ذكريات بابا الفاتيكان.. كيف أنقذه الأطباء من الموت داخل الأرجنتين ؟

عرب وعالم

اليمن العربي

في حياة البابا الموصوف بواسع الصدر، والمحلّ ضيفا منذ أمس الأحد على الإمارات العربية المتحدة في زيارة رسمية تنتهي الثلاثاء، ما قد يعرف البعض عنوانه الرئيسي فقط، وهو أن الأطباء استأصلوا إحدى رئتيه في الماضي، ويعيش بواحدة فقط. أما التفاصيل، فمجهولة ربما لمعظم الملمين بسيرة من سمّوه Jorge Mario Bergoglio حين ولد قبل 82 سنة لأبوين إيطاليي الأصل في الأرجنتين.

ما حدث لمن اتخذ من "فرنسيس" لقبا يوم انتخبوه في 13 ديسمبر 2013 لسنامة الفاتيكان، قديم جدا.

ووفقاً لمصادر أرشيفية عدة عن سبب استئصال رئته، وفيها وجدت أنه كان بعمر21 حين مرت به 3 أيام حرجة قبل 61 سنة، وخلالها كاد يفقد حياته على فراش المرض، لولا علاج طبي سريع أنقذه مما كان يعلّ فيه.

بعض ما مر به من حرج صحي هدده، نجده في ما ذكرته صحيفة El Mundo الإسبانية بتقرير نشرته في مارس 2013 من أن ما لاحظه الأطباء "ظهر كأنه السل، أو التهاب قوي، فعالجوه بمضادات قوية مما أساء إلى رئته"، وفقا لما نقلته ذلك العام عن متحدث باسم الفاتيكان ألمح بعبارته أن السبب كان العلاج وليس العلة بذاتها.

كما ورد في كتاب عن البابا فرنسيس، اسمه El Jesuita وألفه في 2010 اثنان من الصحافيين، هما الأرجنتيني Sergio Rubin والإيطالية Francesca Ambrogetti واستندا فيه إلى أرشيف مستشفى نقلوه إليه بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، أن الحرارة المرتفعة جعلته "يصارع الموت، وبجانبه والدته تعانقه طوال الوقت، وتسمعه يتساءل وهو يتلوّى: "ما الذي حدث لي" ، من دون أن تسمع جوابا مرضيا من طبيب، بعكس الذي نراه في فيديو تعرضه "العربية.نت" أدناه، وهو طبيب مختص يسهب متحدثا عن استصال الرئات وأسبابه، وكيف أن العلاج كان صعبا في الزمن الذي عانى فيه البابا مما عاناه بخميسنات القرن الماضي.

ولا بد أن أطباء المستشفى الذي نقلوا "خورخي ماريو بيرغوغليو" إليه، اعتبروا أن حمى شديدة داهمته بحرارة مرتفعة، فأمعنوا علاجا فيه لإنقاذه منها، وخلالها "اكتشفوا 3 دمامل" تتبرعم كما الأورام في القسم العلوي من رئته اليمنى، وربما ظنوها تسرطنا في زمن كانت الفحوصات على المرض الأشد خبثا في بداياتها، كما على الحمى والنزلات الصدرية، لذلك لم يجدوا حلا إلا بالسهل الممتنع: استأصلوا معظم الرئة، وتركوه يعيش بواحدة تقريبا، مع اعتقاد طبي منهم بأن الحياة لن تكون سهلة عليه، بل متعبة، إلا أنها كانت على البابا فرنسيس أسهل مما كانوا يتصورون.