هل ينهي الحل العسكري الأزمة في اليمن؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

أرشيفية
أرشيفية



في ظل العناد الذي يمارسه مليشيا الحوثي الإنقلابية، بدأ الحديث عن إمكانية تطبيق الحل العسكري لإنهاء الأزمة اليمنية.


و اعتبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن تنفيذ اتفاق الحديدة يمثل اللبنة الأولى لإرساء السلام وبناء الثقة المطلوبة، بينما أكد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث العمل على إخلاء موانئ الحديدة، وفتح الطريق إلى مطاحن «البحر الأحمر»، وتنفيذ خطوات اتفاق ستوكهولم كاملة.


بدوره، شدد البرلمان العربي على ضرورة تنفيذ اتفاق ستوكهولم، والتوصل لحل سياسي شامل، استناداً إلى المرجعيات الثلاث، داعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تسمية الطرف المعرقل لاتفاق ستوكهولم، جاء ذلك فيما قالت الحكومة اليمنية: «إن قرار الميليشيات مرهون لأسيادها في إيران».


في غضون ذلك، أوضح وكيل وزارة الإعلام اليمنية، أسامة الشرمي، أن التزام ميليشيات الحوثي بالاتفاقات مرهون بالتوجيهات الواصلة من إيران السبب الرئيس بإحداث الأزمة اليمنية الراهنة. وقال: «إن قرار الحوثيين مختطف وليس بأيديهم، وهذا ما تؤكده عملية التماطل والتنصل في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في محادثات السويد الأخيرة، والتي لم تحرز تقدماً ملحوظاً على الميدان»، مشيراً إلى أن الميليشيات الحوثية هي أداة إيران في تحقيق أجندتها وأطماعها في السيطرة على اليمن والممر الدولي في باب المندب، وتهديد دول الجوار، في مقدمتهم السعودية.


 وأضاف أن المد الزمني لاتفاق السويد ليس مفتوحاً، وستأتي اللحظة التي تضطر فيها الحكومة اليمنية للجوء للخيار العسكري، وإنهاء التدهور المستمر للوضع الإنساني في الحديدة والمحافظات الأخرى، مشيراً إلى أن الجيش اليمني والتحالف العربي أفسحوا المجال للحل السلمي في الحديدة لدواعٍ إنسانية، وهي ذاتها التي ستجبر الشرعية على اللجوء إلى الخيار العسكري لتحرير المحافظة طالما أن الميليشيات تواصل تعنتها ورفضها تنفيذ بنود اتفاق السويد.


و قال المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، إن انتقاد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، للمبعوث الأممي، مارتن جريفيث، واتهامه بالانحياز للحوثيين جاء بعد تقرير من الأخير بأن بإن الحوثيين تجاوبوا معه فيما يخص فتح الطريق لصوامع الغلال في محافظة الحُديدة، مشيرا إلى أن هذا التقرير يأتي بعد أربعة أيام فقط من تقرير سابق اتهم فيها الميليشيات الحوثية بشكل واضح بعرقلة كل جهود السلام وقصف صوامع الغلال في الحديدة.

وأضاف الطاهر خلال لقاء له على فضائية "الغد" الإخبارية، مع الإعلامية داليا نجاتي، أن هاذان التقريران يتناقضان مع بعضهما البعض، وهو ما يدل على أن "جريفيث" تعرض إلى ابتزاز من قبل الحوثيين في صنعاء لتنفيذ اتفاقية السويد وتعديل صيغة تقريره ليحقق اختراقا، مؤكداً أن هذا يدل على أن الحوثيين يمارسون الضغط على "جريفيث" للوصول إلى أهداف محددة لهم وهي الاعتراف بهم دولياً.

وأوضح الطاهر أن موقف الحكومة اليمنية سيكون له عدة مسارات، الأول يتعلق بالمسار السياسي في ظل سعي الميلشيات الحوثية لتجاهل اتفاقية السويد وهو ما حمله "جريفيث" إلى الرئيس اليمني بالبحث عن مشاورات سياسية قادمة، متابعاً أن المسار الثاني قد يكون عسكري بأن الحكومة اليمنية لن تستمر بالتعامل بمرونة مع الميليشيات الحوثية والمبعوث الأممي.

وأعرب الطاهر عن اعتقاده بأنه خلال الفترة القادمة ستدعو الحكومة اليمنية إلى تحديد سقف زمني محدد من أجل تنفيذ اتفاقية السويد، وإلا فإن الحل العسكري سيكون هو الوسيلة المثلى للضغط على الحوثيين من أجل تنفيذ بنود اتفاقية السويد والقرار الأممي 2216.

و أكدت الحكومة البريطانية على استراتيجيها للحل في اليمن المبني على الحل السلمي ومنع أي حل عسكري.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أليسون كنج، في تغريدة لها على تويتر، تابعها محرر المشهد اليمني، "لطالما قلنا بأنه لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن".

وأضافت: "من المهم مواصلة الجهود للتوصل إلى حل سياسي سلمي والإجتماع الرباعي الذي تشارك فيه بريطانيا على هامش مؤتمر وارسو خطوة أخرى في هذا الاتجاه بعد التقدم الذي أحرزته محادثات #ستوكهولم لا سيما اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة وارسو".

وتمسك بريطانيا ملف اليمن في مجلس الأمن وتتهم بالتماهي مع الحوثيين ومحاولة تمرير معادلة تبقي الحوثيين كقوة على الأرض.