تحركات متبادلة بين التحالف والأمم المتحدة لانقاذ اتفاقيات السويد (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي


الساعات الأخيرة، شهدت عدة تحركات من قبل الأمم المتحدة والتحالف العربي من أجل إنقاذ الاتفاقيات التي شهدتها مشاورات السويد خلال الأشهر الأخيرة، والتي يتمادى الحوثي في عدم تنفيذها.

وجهت الحكومة اليمنية والسعودية والإمارات رسالة شديدة اللهجة إلى مجلس الأمن، موضوعها اتفاق الحديدة.

وتضم الرسالة نقاطاً عدة فيما يتعلق بالوضع في اليمن وانعكاسات تعنت الانقلابيين في تنفيذ اتفاق السويد والانسحاب من موانئ الحديدة.

ومن أبرز نقاط الرسالة: التأكيد على التطبيق الحازم والدقيق لقواعد الاشتباك العسكري من قبل قيادة التحالف، ما كان يفترض به أن يؤدي الى تحقيق انسحاب القوات من المواقع الحيوية في الحديدة، لكنه لم يقابل بالمثل من قبل ميليشيات الحوثي.

وقال التحالف في الرسالة إنه يرفض وبأشد لهجة، الادعاءات التي لا تستند إلى أي أدلة بوقوع خروقات من قبل قواته، وإنه يجب على الأمم المتحدة ألا تعطي أي مصداقية لادعاءات تنشرها المصادر الإعلامية التي يتحكم بها الحوثيون.

ودعت الدول الثلاث المجتمع الدولي إلى العمل على إلزام الحوثيين بتطبيق وعودهم فيما يتعلق باتفاق ستوكهولم، مع التشديد على ضرورة وقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى اليمن لضمان التطبيق الأمين لاتفاق إعادة الانتشار كما تم الاتفاق عليه مع لجنة تنسيق إعادة الانتشار.

وأكدت السعودية والإمارات في الرسالة التبرع سويا بمبلغ مليار دولار لخطة الإغاثة الإنسانية للأمم المتحدة لعام 2019، ما يرفع مجموع تبرعات البلدين للشعب اليمني إلى نحو 20 مليار دولار منذ عام 2015.

والتقى نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح الثلاثاء مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث لمناقشة المستجدات على الساحة الوطنية وجهود إحلال السلام في بلادنا.

وعبر نائب الرئيس في اللقاء الذي حضره وزير الخارجية خالد اليماني عن تقديره للجهود الأممية المبذولة في تحقيق السلام الدائم بما يؤدي إلى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية.

ونوه نائب رئيس الجمهورية إلى توجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية للفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار بالتعامل بإيجابية مع الجهود الأممية الرامية لتنفيذ التفاهمات الخاصة بشأن الحديدة، مشيراً إلى العرقلة والتعطيل المستمر من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية ومماطلتها في الانسحاب وسط صمت وعدم اتخاذ أي موقف دولي تجاه هذا التعنت.

وجدد التأكيد على موقف الشرعية الثابت تجاه ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الحديدة وانسحاب الحوثيين من الموانئ والمدينة وتسلُّم السلطات المحلية والأمنية المحلية لمهامها وفقا للقانون اليمني باعتبار هذه الخطوة وغيرها من خطوات تفاهمات السويد بوابة رئيسية لخوض أية مشاورات جديدة.

ولفت نائب الرئيس إلى الوضع الإنساني ومساعي الشرعية والتحالف للتخفيف من حدة معاناة شعبنا اليمن واستعداد قوات الجيش الوطني فتح ممرات آمنة لنقل المواد الغذائية من مطاحن البحر الأحمر إلى المستحقين علاوة على الجهود الحكومية المبذولة في تسهيل مهام المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال.

وأشار نائب الرئيس، في اللقاء، إلى رفض الحوثيين للانسحاب من الموانئ بحسب خطة إعادة الانتشار المتفق عليها في فريق إعادة الانتشار بالحديدة والتي كان يفترض أن تتم في الفترة من ٢٤ إلى ٢٨ من الشهر الماضي، مطالباً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الضغط على الحوثيين لتنفيذ الاتفاقات والقرارات الأممية والجنوح للسلام وبما يحقق إنهاء معاناة اليمنيين.

ونوه إلى ما قدمته الشرعية من تنازلات كبيرة حرصاً على إنجاح الاتفاق.

وتطرق نائب الرئيس إلى جرائم ميليشيا الحوثي الانقلابية المستمرة بشكل يومي بحق أبناء الشعب اليمني ومن ضمنها حصار الميليشيات المطبق واعتداءاتها الهمجية على المواطنين في مديرية كشر بمحافظة حجة وحرمانهم من أسباب البقاء وقصفهم للمنازل والمواطنين العزل بالدبابات والصواريخ الباليستية، مطالباً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على ميليشيا الحوثي لفك الحصار عن حجور وإيقاف جرائمها ضد اليمنيين في مختلف المناطق اليمنية.

من جانبه عبر المبعوث الأممي عن سروره بهذا اللقاء الذي يبحث الفرص المتاحة للتقدم باتجاه تنفيذ تفاهمات السويد، مؤكداً بأنه على الجميع الحرص لتنفيذ اتفاق استوكهولم وأننا أمام فرصة أخيرة لتنفيذ الاتفاق من أجل إنهاء معاناة اليمنيين.

كما عبر المبعوث الأممي عن تقديره للمرونة التي أبدتها الشرعية، مطالباً بمزيد من التعاون من قبل الجميع.


وأعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن مبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، يقوم حاليا باتصالات مكثفة مع طرفي الأزمة بغية التنفيذ الكامل لاتفاق استوكهولم.

جاء ذلك علي لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، في مؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.

وقال دوغريك: "إن تركيز غريفيث منصب الآن علي دفع الطرفين لتنفيذ اتفاق الحديدة خاصة، والطرفان أعربا مرارا عن التزامهما به".

واضاف : "نحن نريد أ نري بنود الاتفاق وقد تم ترجمتها إلى وقائع على الأرض.. ولذلك فالمناقشات مستمرة بين المبعوث الخاص وكلا الطرفين".

وردا على أسئلة الصحفيين بشأن موعد تقدم الأمين العام أنطونيو غوتيريش بتقرير إلى مجلس الأمن حول عدم تنفيذ بنود الاتفاق، أكد دوغريك أن "الأمين العام سيقدم تقريرا لأعضاء المجلس"، دون ذكر الموعد.

وأضاف أن "الأطراف عبّرت في مناسبات متكررة عن استعدادها للقيام بذلك. من الواضح أن الشيطان يكمن في التفاصيل. يضع غريفيث كل جهوده في محاولة للتأكد من المضي في العملية"، مؤكداً أن الأمين العام يدرك أن هناك قرارات تطلب منه تقديم تقرير "وهو سيفعل ذلك".