يقولون ما لا يفعلون.. كيف يستغل "الحوثي" القضية الفلسطينية؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

 

يتاجر الجماعة الإنقلابية "الحوثيين" بالقضية الفلسطينية، وذلك دون أن ينفذوا ما يقولونه عن دفاعهم عن تلك القضية، وما هو إلا أحاديث يتاجرون بها.

 

فرغم حديثها عن أهمية الدفاع عن القضية الفلسطينية، أعلن وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني أن الحوثيين اقتحموا منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في العاصمة اليمنية صنعاء.

 

وقال معمر الإرياني وزير الإعلام اليمني، إن الحوثيين استولوا على المنزل وأنهم اقتحموا عددا من المقرات لمنظمات داعمة لنضال الشعب الفلسطيني في أمانة العاصمة، ومحافظات صنعاء وإب وذمار.

 

وأضاف: "القضية الفلسطينية بالنسبة للحوثيين هي مادة للمزايدة السياسية والإعلامية والتغرير بالبسطاء من المواطنين لاستدراجهم تحت شعارات القدس ورفض التطبيع، والزج بهم في الجبهات لقتال إخوانهم اليمنيين خدمة للمشروعهم الإمامي الكهنوتي".

 

 

و أكد القيادي المنشق عن الحوثيين، علي البخيتي، أنه لم يعد أحد يتأثر بمزايدات ودجل محور إيران، إلا المغفلين، معتبرًا أن مزايدات الحوثيين المتعلقة بقضية فلسطين، مجرد نفاق مفضوح.

 

وقال البخيتي، في معرض تعليقه على تصريحات زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الذي دعا من خلالها إلى الخروج بتظاهرات ترفض التطبيع مع إسرائيل، وذلك على خلفية جلوس وزير الخارجية اليمني خالد اليماني إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر وارسو، إن ”من قتل وفجر وجوع وشرد اليمنيين، واعتدى على حقوقهم وسجن وعذب النساء، لا يمكن أن يكون حريصًا لهذه الدرجة على فلسطين والفلسطينيين“.

 

 

وأضاف: ”‏يتمنى اليمنيون بمناطق سيطرة الحوثيين، أن يتعامل معهم عبدالملك الحوثي كما تعامل إسرائيل عرب ٤٨“، لافتًا إلى أن ”الدولة العبرية لو فتحت حدودها لاستقبال اليمنيين، لفر الملايين إليها هربًا من أشقائهم أصحاب المسيرة القرآنية وشعارات الصرخة“.

 

 

و وأردف أن ”إسرائيل لم تقتل يمنيًا واحدًا، ولم تفجر منزل يمني، ولم تسجن يمنية، ولم تخف قسريًا الآلاف، ولم تعذب يمنيين بسجونها، بينما فعل عبدالملك الحوثي كل ذلك“، مشددًا على أن ”عدو وطننا الأول هو الحوثي ومحور إيران. من يقتلنا ويعبث بحياتنا ودمر حاضرنا ومستقبلنا هو الحوثي لا نتنياهو“.



‏وأنهى البخيتي حديثه قائلًا إنه ”حينما التقى السلطان قابوس نتنياهو في مسقط قبل أشهر، بلعت إيران وحسن نصر الله والحوثيون ألسنتهم، وتجاهلت قناة الميادين الاستقبال الحار لقادة إسرائيل في سلطنة عمان، بل وعدّه بعض المحسوبين على ذلك المحور، ذكاء عمانيًا وكتبوا معلقات مدح لقابوس بن سعيد“.

 

 

وفي وقت سابق، أغلقت الجماعات الإرهابية الحوثية كل الجمعيات الخيرية الداعمة لفلسطين، وتضيق الخناق على كل الأنشطة الخيرية الداعمة للشعب الفلسطيني، كما تم توقف وظائف المئات من موظفي الجمعيات وتوقف عشرات المشاريع التي تنفذها جمعية الأقصى باسم أهالي اليمن في عهد الرئيس السابق علي صالح. كما تضرر من هذه الإيقافات رعاية أسر كانت تستفيد من هذه الجمعيات وعددها 350 أسرة من تبرعات الخيرين من أهل اليمن وحرمان ثلاثة آلاف يتيم فلسطيني من الكفالة الشهرية.

 

وقالت مصادر مطلعة إن هذه المليشيات نهبت الأموال من حسابات المؤسسات الخيرية في صنعاء المهتمة بالقدس وفلسطين، وأوقفت كل الدعم الذي كانت تقدم للشعب الفلسطيني، وقد سيطرت هذه المليشيات على مقدرات العمل الخيري والإنساني وحولت هذه الأماكن إلى مواقع لتمركز الحوثيين. كما قامت المليشيات الحوثية باقتحام العديد من المراكز الرئيسة لهذه الجمعيات واعتقال القائمين عليها وطرد بعضها في محافظات عدة.

 

وأوضح مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية بأن المليشيات الحوثية تخادع الرأي العام، إذ قامت بتنظيم فعاليات عن القدس داخل صنعاء من أجل حشد الشعب وإرسالهم إلى جبهات القتال وليس من أجل فلسطين، بل تخادع الشعب وترسلهم إلى جبهات القتال كمحاربة أمريكا وإسرائيل، كاشفاً بأن هذه التعليمات جاءت من الملالي في إيران، مناشداً الشعب اليمني بعدم تصديق هذه المليشيات التي تحارب نيابة عن إيران وتريد تشريد الشعب وقتله.

 

وأكدت الحكومة الشرعية اليمنية أن موقف الحكومة الشرعية من القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير، وسوف يقف الشعب اليمني مع الإخوة الفلسطينيين وهي قضيتهم الأولى ولا مساومة عليها، وأن محاولة توظيف قضية فلسطين للمليشيات الحوثية خدعة في الوقت الذي تغلق فيه الجمعيات وتصادر أموالها بالقوة.