محافظ بنك السودان المركزي محمد خير الزبير وتعيين حسين جنقول خلفا له وهو الأمر الذي جاء حسب مصادر "العين الاخبارية" ضمن إجراءات يقودها رئيس الوزراء الجديد محمد طاهر إيلا لتحسين الأوضاع الاقتصادية المتردية.

مبادرة لإلغاء الانتخابات

كما دفع تحالف قوى 2020 الذي يقوده السياسي السوداني الطيب مصطفى بمبادرة لإنهاء التوتر والصراع، تقضي بتمديد أجل المجالس التشريعية وإلغاء الانتخابات العامة المقرر إجراؤها العام المقبل، وتشكيل مجلس رئاسي بقيادة الرئيس الحالي عمر البشير، يدير البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان.

وبحسب قيادي نافذ في حزب المؤتمر الوطني الحاكم تحدث لـ"العين الإخبارية" فإن "الاتجاه الذي يسير حاليا هو إلغاء الانتخابات المقبلة والاتفاق مع المعارضة على فترة انتقالية يقودها الرئيس عمر البشير نفسه مهمتها إجازة الدستور الدائم للبلاد وتهيئة البيئة لإجراء انتخابات تعددية حرة ونزيهة يقرر فيها الشعب السوداني من يحكمه، وهو ما يتوافق مع المبادرة التي أطلقها تحالف 2020".

تنازل البشير خطوة نحو الاستقرار
وعلى الرغم من كثرة الأحداث وتصاعدها في السودان، إلا أن تنازل الرئيس البشير عن سلطاته الحزبية لصالح نائبه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم أحمد هارون، أثار كثيرا من الجدل والتساؤلات بشأن هذه الخطوة غير المسبوقة ومآلاتها وما ترمي إليه.

واعتبر المحلل السياسي الهادي أبوزايدة أن "تنازل البشير عن سلطاته الحزبية لصالح نائبه الغرض منه تفرغه لإنجاز مهام وطنية ودستورية في البلاد بأثرها، خاصة أن البلاد تمر بمرحلة مفصلية وتحديات تتطلب أن ينصب رئيس الجمهورية تركيزه عليها".

وقال أبوزايدة، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "هذه الخطوة تعكس صدق البشير الذي أعلن في خطابه للأمة السودانية أنه سيكون على مسافة واحدة من الجميع بمختلف انتماءاتهم، وتعطي فرصة للقوى السياسية للانخراط في الحوار والتفاوض للوصول إلى تفاهمات تنهي التوتر والاضطرابات التي تشهدها البلاد".



واستبعد تنحي البشير كليا عن المؤتمر الحاكم في الوقت الراهن، قائلا "البشير جاء إلى السلطة عبر شرعية الانتخابات السابقة التي خاضها باسم حزب المؤتمر الوطني، ولا أتوقع مطلقاً أن يتنحى عنه قبل انتهاء ولايته الحالية بحلول عام 2020، لأن ذلك سيحدث اختلالات قانونية ودستورية".

فيما توقع نائب رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الحاكم محمد المصطفى الضو، أن يسهم انفتاح البشير على الجميع ووقوفه على مسافة واحدة من كل الفصائل السودانية وتنازله عن صلاحياته الحزبية، في استقرار البلاد وتجنيبها مآلات خطيرة.

وحث الضو خلال تصريحاته لـ"العين الإخبارية" القوى المعارضة على إعلاء مصلحة الوطن على المواقف الحزبية والاستجابة لنداءات الحوار للخروج بالبلاد إلى بر الأمان.