تعرف على ما قام به الأمير هاري في المغرب لمنافسة فرنسا

عرب وعالم

اليمن العربي

في خطوة مثيرة وبتكليف من الحكومة البريطانية قام الأمير هاري وعقيلته ميغان ماركل، بزيارة رسمية إلى المغرب غلب عليها الطابع السياسي، لكن في العمق هي جزء من استراتيجية للندن لتعزيز تواجدها في منطقة المغرب العربي-الأمازيغي بعد إعلان البريكسيت.
وحسب صحيفة "القدس العربي"، فإنه ما بين نهاية الأسبوع الماضي وبداية الجاري، قام الأمير هاري، رفقة ميغان ماركل، بزيارة إلى المغرب، وأساساً منطقة مراكش جنوب البلاد، حيث شاركا في أعمال خيرية وإنسانية، لا سيما أن بريطانيا تمول عدداً من المشاريع الإنسانية في هذه المنطقة. 
ووفق لمعطيات الصحيفة، مقترح الزيارة جاء من السلطات البريطانية، ولم تكن المملكة المغربية هي المبادرة، خاصة في ظل برودة العلاقات بين المؤسستين الملكيتين، حيث لم يزر الملك محمد السادس لندن منذ وصوله إلى العرش صيف 1999. كم مرت العلاقات بين الرباط ومدريد ببرودة بسبب موقف بريطانيا من نزاع الصحراء، بل وتزعمها لمبادرات ضد اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي بسبب ميتاه الصحراء.
وفي الموازاة مع البريكست، كانت لندن قد وضعت خطة لتعزيز حضورها في البحر الأبيض المتوسط وشركاء الاتحاد الأوروبي، وتركز كثيراً على شمال إفريقيا وتراهن كثيراً على المجتمع المغربي كمدخل للرقي بالعلاقات السياسية مستقبلاً، إذ بدون عنصر بشري من الصعب الرفع من العلاقات الثنائية. وترى لندن في تطبيق البريكسيت فرصة للتواجد في المغرب العربي-الأمازيغي بعدما بقي مقتصراً طيلة القرن العشرين على فرنسا وحدها.
وتهتم بريطانيا منذ ثلاث سنوات بملفات اجتماعية في المغرب، مثل تقديم مساعدات، وتكوين نشطاء المجتمع المدني، وتركز أساساً على المجال القروي. كما تحاول تخصيص ميزانية مهمة للتشجيع على التبادل الثقافي والتعاون العلمي الجامعي بين البلدين.
 وأخيراً تريد جعل هيئة بي بي سي بمختلف شعبها، الراديو والتلفزيون والموقع الرقمي، مسانداً لهذا الانفتاح من خلال التركيز بين الحين والآخر على المغرب.
ونجحت بريطانيا في الرهان على التعاون الاجتماعي، فقد قطعت أشواطاً بعدما كانت غائبة عن هذا المجال. وتحاول تطوير التعاون الجامعي، لكن اللغة الإنكليزية ما تزال عائقاً بحكم رهان الكثير من المغاربة على الفرنسية. وستفتح مدرسة بريطانية رسمية في مراكش السنة المقبلة على غرار المدارس الفرنسية في المغرب.
وقد فشلت في المجال الإعلامي، وأكد مصدر من لندن لـ«القدس العربي» أنه كانت هناك توصيات من الخارجية بالانفتاح أكبر على المغرب وشمال إفريقيا، لكن هذه الاستراتيجية فشلت حتى الآن لسببين، الأول وهو غياب العنصر المغاربي في هيئات بي بي سي بالعربي، وكذلك بسبب غياب خبراء كبراء من الصحفيين البريطانيين في منطقة شمال إفريقيا.

وبهذا، فزيارة هاري رفقة عقيلته إلى المغرب تدخل ضمن دعم استراتيجية انفتاح لندن على هذا البلد، وهي الاستراتيجية المتعثرة وتهدف إلى منافسة النفوذ الفرنسي.