"الحدود الإيرلندية".. معادلة تيريزا ماي للانسحاب من الاتحاد الأوروبي

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رفض البرلمان البريطاني، الخميس، من جديد استراتيجية رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" بشأن انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، و تعد الهزيمة التي تعرضت لها تيريزا ماي أمام مجلس العموم، المتمثلة في رفض استراتيجيتها التفاوضية بشأن "بريكست"، نقطة ضعف في موقفها حيال بروكسل في ظل سعيها إلى إعادة التفاوض حول اتفاق الخروج من الاتحاد الاوروبي، ورفض 303 نواب التعديل الذي طرحته الحكومة، في حين أيده 258.

سيناريوهات عديدة أمام بريطانيا، أسوأها بالنسبة للاتحاد الأوروبي تلك التي ستؤدي إلى حدوث الطلاق بينهما دون اتفاق، لذا لاتزال أوروبا بانتظار أن تقدم لها لندن مقترحات ملموسة وواقعية لإبعاد وقوع هذا الشبح.

الحدود الإيرلندية ما بعد البريكسيت..المعادلة الصعبة

ترفض المفوضية الاوروبية بدء مفاوضات تجارية مع المملكة المتحدة قبل حل ثلاث نقاط ذات أولوية هي مصير مواطني الاتحاد وكلفة بريكست ومسألة الحدود بين إيرلندا ومقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية، ومع حلول 2019 من المفترض أن يبقي شمال إيرلندا مع المملكة المتحدة، واستمرار الجنوب مع الإتحاد الأوروبي.

تحتاج بريطانيا إلى تقديم حلول أكثر مصداقية من حيث كيفية تنفيذ،اتفاق الجمعة العظيمة أو اتفاق بلفاست و الذي يعتبر أساس السلام في جزيرة أيرلندا وكيف سيتم التعامل مع قضايا الحدود، ويعبر ما يقرب من 30.000 شخص حاليا الحدود بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا حيث إن كلا الجانبين مترابط بشكل كبير من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جلب الكثير من الشعور بحالة عدم اليقين والناس الذين يعملون ويعيشون على جانبي الحدود يشعرون بالفعل بعواقب المفاوضات السلبية بشأن البريكسيت وتداعياتها على حياتهم.


ايرلندا الشمالية هي المنطقة الأكثر فقرًا في بريطانيا، وأصبحت متكاملة بشكل متزايد لانضمامها مع جمهورية أيرلندا، وانتشرت التجارة عبر الحدود، خاصة في مجال الزراعة الذي نما بشكل مطرد، ونشأت سوق موحدة للطاقة، بدأت تلمس ثمارها من اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998، والذي أنهى 30 عامًا من العنف الطائفي.


في النهاية يعتقد الأوروبيين أن القارة العجوز، ماضيه للدخول في نفق مظلم لا يعلم أحد نهايته، خاصة بعد عدول الكثيريين ممن وافقوا على استفتاء بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، فيما يري البعض الأخر أن بريطانيا لا تستطيع وحدها أن تتحمل أعباء القارة، ويجب توفير الجهود لتحسين الأوضاع الداخلية فى المناطق الفقيرة التابعة للمملكة.