انقلاب جديد لـ"الحوثي" في الحديدة.. ماذا يمكن أن ينتج عنه؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي


أبلغت الجماعة الحوثية مسؤولين أمميين في صنعاء تمسكهم بالبقاء الأمني في الحديدة وموانئها ورفض التسليم للحكومة الشرعية.

وبحسب صحيفة "الشرق الاوسط" أفادت مصادر سياسية مطلعة في صنعاء بأن الجماعة الحوثية عقدت اجتماعا في صنعاء ضم كبار قادتها في حكومة الانقلاب غير المعترف بها بحضور نائب رئيس البعثة الأممية للحديدة يانز توبارك فرانديز ومديرة مكتب المبعوث الأممي نيكولا ديفيد، حيث أبلغوا المسؤولين الأمميين رفضهم التعاطي مع أي خطة لإعادة الانتشار من الحديدة وموانئها الثلاثة إذا كانت تقضي بإنهاء وجودهم الأمني والإداري في المدينة.

وقالت المصادر لـلصحيفة إن قادة الجماعة أبلغوا المسؤولين الأمميين أنهم سيلجأون إلى المواجهة العسكرية من أجل تثبيت وجودهم في الحديدة، بما في ذلك استعادة السيطرة على مطاحن البحر الأحمر الخاضعة حاليا لسيطرة القوات الحكومية.

وتمسكت الجماعة الحوثية خلال الاجتماع الموسع لقادتها – بحسب المصادر – بالفهم الخاص من قبلها لاتفاق السويد الخاص بالحديدة، حيث أكدوا للمسؤولين الأمميين أن مهمة إعادة الانتشار المنصوص عليها في اتفاق استوكهولم لا تعني أبدا تسليم المدينة والموانئ الثلاثة لقوات الشرعية، مشيرين إلى أن السلطات الحالية الموالية لهم هي التي تمثل القانون اليمني الذي أشار إليه اتفاق السويد وليس سلطات الحكومة الشرعية.

وأكدت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية أليسون كينغ، أهمية حل الأزمة اليمنية عبر «الحوار السياسي».

وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لا توجد خيارات عملية تفيد الشعب اليمني إلا الحوار السياسي». وأضافت: «إننا نحاول تشجيع ودعم الحوار. ونعتقد أنه على الحوثيين مغادرة ميناء الحديدة، وإذا لم يحدث ذلك، فإن العمليات القتالية سوف تتجدد، وهذا خطير جداً على الشعب اليمني».

وذكرت المتحدثة البريطانية أن لدى بلادها مخاوف قديمة بشأن دور إيران في اليمن، لافتة إلى أن «توفير الأسلحة للحوثيين يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي، ونحن نشعر بقلق عميق أمام التقارير التي تفيد بأن إيران زوّدت الحوثيين بصواريخ باليستية، ما يهدد الأمن الإقليمي ويطيل الصراع».

وأكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد ركن عبده عبدالله مجلي، أن مليشيا الحوثي الانقلابية لم تلتزم بأي بند من بنود اتفاق استوكهولم حول محافظة الحديدة، ولم تحترم المساعي الدولية في هذا الشأن.
 
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن العميد مجلي قوله، إن المليشيا الحوثية قتلت اتفاق استوكهولم، جراء الانتهاكات والخروقات التي مارستها منذ اللحظات الأولى في 18 من سبتمبر، لافتا الى أنها لا تستوعب لغة الحوار ولن ترضخ الا بالقوة العسكرية.
 
وأوضح العميد مجلي أن المشكلة تكمن في الصمت الدولي والأمم المتحدة التي لم تشر وبشكل واضح وصريح إلى الجانب المعرقل للعملية السلمية، مضيفا ” بل وزادت – أي الأمم المتحدة –  في بحث حلول أخرى خارج نطاق اتفاق السويد، ورغم ذلك ما زالت المليشيات تقوم بكافة الخروقات والتنصل بشكل غير مباشر من هذه الاتفاقية”.
 
وأكد انه تم رصد دفع المليشيا الانقلابية بتعزيزات عسكرية للمئات من عناصرها وأسلحة مختلفة إلى مدينة الحديدة، والتي دخلت من الجهة الشمالية للمدينة في ظل تواجد المنظمات الدولية، علاوة على استمرارها في حفر الخنادق في كافة احياء المدينة.
 
وأضاف “كيف يمكن الوثوق بمثل هذه الجماعة، وهي تقوم بكل ما تقوم به من أعمال عدوانية ضد الشعب اليمني، وتستهدف مواقع الجيش الوطني بشكل متكرر”، مؤكدا أن الجيش الوطني يحتفظ بحقه في الرد في أي وقت وبحسب الحالة إلى يراها.
 
ولفت الى أن عمليات التهريب من أبرز الموانئ في الساحل الغربي ما زالت مستمرة، ولن تتوقف المليشيا عن هذه الأعمال ما لم يكن هناك ضغط دولي أو تحرك عسكري.
 
كما أكد أن الجيش يحقق انتصارات كبيرة في صعدة، وحرر بدعم من طيران التحالف العربي لدعم الشرعية مواقع حيوية ومهمة لها الأثر الكبير في الفترة المستقبلية، وستكون نقطة انطلاق للجيش للتقدم نحو معاقل المليشيا الحوثية الرئيسية.