"الغد المشرق" تناقش الخيارات المتاحة أمام الشرعية لمواجهة الحوثي وتراخي المجتمع الدولي

أخبار محلية

اليمن العربي

بثّت قناة الغد المشرق مساء الأربعاء حلقة جديدة من برنامج "قضايانا" الذي يعدّه ويقدّمه وديع منصور الذي أثار جملة من الأسئلة المتّصلة بتطورات الساعة في الملف اليمني ، وبالذات المتّصلة بتحرّكات غريفيت الأخيرة وخروقات المليشيات المستمرة لاتفاقات السويد ، والخيارات المتاحة أمام الشرعية والتحالف العربي لمواجهة صلف الحوثي وتراخي المجتمع الدولي .

الدكتور علي صالح الخلاقي يرى أن الوضع يكتنفه الغموض وإن المبعوث الأممي لا يظهر حقيقة توجهاته ، فقد اظهر غريفيت سلوكا غريبا تجاه المليشيات وصل حد تدليلها وغض الطرف عن جرائمها.

وأوضح الخلاقي إنه بإمكان الشرعية مطالبة الأمم المتحدة بتغيير مبعوثها ، بعد أن اظهر عدم جدّية في استخدام صلاحياته لإلزام المليشيات بتنفيذ ما وقّعت عليه . كما أنّه بإمكانها التحرّك عسكريا في جبهات أخرى لم يشملها اتفاق السويد الأخير .

ووجّه الخلاقي عتبا للسلطة الشرعية ووصف تحركاته السياسية والعسكرية بأنها لا ترقى إلى المستوى الذي يجعل المليشيات تنصاع للحل ، ودعاها إلى الاهتمام بالمناطق المحررة والتعامل مع القوى الفاعلة على الأرض التي جرى تهميشها ، في حين صدرت قوى أخرى تقف ضد مشروع التحرير .

 

أمّا الباحث والصحفي عبدالكريم المدّي فقد وف اتفاقية السويد بأنها بيع للوهم ، حيث تم رصد وتوثيق أكثر من 800 خرق للهدنة منذ تم ابرامها ، وقامت المليشيات بحفر أكثر من 450 خندقا حول مدينة الحديدة ، ولم تلتزم بفتح الممرات ، بل فرضت حصارا مطبقا أكثر من ذي قبل ، وأغلقت منافذ كانت مفتوحة قبل توقيع الهدنة .

وقال المدّي إن اليمنيين باتوا أكثر إحباطا من ذي قبل بسبب وقوف الأمم المتحدة مع الانقلابيين ، ونصح المدّي الشرعية والتحالف بتكثيف الضغط العسكري لاجبار المليشيات على الرضوخ لمتطلبات السلام .

 
الباحث الاكاديمي السعودي د . خالد باطرفي  أشار إلى تغيير المبعوثيين السابقين جمال بن عمر وإسماعيل ولد الشيخ كان استجابة اممية لمطالبات التحالف العربي نتيجة لعدم تعاطيهما الجدّي مع اشتراطات ومتطلبات الحل ، مشيرا إلى التحالف والشرعية اليمنية يستطيعان فعل ذات الشي تجاه غريفيت .

واستدرك باطرفي الأسباب الجوهرية لهذا التراخي الاممي ، حيث ارجع ذلك إلى الأمم المتحدّة ذاتها التي لا تريد حل الصراع ولكنها تسعى فقط لإداراته وتمكين الدول المؤثرة في صنع القرار العالمي من تنفيذ اجندتها .

وكشف باطرفي عن معلومة مفادها إن خروقات الحوثيين تجري على مرأى ومسمع مندوب 18 دولة متواجدون على الأرض يراقبون كل صغيرة وكبير ، ورغم كل الصلف الحوثي إلّا إن هذه الدول ترى أن الأمر يستحق الانتظار وإعطاء الانقلابيين المزيد من الفرص .

وتابع باطرفي .. لحسن الحظ إن الهدنة لا تشمل كل الجيهات ، لذا فإن أمام الشرعية والتحالف فرص كبرى للحركة والحسم ، مشبّها اتفاق الحديدة بصلح الحديبية الذي مكّن الرسول من تأمين جبهة مشركي مكة والتفرغ لبقية الجزيرة العربية وتمدد الدعوة خارج الجزيرة .

وفي ما يخص جبعات صنعاء وتعز وغيرها من مناطق الشمال ، أشار باطرفي أنه بالإمكان اسقاط صنعاء بالحصار ، لتلافي الخسائر البشرية بين السكان .

ووصف باطرفي سلوكات غريفيت بأنها تجلّي للنفسية والبلوماسية الإنجليزية التي تعتمد مدرسة الغموض البنّاء او الإيجابي ، حيث يعمد المفاوض الإنجليزي عادة إلى إخفاء معظم الاروراق ليصبح اكثر قدرة على التاثير .

وقدّم باطرفي نصائح للشرعية اليمنية حيث دعاها للكف عن سياسة المحاصصة في توزيع المناصب ، وحذّر من استبعاد القوى الفاعلة على الأرض من العملية السياسية ، مشيدا بالمقاومة الجنوبية التي لولاها لسقطت القضية اليمنية من اجندات الحل .